ليلة تحضير القرينه
بقلم
عبدالوهاب محمد العميري
منار فتاة تبلغ من العمر 25 عاماً بطبيعتها تحب الحياة وتحب الناس كثيراً وخصوصاً عائلتها فهي اهم شيء بالنسبة لها ويوم الجمعة هو أغلى الأيام على قلبها . لماذا ؟ لأنها تجتمع فيه مع أفراد أسرتها في بيت جدتها الكبير.
وفي عصر أحد الأيام وعلى غير عادتها خرجت منار من بيت جدتها بصحبةِ إبنةِ خالتها أسماء عائدتان إلى المنزل رَكِبتا سيارة والدِ منار والتي كان السائق كومار يجلس في المقعد المخصص له ينتظر قدومهما وما إن أغلقت كلتا الفتاتين الباب خلفهما أمرت منار السائق بالتحرك .
ثم أطلقت تنهيدةً طويله فقالت لها أسماء وهي تعلم بما يدور في رأسها : منار ما بك ؟ هل لازلت متضايقةً من أفعال أختك ؟
فالتفتت منار ببطئ شديد وهي تغالب دموعاً ساخنه أرادت أن تجري على خديها : ما رأيك أنت يا أسماء ؟ كيف لي ألا أتضايق بل كيف لي أن أنسى ما فعلته أختي ياسمين ولازالت تفعله إنها تتحدث بالسوء عني عند قريباتنا وأمامي تشير باصبعها إلي وتضحك ساخرةً مني ليضحكن هُن بدورهن معها ، لماذا كل هذا ماذا فعلت لها هل هي جريمةٌ أن أكون أجمل منها أو أن أكون محبوبةً أكثر منها أو أن ...
فقاطعتها أسماء قائلة : تطول القائمة التي طالما سمّعتها منك ولكن إعلمي أنا أتفهم مشاعرك تماماً ، وأنتي تعرفين بأنه ليس من قيمي ولا من مبادئي ما تفعله ياسمين معك وأنا لا أشاركهم الضحك كما تعلمين ، ولكنني أخاف عليك من هذا الضيق المتواصل والكآبه التي لا طائل منها .
أدارت منار رأسها بإتجاه كومار للحظه وقالت ناهرةً إياه : كومار ألا تشغل لنا أغنيةً جميلةً لنسمعها أم أنك ستظل صامتاً هكذا تقود السيارة فقط دون ان تفعل شيئاً ؟
اطلقت اسماء ضحكةً قصيرة وقالت : هدئي مني روعك لماذا تصبين غضبك على هذا المسكين الذي شغل أغنيةً قديمةً الآن على العموم لا تتهربي من الموضوع وردي عليّ متى ستتوقفين عن هذا التركيز المبالغ فيه على تصرفات أختك ياسمين ؟ دعيها وشأنها فأنت تعلمين بأنها غيورةً جداً.
منار وهي تعيد نظرها إلى أسماء : ليتني أستطيع تؤلمني نظراتها ويخترق قلبي إصبعها الذي تشير به عليّ وكأنه سهمٌ قاطع تعبت .. تعبت يا أسماء من كل هذا والمشكلة أنني أعيش معها في البيت بطبيعة الحال، وكذلك نحن نعمل معاً في جهةٍ حكوميةٍ واحدة ، وأحياناً وليس دائماً تدخل علينا المكتب حينما أكون أتحدث عنها عند صديقاتي ولكن لا أنا لا أقصد أن أسيء إليها أو أن أغتابها أنا فقط أكون متضايقه مما تفعله هي معي فأشكوها لصديقاتي علي أجد حلاً .
قالت أسماء وهي تنظر عبر النافذه : نعم .. نعم تشكين فقط تفضفضين أليس كذلك ؟
فقالت منار وهي تُحاول الإبتسام : نعم أفضفض .. افضفض فقط هذا من حقي .
نظرت إليها أسماء ضاحكةً وقالت : أجل هذا من حقك طبعاً تغتابينها ثم تقولين أنك مختلفةً عنها .
أنزلت منار رأسها وقالت : ماذا أستطيع أن أفعل فأنا أكاد أنفجر كل يوم بسبب تفكيري المستمر بكلامها ومضايقاتها.
وبعد دقائق أخرى وصلت السياره إلى منزل أسماء وقبل أن تنزل هذه الأخيره من السيارة قالت لمنار : لا عليك وها أنا ذا أكرر العبارة التي أرددها كل أسبوع .. عليك بنفسك وحياتك ودعي الخلق للخالق ، لياسمين ربٌ يحاسبها على ماتقوله وما تفعله سأتصل بك لاحقاً.
وقالت منار بلهجةٍ محبةٍ صادقة : أشكرك يا عزيزتي وانا بإنتظار إتصالك إنتبهي إلى نفسك .
أغلقت أسماء الباب وانطلقت السيارة بعدها متجهةً إلى منزل منار.
وبعد الساعة العاشرة من ذلك المساء وبعد أن تناولت منار عشائها جلست مع ياسمين في غرفتها حيثُ قررت أن تضع النقاط على الحروف
فقالت لها : ياسمين سمعت بأنك تقولين عني كلاماً كثيراً بعضه صحيح والكثير منه لا يمت للصحة أو الواقعية بصلة ، بعضه قد عرفته وسمعته بأذني هاتين والكثير منه لم أسمعه ولكن قيل لي أنه قد صدر عنك أخبريني ما هو هذا الكلام ؟ ولماذا قلته عني ؟ أريد أن أعرف كل شيء .
فقالت ياسمين ب لهجةٍ واثقه فيها تحدٍ صريح وربما كانت هناك نبرةُ حقدٍ واضحة في صوتها حيث قالت: كلامٌ كثير .. نعم هو كثيرٌ فعلاً ما سمعته ليس سوى نقطةٌ في بحر فما قلته عنك هو أكثر وأكبر أنت حقوده و مريضةٌ بالغيره .. الغيرة مني طبعاً .. كما أنك تدعين الصدق والأمانه والإخلاص وأنك محبة للآخرين هؤلاء الفتيات اللاتي يجتمعن حولك في العمل وفي بيت جدتي مخدوعاتٍ بك وكل ما تقدمينه لهن من نصائح ومعروف هدفه هو الإستغلال أن تستغليهن في النهاية لمصالحك الشخصية أنت لستِ سوى ممثلةٍ بارعه، بارعةٍ في الخداع والكذب أخبرتهم أشياءً كثيره لا يعلمونها عنك وأخجل أنا من ذكرها أمامك ، ولكن بما أنك تودين سماعها فسأقولها لك الآن.
ف ردت منار بهدوءٍ مستغرب حيث أنها لم تستفز من الكلام الذي قالته لها أختها وردت على كل ما سمعته بقولها : نعم أريد أن أسمع مِنكِ كل شيء كل ماقلتيه عني للفتيات في بيت جدتي بالتفصيل الممل .
فقالت ياسمين : حسناً لك ذلك ياعزيزتي منار قُلتُ للفتيات ...
وقبل أن تكمل ياسمين جملتها فتح باب غرفة منار لتدخل ياسمين وتقول بصوتٍ عالٍ : منار ألن تكفي عن هذا إلى متى ستظلين تحضرين قرينتي بعد كل تجمع للأهل في يوم الجمعه إذا أردت أن تعرفين حقيقة أمر ما ناديني واسأليني وسأخبرك بكل شيء ...
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا