سيدة أخرى في الفلبين بثوب أبيض

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-10-18

سيدة أخرى.. في الفلبين بثوب أبيض! 

يبدو بأن قصص النساء ذوات الثوب الأبيض لا تقتصر على الولايات المتحدة. فهناك قصة يتداولها الناس في الفلبين عن شبح سيدة في غاية الجمال ترتدي ملابس بيضاء ويتدلى شعرها الأسود الطويل وصولاً إلى خصرها. القصة تزعم بأن الشبح لا يظهر سوى في شارع معين من شوارع مدينة كويزون الفلبينية، وتحديدا في بقعة شهدت وقوع حادث تصادم مع سيارة أجرة راحت ضحيته سيدة جميلة كانت ترتدي ملابس بيضاء. ولهذا السبب ارتبطت معظم حوادث ظهور الشبح بسائقي سيارات الأجرة. 

أول ظهور حدث في إحدى الليالي حين توقف سائق أجرة لسيدة رائعة الجمال ترتدي ملابس بيضاء. السيدة صعدت إلى السيارة وطلبت من السائق إيصالها إلى مكان معين، وبعد أن سارت السيارة قليلا حاول السائق اختلاس النظر إلى وجه السيدة الجميلة، فحدق بالمرآة نحو المقعد الخلفي، لكن ما رآه جعل الدم يجمد في عروقه، فقد تغير وجه السيدة وأصبح مشوها بالكامل تغطيه الجروح الغائرة وبقع الدم والقروح. السائق المرعوب أوقف سيارته وسط الشارع ثم تركها وفر راكضا يصرخ كالمجنون. ومنذ ذلك الحين توالت القصص عن ظهور الشبح، ومعظمها كما أسلفنا وقعت لسائقي سيارات الأجرة. وأحيانا كانت السيدة الشبح تظهر فجأة في المقعد الخلفي لسيارة الأجرة أثناء مرورها في تلك البقعة، ويقال بأن ظهورها المفاجئ والمرعب تسبب في العديد من حوادث الاصطدام المميتة.

حكايات شرقية مرعبة..

عفاريت الصعيد

كلنا ما زلنا نتذكر حكايات من التراث الشفوي القديم التي تويها لنا الجدة في أجواء الليل المليء بالإثارة والرعب، واليوم سوف نسرد بعض تلك الحكايات..

1. العفريت والأرض:

في أحد ليالي الصقيع القارص جلست الجدة العجوز وهي ملتحفة بعباءتها الصوف تستمتع بشرب الشاي الساخن أمام الموقد، فقلت في خاطري سوف أحصل الليلة على أمسية مذهلة واستدرج الجدة لسرد الحكايات عن العفاريت فهي بالفعل موسوعة قصص وروايات. 

أخذت رشفة شاي وقلت: لقد تأخر والدي في الحقل يا جدة وأنا أخاف عليه من العفاريت.

فضحكت الجدة وقالت: لا تخف فوالدك قلبه قوى لا يهاب من أى شيء.. طالع مثل جدك تمام.. ثم تنهدت الجدة وقالت وهي تستذكر إحدى حكاياتها القديمة والعجيبة: ذات يوم تعاهد جدك مع أخيه إبراهيم لري الأرض معا..

صمتت الجدة ونظرت إلي قائلة: هل تدرى من سمع حديثهما؟! فارتعبت لأني أعلم الإجابة لكن لساني عجز عن النطق فاسترسلت الجدة قائلة: وبعد منتصف الليل جاء إبراهيم ونادى على جدك ليذهبوا معا لري الأرض وحمل كل واحد منهم بدالته على كتفه  البدالة هي آلة بدائية لسحب المياه من الترع  وكان إبراهيم صامت لا يتحدث طول الطريق متقدما في خطاه وجدك يتبعه حتى وصلوا الأرض وبدأوا العمل في ريها وسقايتها.. الغريب أن جدك كان يروي قيراط مقابل عشرات الأقرطة يرويها أخيه إبراهيم.

وحين انتهى إبراهيم من الري حمل بدالته على كتفه ثم قال لجدك: سوف اذهب الآن قبل حلول الفجر وأنت خلص وتعال على مهلك.

وعند عودة جدك في الصباح وجد أخيه إبراهيم في البيت متأسفا، لقد غلبه النوم ونسى عهده وموعده.. فضحك جدك وعلم إن الذي كان يساعد إبراهيم في ري الأرض لم يكن إلا عفريت.

2. عفريتة التنور:

أعطني يا ولدى كسرة بتاو - البتاو نوع من الخبز في صعيد مصر-.. قالت الجدة فأعطيتها كسرة البتاو وما أحلاه مع الشاي فأخذت الجدة قضمة وقالت: لم أذق في حياتي أشهى من بتاو العفريتة.. فارتعشت أوصالي وقلت: وما قصة بتاو للعفريتة يا جدة؟

قالت الجدة: ذات يوم كنت اخبز الخبيز في الفرن بالطابق الأعلى وبعد الانتهاء تذكرت أني نسيت وعاء العجين ولم أقم بغسله فصعدت للأعلى لأحضره وإذا بي أجد واحدة ست جالسة تخبز أمام الفرن وأولادها يلعبون حواليها وعندما التقت أعيننا رأيت النار تتراقص في عينيها الحمراوتين.. فتشجعت وقلت لها لا تخافي استمري في الخبيز فأنا انتهيت من الفرن ثم خرجت وتركتها لتنهي خبيزها.

وفي الصباح وجدت خبزا شهيا بجانب الفرن.. وأوقات كثيرة يا ولدي أجد الفرن ساخنا ويوجد بجانبه قليل من الخبز.

3. لا تنم أمام الباب!

أخيراً غلبني النعاس اللعين فاستأذنت جدتي ومددت جسدي الصغير أمام باب الغرفة وإذا بجدتي تناديني منزعجة: لا تنام أمام الباب حتى لا يحدث لك مثل ما حدث معي.

فارتعبت وطار النوم من عيني كالجبان وهرعت إلى حضن جدتي فلفت يديها العجوزتين حولي بدف وقالت: ذات يوم من أيام الصيف الحار عندما كنت في مثل سنك نمت أمام عتبة البيت على ضوء القمر كما كان أهل القرية يفعلون في ذلك الزمان وفي منتصف الليل استيقظت على صوت دوي أقدام لشخصين ضخام البنية متجهين رأسا إلى بيتنا فأغمضت عيني وادعيت النوم ولما اقتربوا مني أراد واحد منهم أن يعبر من فوقي فمنعه الآخر قائلاً: إذا عبرنا من فوقها فسوف نؤذى الفتاة.

ثم انحنى وحملني ووضعني جانبا وعبروا إلى داخل البيت وتلاشوا كبخار يظهر قليلا ثم يضمحل.

4. العفريتة التي أحبت جدي:

والآن حاول أن تنام لنذهب في الصباح معا لزيارة قبر جدك.. قالت الجدة وهي تربت بلطف على رأسي فأجبتها قائلا: حاضر يا جدة.. لكن هل كان جدي رجل طيب مثلك هكذا؟

فنظرت إلى الجدة بحنو وقالت: كان رجلا طيبا للغاية وذو هيبة تقع على كل من يراه حتى أن ملكة الجان أحبته وأرادت أن تأخذه مني.

فقلت متعجبا ماذا؟ ملكة الجان أحبته؟

فردت الجدة: ولماذا الاستغراب يا ولدى؟ جدك كان له عادة أن يطلق البخور في أرجاء البيت لتكون رائحته طيبة.. وفي إحدى الليالي وبينما هو يبخر وإذا بطاقة تنفتح أمامه من العدم لتخرج منها فتاة جميلة وخلفها عبد أسود اللون.

الفتاة الجميلة قالت لجدك: أنا أحببتك وسوف تكون زوج لي.

فارتعب جدك من هول المنظر وتلعثم في الكلام قبل أن يرد قائلا: لكني متزوج.. فقالت الفتاة: أنا أعلم بأنك متزوج وسوف أقوم بزيارة زوجتك لآخذ الإذن منها ثم اختفت من أمام جدك الذي هرع إلى وقص علي كل ما حدث فقلت له باستنكار وأنا غير مصدقة: ألم تجد من بين الرجال غيرك.. هل هي عمياء حتى تعجب بك؟

فقال لي جدك: حسنا انتظري زيارتها حتى تتأكدي من صدق قولي وكلامي.

ثم تنهدت الجدة وقالت: وفي إحدى الليالي بينما كنت نائمة لوحدي في المنزل وإذا بفتاة بارعة الجمال تدخل إلى غرفتي وخلفها عبد أسود اللون غليظ الشفتين. الفتاة ألقت علي التحية وعندما رفعت ذراعي لأرد التحية لم استطع.. حتى لساني امسك عن الكلام.

الفتاة قالت: أنا أعلم أنك امرأة طيبة ذات قلب أبيض وأنا أحببت زوجك وأريده لنفسي.

قالت الجدة: فأحنيت رأسي بالموافقة خوفاً من أن تؤذيني وتلاشت من أمامي كالضباب الثقيل وتلاشى معها كل إرباك حدث لجسدي وآمنت بصدق الحكاية.

ثم مرت الأيام والأسابيع وفي يوم ظهرت الفتاة لجدك لوحدها بدون العبد الأسود وكانت تحمل بين يديها زلعة من الفخار وقالت لجدك: خذ هذه الزلعة بسرعة قبل أن يأتي العبد من السودان.. إنها مليئة بالذهب.

فخاف جدك ورفض أن يأخذها وقال لها هذه الزلعة مليئة بالثعابين والعقارب أنتِ تريدين قتلي.. ابتعدي عني.

فاختفت الفتاة على الفور ولم تعد تظهر بعد ذلك اليوم.

وهنا سكتت الجدة ثم قالت لي بصوتها الدافئ الحنون: يكفي حكايات هذه الليلة ولتخلد للنوم.. ثم وضعتني في الفراش.. لكن هيهات. فبعد هذه القصص المرعبة يأبى النوم أن يداعب أجفاني وأظل طوال الليل منكمشا أسفل غطائي، كانت هذه القصص تمتلئ أمسياتي رعباً وتكسو أحلامي بلونها الرمادي وصور العفاريت التي تترأى في مخيلتي..

وذات يوماً استيقظت على صراخ والدتي وبكاء أبي.. لقد رحلت جدتي الحنونة وأخذت معها روائح الماضي الجميل.. رحلت الجدة التي طالما تجمعنا من أجلها.. رقدت بسلام أخيراً.

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا