القصة الثانية
عيشة قنديشة والكهف المهجور
كان أحد سائقي الشاحنات يسير بمفرده ليلاً، يُدندن بعضاً من الموسيقى التي تُبث عبر المذياع، ومن وسط الظلام لمح سيدة تشير له بيدها، توقف وهو يشعر بالسوء تجاهها، ولكنه لم يستطع تركها وسط الطريق في هذا الليل الدامس، قرر أن يصطحبها معه علّها تُؤنس طريقه، ولكنها ظلت صامتة طوال الطريق، تعجب من سكونها وحاول أن يجرها لحديثٍ عام ولكنها لم تستجب لمحاولاته، نظر نحوها فلمح وجهها الذي يملأه التجاعيد، وكما يقال إن عائشة قنديشة تتخفى في جسد سيدة طاعنة في السن، ولكن ما لفت نظره هو تركيزها التام وهي تنظر عبر النافذة بنظرات غريبة وغير عادية، أشارت له بالتوقف فجأة في منطقة مهجورة، أصاب السائق الذُّعر، وحاول أن يسألها بتعجب عن هذا المكان المُريب الذي تريد النزول فيه، ولكنها أصرت على توقفه، ونظرت له نظرة جعلت فرائصه ترتعد خوفاً لدرجة أنه توقف على الفور دون أن ينطق حرفاً آخر!
ترَجَّلت من الشاحنة تجر قدميها نحو كهف في غابةٍ شديدة الظلمة جعلت السائق يفغر فاه تعجباً من هذه السيدة، استمرت في المشي أمامه حتى اختفت وسط الظلام باتجاه كهف يخرج منه دخانٌ كثيف! وفي صباح اليوم التالي قرر أن يعرف قصة هذا الكهف فأخبره الجميع أنه كهفٌ مهجورٌ، وهناك أقوال عن أنه مسكون بجنية شديدة تقتل الرجال! فحمد الله على أن نجَّاه منها، وإلى الآن لم يعرف لمَ تركته، ومن وقتها سُمي هذا الكهف باسمها كهف الجنية "عائشة قنديشة".ا
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا