قررنا أنا وصديقتي التجول في غابة صماء ومهجورة ..فلقد كان بيننا وبين مسارنا جسر عتيق وقديم إذا مشيت فوقه تموّجَّت بك جذوره إلى مقبرة فيها جثت و أشواك ..في بداية الأمر رفضت الخضوع في مثل هذا التحدي لكن وبالرغم من ذلك كان فضولي أقوى وأعظم مني قد جرنا أنا وصديقتي رغما عنا ..
فقررنا العبور على هذا الجسر المخيف الذي تغطيه ملابس هشة و حشائش ملتصقه على عاتقها حشرات لاسعة ..فكلما خطونا خطوة زلَّت بنا أقدمنا وإرتعشت أجسادنا فكنا حينما نسمع صوتا خافتا نهرول بسرعة صامتة مما يزيد من خفقان فؤادنا ..
وبقينا على هذا الحال إلى أن وصلنا إلى آخر الجسر فوجدنا حينها مجموعة من المفاتيح تقريبا كانت حوالي 10 أو أكثر فلقد كانت ملتصقه ببعضها مُجسَّدة كأسنان مخيفة..فأخدنا المفاتيح معنا لأننا ضننا وبعالمنا المجنون أننا بحاجة ماسة لها...بعدها أكملنا المشي على طريق مستوي محاطة بجبال ضخمة و أشجار عملاقة منتزعة الأوراق كأنها أجسام مجرَّدة من الأرواح ..فعلى أغصانها كانت طيور فظة ومخيفة أحسسنا من نظراتها أنها ستنهَّل علينا...وبعد برهة من الخوف والإرتباك صرخنا بأعلى الأصوات فإرتفعت أجنحة الطيور وهبَّت في الأفق البعيد تاركة وراءها صدى أنفاسها فإنتبانا وقتها شعور بالهدنة والطمأنينة فحمدنا الله على ذلك...
قررت حينها عودة أدراجي لكن صديقتي كاترين أصرت عليا بالبقاء لأنه وبصورة ما كانت تبحث عن كوخ جدتها القديم الذي بات منسيا من سنوات عديدة ...فأكملنا السير إلى أن وصلنا إلى القمة فوجدناه آنذاك مغطا بسلاسل مصدده و أوراق مخززة ..فتقدمنا بخطوات قصيرة وبطيئة نحو باب الكوخ ففتحناه بخفية خائفين من غدر الظلام...آوووف الحمدلله الله دخلنا إليه سالمين ...فبدأنا وقتها بإكتشاف المكان فكلما دخلنا غرفة من الغرف السفلى سمعنا أصوات ضحك وصراخ فلم نفهم الأمر ولم نفقهه ..فكرنا أنه صوت الراديو لأن الأصوات المتبادلة لم تكن طبيعية فلقد كان بها ذبذبات ممتزجة بين ألحان ورياح..فعودنا الكرَّة ودخلنا الغرف مرة ثانية ولكن هذه المرة رأينا شكلا من أشكال خيالية لم نراها قط..فقد كانت متخفية وراء الستار التي كانت الرياح تقذفه عاليا بسبب الإعصار لكن!!! ما من إعصار موجود ولا رياح قوية فلقد كانت النافذة محكمة الإغلاق....
فمسكت بيدي صديقتي وحدتثها تحت غطاء الرعب بهمسة واحدة :هل شاهدتي ما شهدته للتو!!! فردت عليا باهتة: آآآآآه !! فما إن ردت عليا إنغلق علينا باب الغرفة فأدرنا رأسنا فوجدنا سيفا عالقا خلف الباب الذي لم نلقي له أهمية كبرى لأننا كنا واقعين في ورطة أكبرحجما منه..فإبتلعنا ريقنا فزادت قوة تنفسنا إلى آهات ودقات قلبنا إلى ممات مُحتَّمٍ..فنظرت إليها بنظرة محيِّرة وصامدة وقلت لها:تعالي معي ربما هنالك مخرج ما..فحاولنا جاهدين فتح النافدة إلا أنها كانت محكمة الإغلاق بعصا معدني ذو لون بارز..فراحت كاترين تصرخ وتصرخ وتدور بالغرفه ماسكه رأسها بقوة فلاحظت فيها نوعا من الجنون المبتكر..حاولت أن أهدئ من روعها عدة مرات إلى أن فاقت من غيبوبتها المسكونة !! آه نعم مسكونة
فلقد شاهدت شيئا يفوق نظر الإنسان العادي ..رأيت أشباحا عظيمة وقوية كان لونها أحمر أجوري فلقد أحاطا بها بطول أجنحتهما ولكن من خوفي عليها قرأت عليها شيئا من القرآن إلا أن صارت كأوراق محترقة وتحولت إلى حطام..والحمدلله نجت حينها فعزمنا على أن نجد مخرجا حتى ننتهي من هذا الكابوس المزعج والمملِّ إلا أن سمعنا دقات الساعة التي توحي إلى الساعة 3 صباحا..فبحتنا عن مصدر الصوت لكن !! لكن ماذا!! وجدنا الساعة بعد جهد طويل كانت متستِّرة تحت كتب في صندوق قديم ..المشكل لا يكمن في صوت الساعة لكن من أين أتى الصندوق لأنه حين دخولنا الغرفة كانت خاليه من الاثات سبحان الله !! حاولت الإقتراب ٱكثر لفتح الصندوق فما إن ضغطت على زر مجهول إنفتح الصندوق بشكل غريب فقد صار بابا به مفتاح..فتحنا الباب ودخلنا إلى لعبة الأموات....
فلقد كانت جثت وعظام مرمية يمينا وشمالا وخفافيش تهاجم الساكن والمسكون..أكملنا السير إلى أن وصلنا إلى غرفة الحمام كان زجاجها مكسورا ومليئا بالغبار ..جدرانها محطمة وعلى أرضها دماء بشرية محاطة بسكاكين حادة
...صمدت في مكاني وبعدها إرتميت على الحائط باكية راجية الرحمان لأني وقعت بين يدي جنية مخادعة ألا وهي صديقتي كاترين ...هي من جرتني إلى هذا المكان للإنتقام مني حتى أصير أسيرة في بيت مهجور تسكنه عفاريت ودماء أموات وجتث إنس ..
أدخلتني في قالب من الوهم والإرتباك و غرزت في نفسي صوت الجنية العابدة والمعبودة في كوخ وهمي لن يراه إلا من آمن به..
الطريق شاق وطويل لكن خياله كان قريب للأنني وبحاستي السادسة مرت بي نفس الحادثة ولكن في حلم اليقظة..
قد بقيت على هذا الحال إلى أجل غير مسمى لا يعلمه إلا المعبود....
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا