انقلب السحر على الساحر
كنت أرتعب من الظلام، فقبل أن ينتهي النهار لابد أن أذهب إلى القرية المجاورة للمقابر لأشتري احتياجاتي قبل أن يخيم الليل علي ولما وصلت إلى القرية وجدت بقالة يعلوها يافطة كتب عليها التائب إلى الله توجهت إليها وكان صاحبها رجل مسن منحني الظهر ودار بيننا حديث..
قلت: ما أجمل العبارة التي كتبتها على اليافطة.
قال: بل إن في الأمر سر وسوف أخبرك ما سره.. كنت في بداية شبابي شاب طائش لا يعرف من الدين أي شيء أو حتى أقوم بأي أمر من أمور الدين وتدرج الأمر بي حتى تعلمت أمور السحر.. وفي إحدى المرات كنت أحضر الجن لأقوم بعمل الشر لأحد الأشخاص وبعد الانتهاء منه ذهبت إلى عرس كنت مدعو فيه وقضيت الليل بأكمله خارج المنزل وعند عودتي في الصباح دخلت غرفتي لأنام وإذا بي أرى الدن أمامي ينفث غضباً.. آه لقد نسيت أن أصرفه وظل طوال الليل حبيس داخل الغرفة.. فضربني الجن فانحنى ظهري في الحال وسريعاً ما أمسكت بكتاب السحر وقرأت التعويذة وصرفته وهو يتوعدني في الهاوية.. ومن بعدها عزمت على التوبة إلى الله والندم على ما فات.
قلت: أحمد الله الذي جعل فيك بذرة خير قبل فوات الأوان.
وأخذت الطعام منه وذهبت قاصداً المقابر أركض بخطواتي قبل حلول الظلام..
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا