لعبة الموت 💀

  • الكاتب : _abdo_501
  • / 2022-11-20

السماء صافيه والجو جميل، انه يوم مناسب لرحلة إلى مدينة الملاهي، سوف اذهب لأبي واطلب منه أن يأخذنا هناك، بعد محاولات كثيرة وافق أبي بصعوبة، ركبنا السيارة وكانت مدينة الألعاب خارج البلدة ببضع كيلومترات، أحسست بشعور غريب جدا وأنا في الطريق، كأنني لن أرى السماء مره أخرى أولن أرى الدنيا من جديد، قاطع حبل أفكاري صوت أختي وهي تقول بفرح وحماس:

وصلنا، وصلنا حقا، لقد وصلنا، إن منظر الأطفال وهم يلعبون رائع

استأذنت أبي لكي أتجول في المدينة ولأبحث عن صديقاتي التي اتصلت بهم على أمل اللقاء بهم هنا، سمح لي بذلك فبت أتجول وأنا جد معجبة بالمكان، شد نظري منظر لعبة لم يقترب منها احد، تبدو في حالة يرثى لها، لم اهتم بها كثيرا بل لم اهتم بها مطلقا، ابتعدت عنها فرأيت صديقاتي ينادينني من بعيد، أسرعت إليهم وعانقتهم لأني لم أرهم منذ بدء العطلة الصيفية، كم اشتقت لهم ..

تجولنا في المدينة أنا وصديقاتي وستمتعنا كثيرا، قاطع أبي متعتنا عندما ناداني لكي نذهب إلى البيت، لم أرد الذهاب بل إنني أريد المزيد من الوقت برفقة صديقاتي، طلبت سارة من أبي وترجته أن يتركني معهن، وأكدت له بأنها سوف توصلوني إلى البيت وان تأخرنا سوف أنام في منزلها، وافق أبي أخيرا بعد محاولات من جميع صديقاتي.

كانت متعتنا بالألعاب لا توصف، وكل لعبة تقودنا لأخرى، إلى أن وصلت بنا أقدمنا إلي اللعبة المريبة التي يخافها الأغلبية، كانت مكونه من مدخل وثلاث أبواب، كل باب يؤدي إلى طريق مختلف، رأيت أن عدد من الناس مجتمعين حولها فأصرت ليزا أن تدخلها وجوليا أيضا، لم أكن أرغب في الدخول معهن، ولكن لم أرد أن أبقى وحيدة خارجا فاضطررت للدخول برفقتهن ومع مجموعه من الناس، توقفنا عند الأبواب لكي نختار طريق ونسلكه، اخترنا الثاني بعد مشاورات بيننا، فكانت اللعبة شديدة الظلام ورطبه جدا، بعد مرور بعض الوقت على دخولنا سمعت همسات من أناس كانوا يحكون عن قصه قد جرت أحداثها منذ 5 سنوات، قالوا بأن هناك سفاح قد قتل عشر أشخاص هنا، انقبض قلبي بعد سماع هذا الحوار، فتحول شعوري للرغبة في الخروج من هنا لا غير، فجأة ونحن مستمرين في المشي سقطنا بحفرة ولم أحس بنفسي إلا وصديقاتي ينادينني باسمي، لا اعلم ماذا جرى، كان الظلام شديد لدرجة أنني لم استطع رؤية حتى صديقاتي حولي، لا اسمع سوى الأصوات فقط، أين نحن؟

كان هذا أول شيء انطق به عندما أدركت أين نحن، ردت سارة قائلة:

أظن أننا في حفرة ما تحت اللعبة، بل تحت مدينة الألعاب كلها

بعد وقت قليل وجميعنا مصدومات، صراخنا طلبا للنجدة وحاولنا الاتصال باستخدام الهاتف الخلوي ولكن كما توقعنا لا توجد أي شبكات اتصال في هذا المكان اللعين، اشتعلت فجأة جميع الأضواء، كأنها تعلن عن بدء شيء ما، بقينا ننتظر شخص ما أو شيء يدلنا على المخرج، لكن بلا جدوى كان انتظارنا، الجميع متوتر وقلق لم نعرف ماذا نفعل أو كيف نتصرف، خطرت لي فكرة لعلها تسلك بنا إلي طريق النجاة أخبرت الجميع بها فوافقوا، الفكرة كانت أن ننقسم إلى مجموعتان، مجموعه تذهب لتجد طريق للخروج، ومجموعه تجلس هنا لعل احد يسمع نداءنا واستغاثاتنا ويأتي لإنقاذنا، كانت المجموعة الأولى تضمني أنا وليزا وجوليا وسارة، قررنا أن نستكشف المكان أولا، فذهبنا حيث يمتد بنا الضوء ووجدنا العديد من الأبواب والغرف تشبه بداية اللعبة، كانت الغرفة الثانية فخ، والغرفة الثالثة والأولى قد خرجوا من دخلوا منها بأمان تام،

أي الأبواب نسلك؟ اخترنا الباب الأول بعشوائية على أمل أن يساعدنا في شيء، لكن ما وجدناه داخله كان أكثر بشاعة من الظلام ومن الكهف بحد ذاته، وجدنا جماجم تدل على أنها بشريه، صرخت بأعلى صوتي عندما شاهدت ذلك المشهد المرعب، انقطعت جميع الأضواء ثانية وسمعت صراخ جوليا وهي تقول:

النجدة ساعدوني

عم الهدوء في المكان بعد أن توقف الصراخ، أين جوليا لم اعد اسمع صوتها؟

اشتعلت الأنوار مره أخرى فوجدنا أن جوليا اختفت، لكن ما جعلني اندهش هو وجود شخص معلق في سقف الغرفة، لقد تذكرت هذا الوجه، كان معنا في بداية اللعبة، هل يعقل أن يفعل بجوليا مكروه ما؟ مستحيل أن يحدث ذلك في مده قصيرة كهذه، خرجنا من الغرفة ونحن مذعورات، لم يتبقى أمامنا سوى ثلاث خيارات، بل ثلاث أبواب لا نعرف إلى أين سوف تقودونا أو ماذا سيكون بداخلها، لم أحس بنفسي إلا وأنا اشعر بشيء يمسك كتفي ويسحبني عن صديقاتي ويغطي فمي بمنديل فيه مخدر فغبت عن الوعي على الفور.

فتحت عيني على منظر طاوله تملأها أدوات تعذيب وشخص يقف بالقرب منها، حاولت الصراخ لكن دون جدوى فلا حياة لمن تنادي، لم يلتفت لي حتى، حاولت أن امسك بقطعه من الزجاج كانت مرمية على الأرض فاستطعت الوصول إليها وأخذتها وحاولت قطع الحبال التي ملأت يدي بالجروح، التفت إلي الرجل أخيرا وهوا يبتسم ابتسامه مرعبه، كأنه يعلن عن بدء تعذيبي أو نهايتي، مر شريط حياتي أمامي وأنا مستسلمة للموت، فلا مفر من هذا القاتل سوف أموت لا محالة.

تغير الموقف فجأة، وكان عكس توقعاتي، لقد غادر الرجل الغرفة وأنا لا اعرف ما هي نيته،

اغتنمت الفرصة لكي احل وثاقي واخرج من هذا المكان اللعين، ونجحت في فك وثاقي فأخذت سكين صغير من معدات تعذيبه وتحركت بهدوء وببطء لكي لا يسمع خطواتي، رأيت أثناء بحثي عن طريق للهرب ممرات توقعت أنها ستخرجني من هذا المكان وتنجيني من موت محقق، بقيت ابحث وابحث عن مخرج بينما كل الممرات تملأها الفئران، يا الهي ماذا افعل؟

بينما أنا مستمرة في المشي باحثة عن مخرج شعرت بشيء يشدني إلى الداخل، عرفت على الفور انه هو قد رآني، وقد وقعت في شباكه مجددا، ماذا افعل؟ حاولت المقاومة لكنه كان يملك قوة غريبة مستحيل أن يتغلب عليها احد، كان قوي البنية وضخم الجسد، خبأت السكين الصغير في جيبي ولحسن الحظ لم يلحظ ذلك، عاد وقيدني مره أخرى لكن استطعت حل وثاقي بينما كان منهمكا في تقطيع شخص ما، كان مستمتعا بتعذيبه لدرجة انه لم يلحظني وأنا اتجه نحوه مسرعة واغرس السكين في ظهره، إنها الطريقة الوحيدة للفرار منه، أدخلت السكين وأخرجته عدة مرات كأنه لن يموت من طعنة واحدة، كان هائجاً كالوحش وفي النهاية غرسته في رقبته لأتأكد من موته، أسرعت إلى الممر الذي يؤدي للخارج ويدي غارقتان في الدماء، وفعلا وجدت أن نور الفجر قد ظهر معلنا عن بدء يوم جديد، جربت الاتصال بالشرطة وقد نجحت في ذلك، عمل هاتفي أخيرا بينما لم يكن يعمل أثناء وجودي في الكهف، أخبرتهم انه عليهم الإسراع بالمجيء لأن الأمر عاجل.

وجدوا صديقتي جوليا وهي في غرفه داخل الكهف وعلامات التعذيب ظاهرة عليها، وأكثر من أربعة أشخاص مقتولين، بينما وجدوا ليزا وسارة في الكهف يبحثان عني وكانتا بخير، ولكن ولسوء الحظ لم يجدوا جثة السفاح، لقد اختفى ولم يعثروا على أي اثر له، وسجلت القضية ضد مجهول وأقفلت مدينة الألعاب إلى الأبد .

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا