جني يتلبس قطة سوداء

  • الكاتب : عابرة_ سبيل
  • / 2022-10-31
جني يتلبس قطة سوداء

يحكي الشاب الذي يبلغ من العمر خمسة عشرة عاما، أنه بيوم من الأيام كان يشعر على الدوام بتواجد شيء ما بحجرة نومه وخاصة عندما ينتهي من دراسته ويذهب للنوم، وكان كلما فتح عينيه لا يرى شيئا، ولكنه بإحدى المرات عندما فتح عينيه رأى قطا أسودا لم يرى في ضخامته يوما، فتتبعه الشاب ليرى من أي مكان دخل وسيخرج، وصار خلفه إلى أن دخل القط الحمام، وهنا كانت المفاجأة الصادمة للشاب إنه لا توجد أية مخارج بالحمام وعلى الرغم من ذلك اختفى القط بلمح من البصر، اندهش الشاب وهم بالفرار إلى حجرة نومه فربما هو منهك من أثر المذاكرة والسهر لذلك تهيأت له كل تلك الأشياء ولكنه حينما هم بالخروج من الحمام رأى بالمرآة شخصا بهيئة مخيفة مرعبة، أسرع الشاب لبلوغ حجرة نومه وتمنى حينها أنه يكون بحلم مجرد حلم، لم يخبر الشاب أحدا من أهله لأنه يعتقد أنها مجرد خيالات.

باليوم الثاني:

وفي صباح اليوم التالي ذهب الشاب كعادته إلى المدرسة، وجرت معه أحداث يومه كطبيعتها السابقة ولكنه كان مشغول البال بما رآه بالأمس ولم يستطع نسيانه ولا حتى تخطيه؛ وبالليل عندما ذهب إلى فراشه استيقظ في نوم عميق ولكنه عانى من القط الأسود الذي أرق عليه نومه، إذ شاهده وهو يهجم عليه محاولا أذيته، فاستيقظ الشاب فزعا من نومه وعندها رأى علامات آثار مهاجمة القط له بكل أجزاء جسده، حينها فقط قرر إخبار أهله بكل ما حدث معه وأنه لن يستطيع كتمان شيء بداخله أكثر من ذلك، شعر بخوف غريب من شيء مجهول، وهنا قامت الجدة بوضع شمعة مضيئة أسفل سريره وقطعة من الخبز وبعض من الملح ظنا منها بأن تلك الأشياء ستقوم بحمايته من عالم الجن.

تغيرات قلبت كل الموازيين:

وبمجرد استكمال الشاب لنومه رأى في هذه المرة الشخص القبيح المرعب الذي رآه بمرآة الحمام، وتحدث معه بغضب شديد قائلا: “هل تعتقد جدتك أن تلك الأشياء ستحميك مني بالعكس لقد بدأت اللعبة للتو معي، وأخبر جدتك أن بفعلتها هذه استثارتني لأقتلك”.

وتعالت ضحكاته المرعبة، وقام بإذابة الشمعة وإلقاء قطعة الخبز بعيدا ونثر الملح في كل أنحاء الحجرة، وهنا صرخ الشاب بكامل عزمه، فحضر أهله فزعين إليه؛ وهنا قرروا بأخذه إلى المشايخ لتخليصه من كابوسه المرعب بفضل الله سبحانه وتعالى.

بداية المتاعب:

تعددت المشايخ وكل واحد منهم يجرب حظه ونصيبه مع الشاب إن كان سيستطيع مساعدته أم لا؟!

ساءت الحالة النفسية للشاب جدا، وأصبح ليله كنهاره لا يذوق للراحة طعم ولا أهله، لم يعرف البيت بأكمله طعما إلا للدموع والأسى تجاه صغيرهم الذي لم يقترف ذنبا لكل ما يحدث معه، ترابطت الأسرة سويا وأيقنت أن كل ما تمر به إنما هو ابتلاء من قبل الله عز وجل؛ ولكن الشاب مازال متألما لا يستطيع النوم خشية من أن يراه بنومه.

بداية الطريق السليم:

تمكنت الأسرة من أخذ الشاب رغما عن أنفه إلى الشيخ الخامس الذي بمجرد وصول الشاب عنده ظهرت علامات غريبة على وجهه تدل على الاندهاش الشديد والتساؤلات، وكان أول سؤال للشاب: “هل تصلي يا بني؟!”

ظهرت على الشاب علامات الأسف والندم وهز برأسه مجيبا بلا، وهنا أخبرهم الشيخ بأن سبيل نجاته الوحيد يكمن في الصلاة وتحصين نفسه بالقرآن الكريم والأوراد وأن كل ما حدث معه سيصبح شيئا من الماضي ولن يتذكره حتى بمرور الوقت.

حل الأزمة وفك العقدة:

وبيوم تعب الشاب جدا على الرغم من مواظبته على الصلاة والأذكار وقراءة القرآن الكريم فاضطر أهله للاتصال على الشيخ الذي حضر إليهم على الفور لإنقاذ الشاب المسكين مما يطارده بلا رحمة، وبمجرد رؤية الشاب للشيخ ذهب مسرعا للحمام (إن ما فعله دون إرادته)، فعلم الشيخ وذهب ورائه مسرعا، وهنا ظهر الجني للشاب بهيئته الحقيقية وهم بأذيته تعالت صرخات الشاب وهم ليخرج من باب الحمام ولكن الباب كان محكم الغلق ولم يستطع فتحه مطلقا، أيقن الشاب أنها نهاية حياته المحتومة فسالت الدموع من عينيه، ولكن الله لا ينسى عباده، فتح الشيخ الباب من الخارج وأخرج الشاب وبدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت في منتهى الخشوع، وحينها رأى الشاب بأم عينيه الجني وهو يحترق بالحمام؛ بدأ الشاب حياته الجديدة بطاعة الله في كل أموره.

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا