و بعد فترة من دفن الإبن
أحست الأم بالندم الشديد
و قد حاولتا المرأتان التكتم على الجريمة بكل السبل
مبررتان غياب القتيل بأنه سافر في بعض أشغاله
و مرضت الأم مرضا شديدا و الندم ينهش قلبها نهشا و ساءت صحتها
و لكن إبنتها واصلت حياة الإستهتار غير مبالية بأمها المريضة أو جثة أخيها المدفونة في المنزل
و عند مواجهة الأم لها و لومها إياها و تقريعها
كان ردها في منتهى التحدي و الإستهتار و البرود :
- لقد قتلت آخر من حاول إنتقاد تصرفاتي
قالت كلماتها و هي تشير إلى المكان المدفون فيه أخيهما
صعقت الأم من رد إبنتها و تعكرت حالتها الصحية أكثر فأكثر
مما إستوجب نقلها إلى المستشفى لتلقي الرعاية اللازمة
و لكن مشهد مقتل إبنها كان يتكرر أمام عينيها بكل تفاصيله في صحوها و نومها
و قد لاحظت الممرضة المشرفة عن حالتها أنها تتمتم بإستمرار أثناء نومها ببعض العبارات لا تتغير:
( إبني) (العصا) (قتلته) (الجثة)
فإنتابها الفزع من تكرار المرأة لكلمتي (قتلته) و ( الجثة)
و أخبرت المدير المسؤول عن القسم عن تلك الهمهمات و الكلمات و أنها تحس ببعض الفضول و الخوف من هذه
المريضة
فأحس المدير بشىء من الشك خاصة لما علم من بعض زوار المريضة أن لها إبن غائب منذ فترة ليست بالبعيدة و أنه لم يأتي حتى ليطمأن على أمه و هي على فراش المرض
فقرر حين ذاك إبلاغ الأجهزة الأمنية و التي لم تجد صعوبة كبيرة لحل الموضوع
فبمجرد مواجهة الأم و سؤالها عن إبنها إعترفت بكل شيء و سط بكاءها الحار و نحيبها
و تم القبض على الأخت و أتهمت بقتل أخيها بمساعدة أمها التي و جدتها الممرضة في جوف الليل وقد فارقت الحياة و على خدها دمعة
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا