(قصة)
المودة
تأليف
ناريمان محمد
نزلت على السلالم حافية في نص الليل والدموع نازلة على وشها زي السيل، وكان باين عليها الخوف والفزع كأنها هربانة من حاجة، البواب ساعتها كان قاعد على باب العمارة، وأول لما شافها بتجري قدامه من غير ولا كلمة على غير عادتها، قعد ينده عليها:
- يا ست (نور).. فيه إيه يا ست (نور)؟
فضلت تجري من غير ما ترد عليه كأنها مش شايفاه ولا سمعاه، وقفت تاكسي في نص الشارع، وركبته بسرعة، البواب شاف المنظر جري على شقتها اللي في الدور الرابع يشوف إيه الحكاية.
وأول لما دخل من باب الشقة، ملقاش حاجة قدامه غير كتاب مفتوح مرمي على الأرض مكتوب فيه كلام مش مفهوم، وشموع كتير على شكل دايرة، استغرب ساعتها وقال:
- طيب الشقة مفيهاش أي حاجة أهو، لا حريقة ولا حرامي، طيب كانت بتجري من إيه بقى؟
وعلشان يطمن أكتر دخل يدور في أوض النوم، وقعد يبص كويس في الصالة والحمام، فشاف المفاتيح بتاعتها على الجزامة، أخدها وقفل باب الشقة كويس ونزل.
تاني يوم الضهر رجعت (نور) وفضلت واقفة على باب العمارة وعينيها مانزلتش من على بلاكونة شقتها، فأول ما شافها البواب قالها:
- حمدلله على السلامه يا ست (نور).. خير حصل إيه امبارح؟ حضرتك نزلتي تجري في الشارع وقعدت أنادي عليكي مردتيش عليا.
وطلعت فوق أطمن ملقتش حاجة، فأخدت المفاتيح وقفلت الشقة كويس، اتفضلي المفاتيح أهي.
ردت (نور) عليه وهي متوترة:
- مفيش حاجة، مفيش خلي المفاتيح معاك وشوفلي بيعة للشقة دي بأي سعر وفي أسرع وقت.
- ليه بس يا ست (نور)؟ حد ضايقك في العمارة؟
- لا أبدًا أنا بس جتلي سفرية مفاجأة ومش عارفه هرجع امتي ومحتاجة فلوس، وعلى العموم أنا هقعد في بيت ماما اليومين دول لحد ما تشوف بيعة للشقة وانت معاك رقمي، ابقى كلمني.
بس البواب لاحظ عليها حاجة وهي بتتكلم، إن طريقتها غريبة وصوتها عالي، مع إن معروف عنها الهدوء والبساطة، وكانت دايما بشوشة، طبعًا البواب ما صدق وجري على سمسار المنطقة علشان يبلغه إن فيه شقة فاضية معروضة للبيع في العمارة اللي هو ماسكها، أهو يطلعله منها بقرشين.
وبعد شهر جه السمسار ومعاه اتنين عرسان جداد.. (كريم) و(ريم) علشان يشوفوا الشقة.
طلع معاهم البواب علشان يفتحها لهم بعد ما رتبها ورجع كل حاجة زي ما كانت، وأول ما دخلوها عجبتهم جدًا ولفت نظرهم الديكورات اللي فيها لأن (نور) كانت بنت رقيقة وذوقها عالي، واللي عجبهم أكتر تقسيمتها، حسوا إنها مناسبة ليهم وكانت عبارة عن أوضتين؛ واحدة مساحتها كبيرة، والتانية مساحتها صغيرة للأطفال.
الأوض كانت مش مكشوفة لأي حد يقعد في الصالة أو المطبخ، ودي كانت ميزة بالنسبة ليهم، الصالة واسعة والمطبخ أمريكاني وفيه بار صغير ومكتبة على الحيطة، والحمام كان جنب الأوضة الصغيرة، حتى هما قرروا ميغيروش فيها أي حاجة، اتفقوا مع البواب إنهم هياخدوها وخصوصًا إن السعر كان لقطة، بعد ما اتفرجوا، اتصل البواب بــــ (نور) وقالها، جت بسرعة علشان تخلص إجراءات البيع، وبعد يومين نقل (كريم) العفش بتاعهم للشقة وأجلوا فرشها لتاني يوم لأنهم كانوا تعبانين، وفي أول ليلة ليهم، سمعت (ريم) صوت خبط بره الأوضه، فصحت (كريم) بصوت واطي من النوم وقالت له:
- (كريم).. قوم قوم يا (كريم).. فيه حد بره.
(كريم) صحي مفزوع:
- حد! حد مين؟! أنا غيرت الكالون وكمان أنا قافل بالترباس.
- أنا متأكدة إني سامعة صوت بره.
- يا حبيبتي دي تهيؤات، نامي ومتقلقيش وعلشان تطمني أنا هقوم اشوف بنفسي.
خرج (كريم) يشوف إيه اللي بيحصل، وفجأة سمعت (ريم) صوته وهو بيصرخ:
- ااااااااااااه.
جريت (ريم) بره الأوضة علشان تطمن عليه، لاقيته مرمي على الأرض.
قعدت (ريم) جنبه وقالت له:
- حبيبي، انت كويس؟ فيك إيه طمني؟
(كريم) قام وهو بيضحك:
- ههههههه يا خوافة، أنا قلت أرعبك شويه علشان قومتيني من النوم.
(ريم) من خضتها قالت له:
- انت سخيف على فكرة.
ودخلوا كملوا نوم
تاني يوم الصبح، قعد (كريم) على البار علشان يفطر وياخد قهوته وفي إيده الجرنال يقرأه
شوية حاجات للمطبخ، وهو بيقلب في الأخبار، لفت نظره خبر غريب، فقال:
- إيه ده؟ لا حول ولا قوة إلا بالله.
- فيه إيه؟ إيه اللي مكتوب؟
- شفتي اللي حصل، صاحبة الشقه اللي كانت هنا قابلينا ماتت بس موتة غريبة، لقوا رقبتها مكسورة وراسها ملفوفة كأنها وقعت من فوق سلالم عالية، مع إنهم لقوها ميتة في البيت ومفيش أثر لأي شبهة جنائية.
- يا ساتر يارب، الله يرحمها، بس مين اللي يقدر يعمل كده وليه؟ البنت رقيقه جدًا، هي أينعم كانت مخضوضة شويه ومتوترة لما كنا بنكتب العقد بس عادي يعني.
- مش عارف والله يا (ريم).. المهم أنا هنزل دلوقتي الشغل واحاول أرجع بدري علشان نكمل ترتيب العفش، عايزه حاجة وانا جاي؟
- اه يا حبيبي، ممكن وانت جاي تجيب السباك في إيدك، أنا كنت طول الليل شمه ريحة وحشة قوي في الشقة، أعتقد إنها جاية من الحمام.
- ممكن تكون السباكة بتاعة الشقة، على العموم حاضر.
نزل (كريم) الشغل وأول حاجة عملتها إنها خرجت الكتب بتاعتها من الصندوق لأنها غاوية قراءة، وفي حين ما كانت بتقلب فيها وتمسحها علشان ترصها في المكتبة، لقت كتاب غريب وسطيهم، كان شكله قديم والغلاف بتاعه ملمسه غريب ومش مكتوب عليه أي اسم.
قالت لنفسها: إيه الكتاب ده ؟ أنا أول مرة اشوفه هنا.
ولسه هتفتحه علشان تعرف إيه ده، سمعت صوت باب الحمام بيتفتح، وفيه صدى صوت خارج منه بيقول اسمها: رييييييييم.. ريييييييييم.
(ريم) من خوفها رمت الكتاب من إيدها، فسمعت الصوت تاني بيقولها: لا يا (ريم) مترمهوش، افتحيه يا(ريم).. افتحيه وحرريه، وهو هيحققلك كل اللي نفسك فيه وهيبقى في خدمتك.
وبالرغم من خوفها، كان فيه قوة بتدفعها إنها تفتحه، وياريتها ما فتحته، بدأت تقرأ صفحة ورا التانية، ومع إن الكلام مكانش مفهوم، كانت مركزة فيه كأنها عارفه إيه المكتوب، وبعد ما قرأت جزء منه حست بضيق في النفس وإيديها بدأت تتهز، ونني عنيها اترفع لفوق الدرجة إن عنيها بقت عبارة عن بياض بس، وبعدها حست برعشة شديدة في جسمها وأغمي عليها في الصالة، بدأت تفوق على صوت (كريم) وهو بيقولها:
- (ريم).. (ريم) فوقي علشان خاطري قومي.
قامت مفزوعة كأنها كانت جوا كابوس.
(كريم) أخدها في حضنه وقالها:
- بس اهدي أنا (كريم).. فيه إيه؟ وإيه اللي حصل؟ تحبي نروح الدكتور علشان نطمن؟
هزت (ريم) راسها بالنفي من غير ما تتكلم.
- طيب تحبي ترتاحي؟
ردت عليه بنبرة حزينة:
- يا ريت أرتاح.
- طيب يلا نقوم ندخل الأوضة، انتي شكلك أرهقتي نفسك في البيت النهارده.
وفي نص الليل وكلهم نايمين، صحي (كريم) على صوت ضحك عالي، قام يشوف فيه إيه، ملقاش (ريم) جنبه، فقال يمكن بتتفرج على التليفزيون بره، خرج ملقاش حد والتليفزيون مقفول، بس نور الحمام كان مفتوح، راح علشان يشوفها يمكن أغمي عليها تاني وهي جوا الحمام، لكن كل ما كان بيقرب من الحمام، صوت الضحك كان بيعلى، لحد ما بقى واقف قدام الحمام وشاف (ريم) واقفة قدام المرايا، وفي إيديها قطر ودم كتير على كتفها نازل لحد إيديها.
(كريم) شاف المنظر، جري عليها وشالها ودخلها الأوضه وقعدها على السرير، وبسرعة جري على المطبخ علشان يجيب فوطة مبلولة وقعد يمسح الدم، وهي كانت قاعده سرحانة في دنيا غير الدنيا مش حاسة بحاجة..
(كريم) فضل يقولها: انتي ليه عملتي كده؟ انتي كنتي عايزه تنتحري؟ عايزه تسيبيني لوحدي، أنا محتاجلك.
وهي فضلت ساكته مبتردش وبعد ما شال الدم من على جسمها، لقي كلام غريب محفور عليه، من خضته وقع على الأرض، وفضل يقولها:
- انتي عملتي في نفسك إيه؟ (ريم) ردي عليا، فيكي إيه؟ إيه اللي حصلك؟
بصتله والدموع في عينيها وقالت له:
- هتصدقني لو قولتلك إني مش حاسه بألم.
- طيب بتعيطي ليه؟
- علشان حاسه إني محبوسة، حاسه إن فيه حاجة بتتحكم فيا، أنا مش أنا يا (كريم).. ممكن تفضل جنبي، أنا محتاجالك.
وفردت جسمها على السرير ونامت زي الأطفال الصغيرة
فضل (كريم) قاعد جنبها لحد ما غلبه النوم، وأول ما طلع النهار بعد ليلة صعبة، صحي (كريم) من النوم وبيبص جنبه على (ريم) ملقهاش، قام مخضوض، افتكرها عملت في نفسها حاجة، جري على الحمام ملقهاش، طلع الصالة لقاها واقفة في المطبخ، أخد نفسه وقالها:
- صباح الخير، انتي صحيتي امتى؟
- من بدري، لاقيتك رايح في النوم، فانسحبت من جنبك وقولت أحضر لك الفطار عقبال ما تقوم.
- طب انتي عامله ايه دلوقتي؟ مش أحسن؟
استغربت من سؤاله وقالت له:
- أنا تمام، بس أحسن من إيه؟
- أنا بطمن عليكي علشان الحالة اللي كنتي فيها.
(ريم) مكانتش فاكره أي حاجة من اللي حصلت ليلة امبارح، فقالت له:
- حالة! حالة إيه؟
- انتي مشوفتيش نفسك أمبارح، انتي جرحتي نفسك ونمتي من كتر التعب.
- أنا؟ إمتى؟ شكلك كنت بتحلم.
بدأ (كريم) يحس إن فيه حاجة مش مظبوطة، فقالها:
- طيب تمام شكلي كنت بحلم فعلًا.
طيب أنا هنزل الشغل دلوقتي، وهحاول ارجع بدري النهارده علشان نخرج، بقالنا كتير مخرجناش، ادينا نغير جو بدل الملل.
- طيب ما تنساش السباك اللي قولتلك عليه امبارح وانت مجبتهوش الريحة كل يوم بتزيد، انت مش شامم ولا إيه؟ وانا شويه كده وهنزل اشتري حاجات وهطلع أجهز علشان الخروجة بتاعة بالليل.
وقف (كريم) يكلم نفسه على باب الشقة مستغرب:
- ريحة إيه اللي في الشقة؟ مفيش أي ريحة، ولا أنا اللي يمكن عندي زكام بقى ولا إيه!!
نزل (كريم) وراحت (ريم) تجهز علشان تنزل، لكن وهي بتقفل سوستة الفستان حست بحاجة محفورة على كتفها، فضلت تمشي إيديها لحد ضهرها فاتخضت، جريت تبص في المرايا، لقت حروف متفرطه وعلامات غريبة، فضلت واقفة مش عارفه ده حصل امتي وازاي!!
وفجأة سمعت نفس صدى الصوت اللي سمعته قبل كده:
- ريييييييييم.. كملي الكتاب.. حرريه يا (ريم).
فراحت علشان تاخد الكتاب وتكمل قرايته، فتحته وفضلت تقرا فيه وحصلها نفس اللي حصل أول مرة، بس المرة دي مفقدتش وعيها، وفضلت تكمل الكتاب لحد لما جه (كريم) جريت بسرعة علشان تخبيه.
- ياه ياحبيبتي، انتي كل ده لسه مجهزتيش؟ مش قلنا هننزل سوا، أنا محضرلك سهرة هتعجبك قوي.
- طيب إيه رأيك نقضي السهرة هنا في جو شاعري؟
قربت (ريم) منه ومسكت إيده وقالت له بصوت كله حنان ودلال.
(كريم) حب يطمن عليها فسألها:
- ليه انتي تعبتي تاني؟
- لا متعبتش بس عايزه نقضي الليلة مع بعض.
فرح (كريم) إنها بخير ووافق إنهم يقضوا س هرتهم في البيت، دخلت (ريم) ولبست أشيك فستان عندها وطلبت من (كريم) إن هو كمان يدخل يلبس أشيك لبس عنده، وما يخرج من الأوضه غير لما تطلب منه، وطفت كل الأنوار وولعت الشموع علشان الجو الرومانسي اللي كانت محضراه، وبعد ما جهزت العشا، ندهت عليه:
- يلا الأكل جاهز.
(كريم) اتفاجئ بالجو اللي عملاه وقالها:
- إيه الرومانسية دي كلها؟ شموع وأحلى أكل، كل ده علشاني؟
ابتسمت (ريم) بخجل وقالت له:
- علشانا كلنا.
رد عليها وقالها:
- علشانا! هو فيه ضيوف جايين ولا إيه؟
- احتمال كبير.
- مين اللي هيجي؟
- خليها مفاجأة.
وبعد ما خلصوا أكل، قعدوا على الكنبة يشربوا عصير ويتكلموا، وفي وسط الكلام (ريم) سألته:
- حبيبي، انت بتؤمن بالجن؟
(كريم) بصلها باستغراب ورد عليها:
- جن! جن إيه بس في الجو الرومانسي ده؟! فقالت له بسخرية:
- انت بتخاف؟
- مش مسألة خوف بس ليه نجيب سيرتهم، حبيبتي احنا الليلة نتكلم كلام حب ومشاعر، مش جن.
- بس انت لازم تخاف يا (كريم) لأنهم ممكن يأذوك.
(كريم) بعد عنها شويه وقالها:
- كلامك غريب النهارده، فيه إيه مالك؟ احكيلي.
أول ما حست إنه خايف منها، ابتسمت في وشه وقالت له:
- تيجي نلعب لعبة. - ماشي أهو نخرج من جو الرعب ده.
- طيب كل واحد فينا يقول كلمة بالعكس، والشاطر اللي يقدر يفهمها ويقولها صح.
- هي غريبة، بس ماشي.
ابدأي انتي علشان انتي اللي تعرفي اللعبة.
- طيب تعالي نقعد على الأرض.
وقعدوا وسط الشموع اللي كانت هي عملاها على شكل دايرة وبدأت بأول كلمة..
- هيبرع
- ممممم عربية؟
- شاطر.. يلا دورك.
- لفط
- حبيبي دي سهلة.. طفل.. عايزه كلام أقوى، طيب دہ دوري شوف بقى اللي هيحصل.
بدأت (ريم) تقول كلام مش مفهوم ورا بعضه بصوت عالي..
(كريم) قالها:
- (ريم) انتي بتقولي إيه؟ بالراحة شويه، أنا مش عارف أحل حاجة.. (ريم) انتي سمعاني؟
وهي عماله تردد الكلام اللي مش مفهوم ورا بعضه، وصوتها يعلا أكتر وكأنها مش سمعاه، وفجأة الأرض اتهزت من تحت رجليهم والتابلوهات اللي كانت محطوطة وقعت كلها، قام (كريم) مفزوع وصرخ في وشها وقالها:
- انتي مجنونة، انتي عملتي إيه؟. (ريم) قعدت تضحك بصوت عالي وقالت له:
- عملت اللي كانوا عايزني أعمله، خلاص حررته، هو ده الضيف اللي احنا في انتظاره. - هو مين؟ مين يا (ريم)؟ انتي لازم تروحي لدكتور، انتي مش طبيعية، أنا مش قادر على الجنان ده.
وسابها وهو غضبان وراح يزور (محمد) أقرب صديق ليه من زمان، علشان يحكي له على كل التغيرات اللي حصلت لــ (ريم) من ساعة ما سكنوا البيت، يمكن يعرف دكتور نفسي كويس يشوف إيه السبب، وقاله البيت شكله بقى مخيف، وأنا اتخنقت، بعد ما (محمد) سمعه بتركيز، قاله:
- أنت قولت إنها حفرت كلام مش مفهوم على كتفها وماكنتش حاسة، صح؟
- اه ليه؟
- تقدر توصفلي شكل الكلام ده أو الحروف دي تقدر تكتبهم؟
- أنا مش فاكر حاجة منها بس أنا ممكن لما اروح اشوفهم تاني واكتبهملك.
- طيب ماتنساش وبكرة نتقابل لأن احتمال كبير مراتك متكونش محتاجة لدكتور نفسي، محتاجة مساعدة من نوع خاص.
- يعني إيه؟ - لما نتقابل بكرة واتأكد من حاجة، هبقى اقولك.
ومشي (كريم) وقلقه على (ريم) زاد وخصوصًا بعد كلام (محمد).. بعدها بشويه اتصل (محمد) بشيخ الجامع اللي بيصلي فيه دايمًا لأنه سمع منه قبل كده إنه بيساعد الناس وبيفك السحر والأعمال لوجه الله وحكاله اللي قاله (كريم).. فالشيخ قاله:
- طيب هو صاحبك قال هيقابلك امتى؟
- اتفقنا على بكرة.
- تمام خلي المعاد بعد صلاة العشاء، وأنا هكون موجود.
رجع (كريم) البيت وأول لما دخل سمع صوت (ريم) وهي بتكلم حد وتتوسل إليه:
- أنا عملت اللي انت عايزه، ليه بتعمل معايا كده؟ ليه؟ انت وعدتني إنك هتنفذلي طلباتي.
وقاعده تعيط.
قرب (كريم) من الأوضه بحذر، وكان باب الأوضه مفتوح، بص عليها لقاها قاعدة على الأرض مدياله ضهرها، وضهرها كله دم وعليه علامات تعذيب بكرباج، وكانت راسها مرفوعة لفوق كأنها بتبص لحد طويل واقف قدامها، حاول يقرب أكتر ويدخل، لكنه لقي الباب اتقفل جامد مرة واحدة ومقدرش يفتحه، فضل يخبط ويترجى (ريم) إنها تفتح له، فجأة سمع صوت (ريم) بتصوت وتقول:
- سيبني في حالي بقى، أنت لعنة: وقاعدة بتصرخ من الألم، سكت الصوت والباب اتفتح، دخل (كريم)
الأوضه بسرعة لكنه وقف مكانه ومتحركش من اللي شافه، وكانت المفاجأة..
(كريم) لقاها نايمة ومفيش في جسمها أي آثار ضرب أو تعذيب زي ما شاف، مفيش بس غير الحروف الغريبة اللي كانت على ضهرها وكتفها قبل كده، طلع (كريم) بره الأوضه وكلم (محمد) صاحبه وقاله على اللي شافه. (محمد) قاله:
- أنا حكيت اللي انت قولته كله لشيخ معرفة وقالي إن لو كلامك ده صحيح يبقى مراتك عملت كارثة واكتشافك ده متأخر قوي
- يعني إيه؟ فهمني يا (محمد) أرجوك.. (ريم) هتضيع مني؟ صارحني أنا ممكن أعمل أي حاجة، دي (ريم) يا (محمد).. عارف يعني إيه (ريم)؟!
- اهدا علشان نتصرف بسرعة.
- المهم
دلوقتي عايزك تكتبلي الكلام المحفور على ضهرها، بس أرجوك من غير ما تحس، وأوعى قبل ما تنزل تقولها على اللي انت شفته، اتصرف عادي زي كل يوم وتقابلني بعد صلاة العشا في بيتي.
- أنا مش هنام أصلًا، أنا هقعد لحد الصبح ما يجي. طلع النهار و(كريم) عمل زي ما (محمد) قاله بالظبط وراح له في المعاد، ومعاه الورقة اللي فيها الطلاسم وخبط على الباب، فتح له (محمد) ودخل، وأول لما دخل لقي راجل قاعد وبيبص له كأنه مستنيه.. (كريم) بص ل (محمد) وكان عايز يسأله: "مين ده؟"
ففهم (محمد) وقاله:
- ده الشيخ ياسين اللي هيساعدنا، وهو أهل ثقة ماتخافش. الشيخ قرب من (كريم) وقاله:
- (محمد) حكالي على كل حاجة، ممكن الورقة اشوفها؟
بص الشيخ في الورقة، وكل لما يقرأ طلسم يفتح عينيه باندهاشه وكان (كريم) متابعه وبعد ما خلص سأله:
- فيه إيه طمني؟ الكلام المكتوب ده فيه ضرر على (ريم)؟
- للأسف أيوه، وخطر كبير، مراتك بقت خادمة لأعظم ملوك الجن وأخطرهم.
- جن جن إيه؟ وخادمة إيه؟ أنا مراتي متعرفش في السحر ولا ليها فيه.
- بس الكتاب اللي مراتك فتحته حرره.
- كتاب إيه؟ إحنا معندناش كتب سحر.
- بس من الواضح إن مراتك قدرت تحصل عليه، حاول تدور على الكتاب ده عندك في البيت وتجيبه بس من غير ما مراتك تحس.
(كريم) كان مصدوم من اللي سمعه، وقاله: - حاضر.. حاضر.
رجع البيت ولحسن حظه (ريم) كانت بتاخد دش، وقعد يدور في كل مكان لحد مالقاه في درفة في المطبخ، أخده وخرج تاني على طول، وراح للشيخ (ياسين).. أول ما (ياسين) شاف الكتاب، قاله:
- يا الله! هو الكتاب ده ظهر تاني ازاي؟ سترك يا رب.
(كريم، ومحمد) في نفس واحد:
- ماله الكتاب فيه إيه؟
- حكاية الكتاب دي قديمة، وكانت معروفة في وقت معين، وبعد كده الحكاية اتنست بين الناس، بس انا لسه فاكرها، كان فيه ساحر ملعون عمل كتاب علشان يحضر بيه ملك الجان، وكان طمعان إن الملك ينفذ له كل طلباته، لكن خطته فشلت والآية اتعكست، وأصبح الجني هو اللي بيستغل الساحر بعد ما كان بيخدعه، ويوعده إنه هيحقق له كل أحلامه وهيخليه أغنى واحد في العالم، فالساحر زهق وحس إن الجني بيلعب بيه، فبدأ يرفض أوامره، وظهر الجني على حقيقته الخبيثة وكل ما الساحر يعصاه كان بيعذبه، ويسلخ جلده لحد ما خلاه مسخ مخيف، كل اللي يشوفه يهرب منه ومن بشاعته، فقرر الساحر إنه ينتقم منه وعمل كتاب تاني، بس الكتاب ده لحبسه مدى الحياة، وفعلًا نفذ خطته وكمل كتابه واتخلص منه، واتخلص كمان من الكتاب اللي حضره بيه أول مرة، واللي حبسه بيه، لكن الكتاب اللي حضره بيه هو الوحيد اللي ظهر فجأة بدون أسباب، محدش يعرف كان مختفي فين، وازاي ظهر تاني، وقع في أيادي ناس كتير بس محدش كان بيكمل الكتاب للآخر ومحدش قدر يحرره علشان كده كان بينتقم منهم، ويبعت أتباعه يقتلوه أو يسببوا ليه عاهة أو يصيبه بالجنان كعقاب ليهم لأنهم لما بيقرأوا وميكملهوش هو بيتعذب، وبعد سنين ومحاولات فاشلة لتحريره من تاني، اختفى الكتاب لوحده، لكن من الواضح إنه مايئسش واختار ضحيته الجديدة وهي مراتك، وشكلها كده قرأته كله والدليل اللي انت حكيته والطلاسم اللي على جسمها، ده دليل على وصوله ليها والتحكم فيها وسلب إرادتها، والطلاسم دي بيحطها كعلامة لخدامه الجداد زي ما عمل مع الساحر.
(كريم) مذهول من اللي بيسمعه وخايف في نفس الوقت، خايف على (ريم) وخايف من المجهول، وكل اللي بيدور في عقله في اللحظة دي، ازاي ينقذ (ريم) من غير ما تتأذي.
- طب والحل، هنحبسه تاني ازاي؟
- لازم نلاقي الكتاب اللي يرجعه تاني للعالم بتاعه بلا رجعة ونحرقه.
- ازاي؟ انت بتقول إنه مختفي في مكان محدش يعرفه.
- أكيد الكتابين كانوا مع بعض في نفس المكان، واحد ظهر والتاني لسه موجود.
(كريم) كان محبط وقاله:
- انست صعبتها أكتر وهنعرف منين المكان اللي خرج منه الكتاب اللي معانا دلوقتي؟
الشيخ ياسين سكت شويه وبعد تفكير قال:
- هنحضر روح الساحر. (كريم) خاف من الفكرة، وقال:
- ده جنان.
فالشيخ (ياسين) حب يطمنه وقاله:
- ماتتخضش، انت عايز مراتك ترجع تاني زي ما كانت، صح؟ وتخلص من اللعنة اللي أصابتها؟ يبقى لازم تجمد قلبك، ومهما شفت ومهما سمعت متتأثرش بأي حاجة، واوعى الخوف يدخل قلبك وهستعين بيك علشان تكون الوسيط اللي الساحر هيدخل جوا جسمه لحد لما نعرف مكان الكتاب.
(كريم) اتوتر وقاله:
- وسيط؟ وسيط ازاي! أنا أنا أول مرة أعمل حاجة زي كده، وده مش هيكون فيه خطر على حياتي؟ وافرض هو مرضيش يخرج من جسمي تاني، إيه العمل؟
- علشان كده بقولك لازم تكون أقوى منه ومتحسسهوش بخوف منك، إحنا معندناش وقت، كل ما اتأخرنا كل ما كان صعب نرجع مراتك تاني.
(كريم) وافق علشان ينقذها لأن مفيش حل تاني، وبدأت الجلسة وتم تحضير روح الساحر، وأول لما دخلت جسم (كريم) الشيخ بدأ يتحاور معاه:
- انت عارف إحنا حضرناك ليه؟
رد الساحر بمكر:
- مستني أنت تقولي.
- الكتاب اللي انت حضرت بيه الجني أذى إنس كتير وإحنا عايزين نحرقه.
- اممم أنا هقولكم على مكان الكتاب بس بشرط.
- من غير شروط، إحنا أقوى منك، قول يا إما هعذبك.
- انت محتاجلي ومتقدرش تعذبني، ولو فكرت أنا ممكن أأذي الجسم اللي انا جواه دلوقتي، وساعتها مفيش كتاب.
- ساحر لعين، إيه طلباتك؟
- إنكم توهبولي أول طفل من (كريم) و(ريم). الشيخ حب يستفسر منه أكتر، فسأله:
- يعني إيه؟ تقصد إيه؟ نقدمه قربان يعني؟
- لا، متخافش، أنا عايزك أول لما يتولد تروحوا بيه عند قبري، وتسيبوه يوم بليلة هناك وتاني يوم ترجعوا تاخدوه.
- أنت مش لعين وبس، انت مجنون. الساحر قعد يضحك، ضحك ضحكات شريرة:
- ههههه مش مهم رأيك، المهم إنك تنفذ، ولو فكرت إنك تغير رأيك أو حتى متعملش اللي قولتلك عليه، أنا ممكن أخلي حياتهم جحيم.
- ممكن أعرف أنت هتعمل بيه إيه؟ وليه يوم بليلة؟
- انت تنفذ طلبي ومتخافش هتلاقي الطفل (سليم) وأنا هحميه بنفسي.
الشيخ (ياسين) قعد يفكر بس قبل ما يقرر قاله: - لينا لقاء تاني بعد ما اخد رأي (كريم) هو صاحب القرار. الساحر كان فرحان وقاله: - فكر وانا في انتظار ردك في أقرب وقت
وطلع الساحر من جسم (كريم) والشيخ بدأ يقوله على اللي دار في الجلسة.
(كريم) أول ما سمع طلباته، رد بغضب وقال:
- لا طبعا، أنت مجنون، ابني ليه؟ لا وألف لا، أنا مش ممكن أعمل حاجة تانية، ده ملعون وشكله بيلعب بينا، أنا مقدرش أعمل كده في ابني.
الشيخ حاول يمتص غضبه وقاله:
- اهدا.. أنا عارف إن الموقف صعب، بس لازم نفكر بحكمة، هو وعدني إنه هيحافظ عليه، وزي ماهنسيبه هنلاقيه.
- وانت بتصدق ساحر اتسبب في أذى ناس كتير علشان يحقق أطماعه، لازم يكون فيه حل تاني لازم.
بص له الشيخ بكل أسف وقاله:
- صدقني ده الحل الوحيد قدامنا، والوقت مش في صالحنا، كل ما المدة زادت هي قوتها هتضعف واحنا صعب نرجعها لينا، فكر بهدوء يا (كريم).
(كريم) بص ل (محمد) كأنه بيستشيره لأن عقله وقف.. (محمد) قاله:
- بص أنا عارف إن الموضوع صعب عليك، بس أنا عندي يقين إن ابنك هيكون بخير.
- وانت تضمن منين يا (محمد).. ده واحد كافر؟
- وانت مؤمن، دي حرب وأكيد انت اللي هتبقى كسبان فيها وربنا يستر.
رد (كريم) وعلى وشه علامات الاستسلام:
- اعملوا اللي انتوا عايزينه.
وفعلًا تمت الصفقة وقالهم على مكان الكتاب اللي عن طريقه يقدروا يتخلصوا من الجني الملعون، وقالهم هتلاقوه ملفوف جوا جلدي اللي كان بيقطعوا الجني، كان الكتاب في مقابر بعيدة بين جبال، الوصول ليها ياخد ساعات طويلة، طلعوا من الفجر، وصلوا المكان بالليل وهناك لقوا الكتاب، أخدوه ومشيوا من المكان بسرعة من كتر رهبته والأصوات اللي كانوا بيسمعوها والطيف اللي كان مراقبهم، رجع (كريم) على بيته ومعاه الشيخ و(محمد) والكتاب، وأول لما شافتهم (ريم) بصت لهم وعنيها عبارة عن كيس دم كأنها كانت عارفه هما جايين ليه، بدأت تتوتر وفضلت رايحه جايه في المكان بتفكر هتعمل إيه، بعد شويه فضلت تردد كلام غريب علشان تستدعي ملك الجان يجي يقف جنبها ويساعدها، وفعلًا اللي توقعوه حصل والجني الملعون حضر، الأرض كانت بتتهز ودهان الحيطان بقى لونه كله أسود، والتلاته بقوا جوا دايرة من نار، طلب الشيخ منهم الثبات والتركيز وخصوصًا بعد ما ظهر لهم بصورته البشعة، كان طويل وعريض وجسمه مليان شعر أسود كثيف، وقرونه ملفوفة وطويلة واصلة لحد الأرض، وعينيه لونها أخضر فاتح مايل للأبيض ورسمتها زي رسمة عيون القطط، بدأ الشيخ (ياسين) بالتفاوض معاه في الأول علشان يرحل في هدوء من غير ما يأذيها، وقال:
- أنا جاي ومادد إيدي بالسلام علشان تسيب الإنسية في حالها وترجع مكان ما جيت.
ضحك الجني ضحكة ساخرة وقاله بصوت جهور مخيف:
- هههههههه سلام وارجع، انت مجنون؟! أنهي سلام اللي أنت بتتكلم عنه؟ أنا مبحبش السلام، انت متعرفش أنا مين، بعيش وبتغذي على خوفكم مني وعلى أذيتكم، مفيش بيني وبينكم سلام.
- يبقى انت اللي اخترت إن نهايتك تبقى الحرق أو الحبس تاني. الجني بص في أيده لقى الكتاب، فقال بتهكم:
- الكتاب؟ تاني الكتاب، بس تفتكر يا إنسي تأثير الكتاب هيبقى قوي زي أول مرة؟ أنا معتقدش.
- لكن أنا مؤمن بكده.
- متتحدانيش.
- أنا بالفعل بدأت التحدي.
وبسرعة ادى أوامر لـــــــ (محمد) و(كريم) وقالهم:
- أنا هفتح الكتاب واللي هقوله تقولوه ورايا بأعلى صوت عندكم وانتوا أيديكم في إيديا، مفهوم.
وبدأ الشيخ (ياسين) في قراءة الكتاب.
الجني جات له هستيريا ضحك في الأول، لكن كل ما يقرأوا أكتر في الكتاب، يبدأ يفقد صوابه، ويبقى عامل زي المجنون وبدأت الأرض تتهز تحت رجليهم وبدأت الطرابيزات والكراسي تطير من حواليهم، وكانت (ريم) بتلف حوالين الدايرة وتقول طلاسم بصوت أعلى منهم، والأنوار تنطفي وتإيد، وفجأة أخدت الكتاب من أيديهم، بدأت تقطع فيه بجنون وتضحك ضحكة انتصار لحد لما لقت حاجة بتخبطها على راسها وفقدت وعيها.
الشيخ (ياسين) قال:
- كويس إنك عملت كده يا (كريم).
(كريم) نزل على ركبه وقالها:
- سامحيني يا حبيبتي، كان لازم أعمل كده علشان أخلصك من العذاب اللي انتي فيه.
الشيخ (ياسين) قاله:
- يلا هات الكتاب بسرعة يا (كريم).
ولحسن حظهم هي قطعت أول صفحتين من الكتاب وهما كانوا خلاص انتهوا منهم، وبدأوا يقفوا زي ما قالهم تاني وفضلوا يرددوا الطلاسم اللي في الكتاب، وهو فضل يقاوم وشافوا نار بتولع وتنطفي في أركان الأوضه وظهرت فتحة صغيرة في السقف، والفتحة دي بدأت توسع، بعد شويه النار اللي حواليهم بدأت تنطفي والدايرة اختفت وشافوا دخان، واتحبس الجني مرة تانية، طلع النهار عليهم و(ريم) فتحت عنيها لقت نفسها في المستشفى، (ريم) كانت مش فاكرة أي حاجة وسألت (كريم):
- هو فيه إيه؟ إيه اللي حصل؟
- أبدًا يا حبيبتي، انتي تعبتي شويه، فقولت الأفضل إنك تيجي هنا اطمن عليكي ونعمل شوية تحاليل.
وأول لما صحتها رجعت أحسن، سابوا المستشفى وروحوا على بيت والدتها علشان قرر (كريم) إنه يتخلص من الشقة، وبعد خروجها بيوم، رن موبايل (كريم)..
- ألو (كريم)؟
- أيوه أنا، مين حضرتك؟
- مبروك المدام حامل، ومتنساش تنفذ وعدك. الخط اتقفل بسرعة و(كريم) قعد يزعق:
- ألو ألو، مين معايا؟ بعدها بشويه جاله تليفون تاني..
- ألو مين؟
- أيوه يا أستاذ (كريم).. أنا موظف من معمل التحاليل، مبروك المدام حامل۔
(كريم) سكت ثانية وقاله:
- انت كلمتني من شويه؟
- لا والله يا افندم دي أول مرة.
(كريم) حس بقلق وقاله:
- طيب شكرًا ليك جدًا.
قفل (كريم) معاه ودماغه بدأت تفكر في الموقف المخيف اللي حط نفسه وابنه اللي لسه هيجي للدنيا فيه، وعدت 9 شهور وجه أجمل طفل علشان يواجه مصيره المجهول وهو لسه في مهده، وعلشان (ريم) متحسش بحاجة، استغل إنها لسه تعبانة ونايمة تحت تأثير البنج بعد الولادة، وأخد ابنه وراح علشان ينفذ وعده، وكان معاه (ياسين) و(محمد).. سابوا الطفل و(كريم) كان قلقان من طلب الساحر وحاسس إن الطلب ده وراه شر، وجه الليل على الطفل وهو في وسط المقابر، وللأسف شك (كريم) كان في محله، الساحر كان خبيث، ظهر في الحلم لواحد كان بيساعده زمان في أعمال السحر، وطلب منه إنه يروح قبره وهيلاقي طفل هناك يقرأ عليه تعويذة معينة تخليه يرجع تاني ويستحوذ على جسم الطفل المسكين، وتاني يوم رجعوا التلاته علشان ياخدوا الولد زي ما اتفقوا مع الساحر، لكن لقوه اختفى، قعد (كريم) يعيط ويقول:
- أنا ضيعت ابني، يا ترى هقول ل (ريم) إيه؟ ابننا راح فين يا ترى هتصدقني لو حكيت لها، هي أصلًا مش فاكره حاجة، أنا مش هسامح نفسي.
(ياسين) حط إيده على كتف (كريم) وقعد يواسيه، وقاله:
- أنا مقدر اللي انت فيه لكن اللي اقدر اقولهولك إن ربنا إن شاء الله هيعوضك، ورجع (كريم) تاني المستشفى وهو مش عارف هيقول إيه ل (ريم) ولا عارف رد فعلها إيه، وأول لما (كريم) دخل أوضة (ريم)
لقاها ماسكه طفل وبتحضن فيه وبتدلعه ومبسوطة بيه.. (كريم) قرب وبص للولد وابتسم ابتسامة عريضة كأن روحه رجعت له تاني لما لقاه ابنه، وحمد ربنا إن الساحر صدق في وعده ورجعه.. (ريم) بصت له وقالت:
- مالك يا (كريم)؟ إيه يا حبيبي؟ إيه رأيك في القمر ده؟
- طالع لمامته.
وقرر (ياسين) و(محمد) إنهم يتخلصوا من الكتاب وحرقوه للأبد رجع (كريم) بمراته وابنه (أقصد الساحر) على بيت تاني جديد علشان ليبدأوا صفحة جديدة.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا