طالبة بكلية الطب، نجحت بكامل المواد الدراسية إلا ماد واحدة، والتي بسببها عادت عاما تلو الآخر، كانت هذه المادة الدراسية بالتحديد كابوسا مفزعا تتمنى أن تستيقظ منه، لقد كانت مادة التشريح.
وبيوم من الأيام اقترحت عليها صديقتها شراء جثة والدراسة من خلالها عمليا، وبذلك يمكنها اجتياز مادة التشريح التي سببت لها الكثير من المتاعب.
كان من بين طلاب كلية الطب من على معرفة برجل أمن يعمل بمشرحة ما، وكانت صديقتها واحدة من بين هؤلاء الطلاب، أخذتها من يديها وذهبت معها للرجل، والذي كان على علاقات مع نباشي قبور كثيري العدد، لذلك اتفقت معه الفتاة في الحال على شراء جثة وحدد لها الثمن.
وبيوم التسليم كانت لدى الفتاة مشكلة لن تتمكن من حلها، لقد كانت على يقين بأن أسرتها لن تقبل نهائيا فكرة جثة بالمنزل، عرضت على رجل المشرحة الأمر، والذي قدم لها الحل في لمح البصر.
لقد دعاها للمجيء للمشرحة والقيام بما تريد أن تفعله من تشريح للجثة ودراسة عليها هناك، وحدد لها موعدا وكان الساعة التاسعة، دفعت الفتاة الأموال المتفق عليها وغادرت المكان.
وبالفعل بنفس الموعد المحدد كانت أمام المشرحة، كان الرجل قد أعد لها مكانا مسبقا، ووضع لها الجثة على الطاولة وشرعت الفتاة في عملها، طلب منها العمل في هدوء حتى لا يكشف أمرهما، وبالفعل بذلت طالبة الطب الكثير من العمل والاجتهاد لتكمل دراستها وتنهي ما نوت على فعله قبل الموعد.
ولكنها عندما رفعت عينيها على الساعة التي بيدها ارتعبت من الوقت الذي وجدته سرقها، وعلى الفور التقطت أشياءها ومعداتها وهمت بالرحيل، وأثناء خروجها من الغرفة وجدت امرأة ذات شعر أحمر طويل وعينين شديدتا السواد، وتمسك بيدها شمعة، كانت ترتدي ملابس طبيب وقد كتب عليها د/ منى القاضي!
تعجبت الفتاة من أمر بعينه، لقد كانت تمسك بشمعة بيدها اليسرى على الرغم من شدة الإضاءة بالمشرحة؛ سألت هذه المرأة العجيبة ذات البشرة البيضاء على غير المعتاد لنا: “ماذا تفعلين هنا؟!، وكيف تجرأتِ على الدخول ومن سمح لكِ بهذا من الأساس؟!”
فقدت الفتاة رباطة جأشها وشرعت دون دراية منها من شدة خوفها وقلقها والتوتر الذي لحق بها، لقد تسارعت دقات قلبها وانصب عليها العرق سيلا، لقد أخذت تتوسل هذه الطبيبة أن تتركها ترحل وألا تؤذها بشيء.
قصت الفتاة قصتها كاملة ومدى المعاناة التي تعانيها بسبب مادة التشريح، وعن السنوات التي قضتها بالجامعة بسبب هذه المادة التي تريد أن تفلح بها لتتخرج من كلية الطب.
وكانت المفاجأة لقد دعتها ترحل هذه الطبيبة العجيبة، وإن كانت كل توقعات الفتاة أنها لن تفعل هكذا.
وكانت المفاجأة الأكبر عندما عرضت هذه الطبيبة عليها مساعدتها، لم يسع قلب الفتاة الفرحة التي شعرت بها؛ ولكن وضعت الطبيبة غريبة الشكل شرطا واحدا وهددتها إن لم تلتزم بهذا الشرط ستؤذينها حينها.
لقد كان الشرط ألا تفصح عن سرها لأحد، وألا تذكر اسمها أمام أي أحد مهما كان، وتم الاتفاق بينهما على ذلك؛ مرت الأيام والشهور وموعد الاختبار النهائي لمادة التشريح يقترب، كانت الفتاة تستوعب كل شيء من طبيبتها الجديدة التي سهلت عليها كل شيء، وكانت تبسط لها الأمور وتعلمها بالتجربة بأن تفعل كل شيء بيدها.
وجاء موعد الاختبار، نجحت الفتاة بتقدير عالٍ للغاية مما أدهش أساتذتها الجامعيين، لذلك أصروا على معرفة السر وراء اجتيازها أخيرا للمادة التي عانت منها سنوات طوال، وتحت إصرار وإلحاح منهم وضغوطات كانت النتيجة أنها أفشت السر.
والجميع ذهل عندما سمع اسم الطبيبة ولم يصدقوا الفتاة حيث أن هذه الطبيبة توفيت بمكتبها بالجامعة منذ عشرة سنوات مضت.
دفعت الفتاة الثمن غاليا للغاية من الطبيبة نفسها حيث أنها ذات مرة ذهبت للمشرحة لتتأكد من صدق ما كانت تراه، وأول ما رأت وجهها الآخر صرخت الفتاة وكانت نهايتها مستشفى الأمراض العقلية لعدم حفظها للسر.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا