هور إمبراطورية جوبتا: ظ
حكمت أسرة جوبتا البلاد منذ عام 320 إلى 550 ميلادية، وكان عصرها العصر الذهبي للهند بلا منازع، لما احتوته من بروز للثقافة الهندية، وتقدم عظيم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والمنطق والجدل والأدب والرياضيات والهندسية والفنون والفلك والديانات والفلسفة، وابتداع النظام العشري وفكرة الصفر، واشتهرت تلك الفترة بميلاد قائمة طويلة من العلماء والمعلمين البارزين منهم "فاراهاميهيرا" و"فيشنو شارما" و"كاليداسا" و"أريابهاتا" و"فاتسيايانا"، وازدهر فيها فن النحت والرسم، وانتشرت المباني المعمارية العظيمة، وشهدت البلاد أعظم نظم الإدارة والسياسة، وانتعشت العلاقات الخارجية التجارية مع بورما وسريلانكا وأرخبيل الملايا، وأصبحت الهند ملتقى لمعظم الثقافات. وساهمت أسرة "جوبتا" في دعم البوذية، وتقدموا عسكرياً حتى سيطروا على معظم أراضي الهند، حتى اصطدموا بوصول قبائل "الهون"، والتي كانت عاصمتهم "باميان" في أفغانستان في منتصف القرن الخامس بعد الميلاد.
الفترة الكلاسيكية (الممالك الوسطى المتأخرة),َ
يشمل هذا التصنيف التاريخي المتداول تلك الحقبة التي اندمجت منذ حكم أسرة جوبتا في القرن الرابع، امتداداً إلى حكم الملك "هارشا" ملك إقليم "الكنوج" في القرن السابع في الشمال، ثم تمتد حتى سقوط إمبراطورية "فيجاياناجارا" والتي تقع في الجنوب في يد الغزاة والمستعمرين.
وقد تجلت تلك الفترة الكلاسيكية وتزينت، وأثمرت عن أرقى ما نشأ في الهند من فنون، بل تعتبر تلك الفترة مثالاً واضحاً لتطور الثقافة الهندية، لما شهدته تلك الحقبة من تطور في القيم الروحية والفلسفية التي شكلت في ما بعد وأثرت في الديانات الهندوسية والجنتية والبوذية، ضف على ذلك قيام الملك "هارشا" بتوحيد أجزاء شمال الهند بعد انهيار إمبراطورية "جوبتا" في عمل هو الأهم، ولم تستمر حضارته كثيراً حيث انتهت تلك الإمبراطورية العظيمة بموته.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا