شبح المختبر

  • الكاتب : zakariya ol
  • / 2022-11-03

اسمي احمد انا احب كثيرا الكيمياء ولذلك قررت ان التحق بكلية العلوم ، كان حلمي هو ان اصبح طبيب مختبر في احدى المختبرات الطبية ، تخرجت وقررت ان التحق بالعمل في احدى المختبرات القريبة من المنزل ، بالفعل بدأت العمل وكنت سعيدا جدا بعملي ولا اعاني من اي مشاكل فيه على الاطلاق ، بل على العكس تماما اصبح لي اثنين من الاصدقاء المقربين لي في العمل وهما سعد و كريم ، كنا جميعا نعمل في نفس المختبر ولكن في اوقات متفاوتة ، في بعض الاحيان عندما يكون هناك الكثير من العمل قد نجتمع ثلاثتنا معا في المختبر من اجل مساعدة بعضنا وانهاء العمل بسرعة. 

في يوم من الايام كان من المفترض ان نسهر انا و سعد وكريم حتى الصباح ومن ثم تبدأ فترة عملي من الساعة الثامنة صباحا و حتى الثالثة عصرا ، كان هناك الكثير من العمل ولذلك قررنا نحن الثلاثة السهر في المختبر ، عند منتصف الليل شعرت بارهاق كبير ، طلبت من رفيقاي ان اذهب لانام قليلا لمدة ساعة واحدة فقط ، لم يمانع كل من كريم و سعد وبالفعل ذهبت الى النوم ، في الواقع من شدة تعبي لم انتبه للوقت وسمعت صوتا ينادي باسمي قائلا : احمد استيقظ انها الساعة الرابعة فجرا ، كان سيف يحاول ايقاظي ، قلت لعد : لماذا لم تيقظني لانهي العمل يا سيف ؟.

 

قال سعد : لقد كان يبدو عليك التعب الشديد فاردنا منك ان تنام قليلا خاصة انك ستبدأ العمل في الثامنة صباحا ، طلب مني سعد المغادرة لكي انام في المنزل ولكني رفضت ذلك ، اخبرت سعد باني سانام هنا فبعد ساعات قليلة سيبدأ العمل ، على الرغم من تحذير اصدقائي لي من النوم وحيدا في المختبر الا انني اصريت على النوم ، ما حدث في هذا المختبر هو انه قبل 5 اعوام نشب حريق به وترتب على ذلك وفاة طبيبة ، ولكني لم آبه لهذه الخرافات فانا في الواقع لا اصدق ان شبحا سيظهر فجأة لي في المختبر

استمر كريم و سعد في العمل اما انا فغطيت في نوم عميق من شدة التعب ، استيقظت الساعة الخامسة صباحا ، كان الجو مازال مظلما ولكني لم ارى احدا ، بدأ هاتفي يرن وكان المتصل رقما مجهولا ، اجبت الاتصال فلم اسمع صوت احد ، بعدها اظلم المختبر وحدث امر مرعب جدا ، بينما المختبر حالك في الظلام سمعت صوت الادوات و الاشياء تسقط ارضا ، ثم رأيت وكأن هناك ظل في نهاية المختبر ، هذا الظل هو لاحد يقف و وجهه الى الجدار وامامه شمعة ، اقتربت من ذلك الظل فانا لم اكن اراه بوضوح ، في البداية اعتقدت انه ربما يكون كريم او سيف ويحاول اشعال شمعة حتى نرى. 

اقتربت من الظل فحدث شيء جمد الدم في عروقي ، رأيت امرأة تلفظ كلمات غريبة وكأنها طلاسم شيطانية ، ناديت عليها قائلا : من انتي وماذا تفعلين هنا ؟ ، فجأة ادارت المرأة وجهها وكان محترقا و مشوها بالكامل ، كان منظرا مرعبا جدا لا يمكن لاي عقل ان يستوعبه ، قالت المرأة وهي تبتسم : الا تعلم ماالذي يحدث لمن يسهر هنا ليلا بمفرده ؟ ، من شدة هول الموقف سقطت على الارض مغشيا علي ، افقت على صوت كريم وهو يحاول ايقاظي ، استيقظت مفزوعا وقلت له : كيف لكم ان تتركوني بمفردي هكذا وتذهبوا ، كانت المفاجأة عندما اخبرني كريم بانهم لم يغادروا المختبر وانهم سهروا لانهاء العمل.

نظرت الى الساعة فكانت السادسة و النصف صباحا ، انصرف كريم و سعد وجلست انا من اجل بدأ العمل ، انهيت العمل في ذلك اليوم وطوال اليوم لم اكن افكر سوى في امر واحد فقط وهو الشبح المخيف الذي ظهر لي ، بالطبع هذه هي الطبيبة التي احترقت في المختبر ولكن لماذا ظهرت لي ؟ ، من شدة خوفي قررت ان اترك العمل في هذا المختبر وان ابحث عن مختبر آخر ، عدت الى المنزل بعد انتهاء العمل فكانت الصدمة ، والدي توفي ولا احد يدري ما هو السبب ، كان والدي بصحة جيدة ولكنه فجأة سقط ارضا ومات ، شعرت بالحزن الكبير وظننت ان والدي توفي فقط بسبب ازمة قلبية. 

بعد انتهاء مراسم الدفن و الجنازة وبينما كنت في المنزل سمعت صوت هاتفي يرن ، كنت اظن بان المتصل هو شخص يريد مواساتي بعد موت والدي ولكن المتصل كان رقما مجهولا ، على الرغم من اني كنت اشعر بالخوف الشديد الا انه لم يكن امامي خيار آخر ، اجبت على الاتصال فكانت الصدمة الكبيرة ، هناك صوت يخبرني بانه اذا تركت العمل في المختبر فسوف يموت باقي افراد اسرتي تماما مثلما حدث مع والدي ، لم يكن الصوت غريبا فهذا الصوت مألوف بالنسبة لي ، حسنا انه صوت ذلك الشبح في المختبر ، صوت المرأة المشوهة ، حينها قررت الا اخبر احدا بهذا السر وان استمر في العمل في ذلك المختبر حفاظا على حياة عائلتي.

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا