أفضل نهاية

  • الكاتب : Hamdi Barnaoui
  • / 2022-11-29

‏و بعد فترة من دفن الإبن

 أحست الأم بالندم الشديد

و قد حاولتا المرأتان التكتم على الجريمة بكل السبل 

مبررتان غياب القتيل بأنه سافر في بعض أشغاله 

و مرضت الأم مرضا شديدا و الندم ينهش قلبها نهشا و ساءت صحتها 

و لكن إبنتها واصلت حياة الإستهتار غير مبالية بأمها المريضة أو جثة أخيها المدفونة في المنزل

و عند مواجهة الأم لها و لومها إياها و تقريعها 

كان ردها في منتهى التحدي و الإستهتار و البرود :

- لقد قتلت آخر من حاول إنتقاد تصرفاتي 

قالت كلماتها و هي تشير إلى المكان المدفون فيه أخيهما

صعقت الأم من رد إبنتها و تعكرت حالتها الصحية أكثر فأكثر

مما إستوجب نقلها إلى المستشفى لتلقي الرعاية اللازمة

و لكن مشهد مقتل إبنها كان يتكرر أمام عينيها بكل تفاصيله في صحوها و نومها

و قد لاحظت الممرضة المشرفة عن حالتها أنها تتمتم بإستمرار أثناء نومها ببعض العبارات لا تتغير:

( إبني) (العصا) (قتلته) (الجثة)

فإنتابها الفزع من تكرار المرأة لكلمتي (قتلته) و ( الجثة) 

و أخبرت المدير المسؤول عن القسم عن تلك الهمهمات و الكلمات و أنها تحس ببعض الفضول و الخوف من هذه 

المريضة

فأحس المدير بشىء من الشك خاصة لما علم من بعض زوار المريضة أن لها إبن غائب منذ فترة ليست بالبعيدة و أنه لم يأتي حتى ليطمأن على أمه و هي على فراش المرض 

فقرر حين ذاك إبلاغ الأجهزة الأمنية و التي لم تجد صعوبة كبيرة لحل الموضوع 

 فبمجرد مواجهة الأم و سؤالها عن إبنها إعترفت بكل شيء و سط بكاءها الحار و نحيبها 

و تم القبض على الأخت و أتهمت بقتل أخيها بمساعدة أمها التي و جدتها الممرضة في جوف الليل وقد فارقت الحياة و على خدها دمعة

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا