الوصية بقلم عبدالوهاب العميري

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-08-31

الوصية 

عبدالوهاب العميري

إسمي فارس وعمري 21 سنة  ، أعيش مع أخي الأصغر فهد في كنف جدي وجدتي منذ أكثر من عشر سنوات ، لأن والديَ قد توفيا في حادث سير مروع ، فقرر جدي وجدتي التي وافتها المنية قبل 3 سنوات أن يتولا رعايتنا ، ولكن ما جعلني أقص عليكم قصتي الأن هو أنني موجود في المستشفى في قسم العناية المشددة أقف على رأس جدي الممدد على السرير والمغطى بشتى أنواع الأجهزة الطبية التي تقيس وتتابع أجهزته الحيوية .

أذرف الدموع واحدة تلو الأخرى وأنا أنادي جدي الغائب عن الوعي تقريباً بأن لا يستسلم وأن لا يذهب ويتركني لأنني لا استطيع العيش من دونه فهو بالنسبة لي الجد والأب والصاحب والمعلم جدي لا تمت أرجوك جدي قاوم فهناك من يحتاجك أنا أحتاجك يا جدي أنا وأخي فارس بحاجة إليك فليس لنا في هذه الدنيا بعد الله احد سواك جدي قاوم المرض قاوم الألم قاوم الغيبوبة جدي أرجوك .. 

ثم قطع حبل كلماتي صوت جدي المتحشرج وهو يقول : يافارس الموت علينا حق وما من إنسانٍ إلا وسيموت يوماً ما المهم هو العمل الصالح يا فارس إسمعني جيداً يابني لأنني سأبلغك بوصيتي وعليك أن تنفذها .

فقلت وأنا ابكي : قُل قُل يا جدي فكلي أذان صاغية .

فقال جدي : وصيتي لك هي أن هي أن .. 

وبعد هذه الكلمه بدأ جهاز مراقبة نبضات قلب جدي بإصدار طنين غير محبب للنفس ، طنين متواصل أخافني إلا أنني بدل من أصرخ منادياً الطبيب والممرضات صرخت على جدي قائلاً : أن ماذا ؟ أن ماذا  ؟ ماذا علي أن افعل ؟ قل قل ياجدي قل ماهي وصيتك قل... 

ولكن دون فائدة فقد حضر الطبيب وممرضتين معه على عجل وقامو ب إخراجي من الغرفة وأنا أحاول المقاومة

وبعدها بذلو كل جهدهم لإسعاف جدي ولكن دون جدوى فقد وافته المنيه وانتقل إلى رحمة الله تعالى .. 

وكما توقعتكم تماماً صدمني نبأ موت جدي .. 

ورحت أصرخ بشكل هستيري فما كان من الطاقم الطبي إلا أن أعطاني إبرةً مهدئة . 

وبعد أيام العزاء التي مرت ثقيلةً علي وعلى أخي فهد وعلى كل من عرف جدي وصاحبه وسمع منه ، ونهل من حكمته وعقله الراجح ورأيه السديد ولكن هذه هي سنة الحياة ولا حول ولا قوة إلا بالله .

ظن فهدٌ كما ظن الجميع أنني سأنسى ما حدث وسأعود للحياة الطبيعية بعد انقضاء العزاء حيث أنهم كانو يعلمون بتعلقي الشديد بجدي عيسى رحمه الله . 

إلا أن هذا لم يحدث وكانت القنبلة الموقوتة التي ألقيتها على مسامع أخي فهد عندما قلت له بأنني سأبحث عن وصية جدي ولن يهدأ لي بالٌ حتى أعرفها وأنفذها .

تعجب أخي فهدٌ البالغ من العمر 16 سنة ، حيث قال: وصية جدي وما دخلك أنت بها ؟ المحامي هو من سيتكفل بتوزيعها على الورثة.

فأجبته وأنا أشتاط غضباً : لا لا دخل للمحامي أو أي شخص أخر بوصية جدي الحبيب التي سمعتها منه مشافهتاً أنا أنا المسؤول عنها وأنا من سيعرفها وينفذها . 

عقب فهدٌ متجاهلاً غضبي : أوليست مالاً ؟ 

فاجئني هذا الرد وسكت لبرهة ثم قلت : لا أدري إن كانت مالاً أو لا ولكنني سأتأكد .

وفعلاً هذا ماقمت به حيث أنني إستفسرت عن مدخرات جدي وما يملكه من أموال في البنوك أو حتى إن كان له ديون وأموال عند بعض معارفه وأصدقائه ، فكان الجواب دائماً يأتيني بأن ماتركه من أموال موجود في البنك وسيوزع بحسب الشرع على المستحقين أما بالنسبة للديون فليس هناك من يدين لجدك بأي مال.

لم يعجبني ما سمعت لم أقتنع فقمت بسؤال المحامي محامي العائلة فأكد لي ماقاله أعمامي وأصدقاء جدي المقربين ماذا يعني هذا ألا توجد وصية ؟  

هل كان جدي عيسى يهذي ؟ أم ماذا ؟ 

قررت أن أقوم بحملة بحثٍ وتفتيشٍ مكثفةٍ في البيت، بيت جدي الذي أعيش فيه أنا وأخي ولا أحد سوانا يعيش فيه .

الأن بحثت في كل مكان في كل الغرف في كل الطوابق في كل دولاب و كل جرارٍ وأسفل الأسرة وقرأت كل ورقة سقطت عيني عليها أو وصلتها يدي ولكن لا نتيجة ولا وصيةٍ مخبأه وكنت سأرضى ولو بوريقةٍ صغيرة مكتوب فيها عبارةٌ تخصني أنا من جدي الحبيب ولكنني لن أستسلم أجل لن أستسلم وسأظل أبحث عن الوصية .

وفي صباح اليوم التالي ذهب فارس الى الجامعة وكان كل تفكيره ينحصر بالوسيلة التي سيعرف بها وصية جده وبمجرد انقضاء وقت المحاضرات عاد إلى البيت وتناول غداءه مع شقيقه فهد ثم صعد إلى غرفته وجلس قبالة حاسوبه المحمول وأخذ يتصفح مختلف المواقع الإلكترونية المعنية بكيفية التواصل مع الموتى.

وبالطبع عثر على نتائج كثيرة جداً على محرك البحث الأشهر google ولكن اكثر ما لفت انتباهه هو حقيقة أن الارواح تلتقي ببعضها في أثناء النوم حيث يمكن لروح الشخص الحي أن تلتقي بأهله أو معارفه من الأموات ، لمع وميض إنتصار في عيني فارس وضرب بقوةٍ على طاولة المكتب بقبضة يده اليمنى وصرخ قائلاً : وجدتها نعم وجدت الطريقة التي سأعرف بها وصية جدي عيسى .

وفي هذه اللحظة فُتح باب غرفته ليذلُف منه فهد ويقول لشقيقه الاكبر فارس: فارس أود أن أتحدث معك في أمر مهم ثم لماذا تصرخ وجدتها وجدتها ما هي تلك التي وجدتها ؟ 

فالتفت فارسٌ الى فهدٍ بكليته وكاد أن يقع من على كرسيه وقال : أاااه فهد لقد فاجئتني .. أما بالنسبة لتلك التي وجدتها هي الطريقة الذي سأتواصل بها مع روح جدي عيسى وأعرف وصيته وأما بالنسبة لك أنت ماهو الموضوع المهم الذي أتى بك الأن ؟ ألم تكن تستطيع الإنتظار حتى أتي أنا إليك ؟ 

لم يرد فهد على تساءلات فارس واكتفى بأن جلس على طرف سرير أخيه وقال وهو ينظر وقال بنبرةٍ جادة وهو ينظر إلى عيني فارس : إسمعني يا أخي أنا مثلك تألمت كثيراً لرحيل جدنا عيسى ولازلت اتألم ولكن هذه هي سنة الحياة وانا ابلغ الان من العمر 16 سنه ولا أريد أن تتوقف حياتي عند هذه النقطة بل أريد أن أسابق أصدقائي لكي أحقق احلامي التي شجعني جدي عيسى ومن قبله جدتي مريم رحمهم الله تعالى لتحقيقها . 

ضحك فارس ضحكةً قصيرة وهو يقول : هون عليك يا أخي لماذا كل هذه الجدية ؟

تابع فهد كلامه دون أن يكترث لتعليق فارس : جئت إليك الأن لأخبرك بأنني سأسافر إلى دولة قطر لاستكمال دراستي حيث أنني  سمعت أنهم يسمحون لمن في مثل سني باستكمال المرحلة الجامعية  في هذا العمر كما أن الكثير من اصدقائي قد ذهب للدراسة هناك وهو مرتاح جداً .

صدم فارس قليلاً من ما قاله فهد وسكت لدقيقة 

ثم قال بشيء من عدم الإكتراث : من حقك أن تسعى لتحقيق أحلامك و إستكمال الدراسة شيء جميل أتمنى لك كل التوفيق يا فهد وسأكون معك في أي شيء تحتاجه .

 

كان فهد يتوقع ردة الفعل هذه من أخيه فارس التي أدرك معها كم هو مشغول البال في قضية وصية جده التي لا طائل من السعي وراءها والبحث عنها وكان يعلم تماما أنه لا طائل من الجدال ومحاولة إقناع فارس بعد الان بالعدول عن قراره .

وفي تمام الساعة الحادية عشر والنصف في مساء اليوم ذاته عثر فارسٌ على الطريقة المناسبة للتواصل مع روح جده في أثناء الحلم حيث كان يتصفح موقعاً الكترونياً لواحدٍ من أكبر خبراء التنمية الذاتية والوعي العالي في العالم ، وكانت الطريقة التي شرحها الموقع كالتالي : " هي أن يحضر الشخص نفسه قبل النوم لرؤية حُلمٍ معين وأن يكون واعياً لما يرى أي أنه سيكون بمثابة المستيقظ والمدرك في أثناء الحلم وهذه الطريقة تسمى ؟ بالاحلام الجلية )  وفي أثناء الحلم الجلي يستطيع الحالم أن يتحكم في ردة فعله إزاء ما يرى من أشخاصٍ وأحداث كما أن بإمكانه أن يختار هدفه من هذا الحلم ، سواءً كان يرغب برؤية شيء محدد أو سماعه والأهم من هذا كله إدراكُ الحالم التام بأنه يحلم وبالتالي فإن باستطاعته أن يختار وقت الإستيقاض من الحلم"  .

تعلم فارسٌ هذه الطريقة جيداً وحفظها عن ظهر غيب بعد أن دونها في مفكرة هاتفه وأخذ يتدرب عليها لعدة أيام حيث أنه لابد من التحضير المسبق لكي يتقنها وجاءت الليلة الموعودة الذي سيطبق بها طريقة الاحلام الجلية .  

 

نام فارسٌ وعلى وجهه ابتسامةُ فرح لأنه سيعيش حلماً جلياً في اثناء نومه وكان له ما اراد فقد حلم بأنه يسير في حديقةٍ كبيرة وهذه الحديقة كانت جمليةً بما يكفي لجعل فارسٍ يتفجر انبهاراً من أشجارها وازهارها الملونة والنهر الجاري في وسطها والطيور المتنوعة الطائرة في سماءها ف استمر يسيرُ في هذه الحديقة مع ادراكه بأنه يحلم و وعيه الكامل بكل ما يرى في هذا المنام الجميل وفي نهايةِ رحلته وصل إلى بقعةٍ كبيرة مليئة بالحشائش الخضراء يتحلقها العديد من البيوت الصغيرة ذات النوافذ والابواب المزركشه بألوانٍ تشع ضوءاً وضياءاً وفجأةً ودون سابق إنذار بدأ أهل هذه البيوت يخرجون منها ، الأبواب تفتح واحداً تلو الاخر ويخرج منها أناسٌ في ريعان شبابهم وأبهى حللهم يبتسمون ويتحدثون مع بعضهم البعض بأصواتٍ عذبة تشبه زقزقة العصافير التي استمع إليها قبل هنيهه ومن بين هؤلاء الناس برز الجد عيسى واقفاً بثوبه الجميل بطلته البهية ولحيته البيضاء التي كانت حليقةً نوعاً ما إلا أن وجهه حنطي اللون وعيونه السوداء الغائرة كان يبدو عليه الارهاق وكأنه اكبر مما مات عليه لم يصدق فارس ما يرى فصرخ بأعلى صوته : جدي ... جدي عيسى هذا أنا فارس أرجوك أخبرني ما هي الوصية ما هي وصيتك يا جدي ؟ جدي لماذا تلتزم الصمت أرجوك أخبرني ما هي وصيتك ؟ 

نظر الجد عيسى إلى حفيده ثم قال قبل أن يغادر مع الناس الذين بدأو بالدخول الى بيوتهم : جنتي ينقصها الثمر 

فقال فارس وهو يكاد يبكي : ماذا !؟ 

أعادها الجد بصوت أعلى : جنتي ينقصها الثمر .

وفي هذه اللحظة وعند نهاية جملة الجد إستيقظ فارس من نومه فزعاً تتلاحق أنفاسه والإحباط بادٍ على محياه 

وفي اليوم الذي يليه وبعد إنتهاء دوام الجامعة ، كان فارسٌ يجلس مع صديقه طارق على احدى الطاولات في أحد الكافيهات القريبه من الجامعة ، حيث قص فارسٌ كل ما حدث من البداية إلى اللحظة التي يجلسان معاً فيها .

فقال طارقُ وهو يرتشف قهوته المحشوة بالكراميل والبندق : إسمعني يافارس ما تسعى إليه ضربٌ من الجنون إلا أنني أوافقك عليه ليس لأنني مقتنع به ولكن لأنني صديقك المقرب كما تعلم ويؤسفني أن اراك بهذه الحالة من التشتت والضياع.

ألقى فارس الملعقة جانباً ونظر في عيني طارق مباشرةً وقال بصوتٍ هامس جعله يبدو حازماً : وهل لديك حلٌ لهذه المعضلة يا صديقي ؟

ضحك طارقٌ وهو يضع كوب قهوته على الطاولة وقال : بالطبع ومن غيري سينقذك ويحل لك مشكلتك يا صاحبي ؟ موعدنا مساء غدٍ عند الشيخ برهان .

تعجب فارس وقال وهو يرفع حاجبيه : الشيخ برهان ..! ومن يكون هذا ؟ 

قال طارق بلهجة العارف بالأمور : الشيخ برهان رجلٌ ذو بركة وعلمٍ واسع سوف يوصلنا بجدك ونسمع منه ونعرف منه الوصية وكل ما تريد؟

ضرب فارس بقبضته على الطاولة وقال بصوتٍ عالٍ: أحقاً ؟ أحقاً تقول يا طارق ؟

اقترب طارقٌ من فارس وأشار إليه بإصبعه أن يسكت : نعم ...  نعم .. أنا واثق موعدنا مساء الغد في تمام الساعه الثامنة كما قلت لك .

وفعلاً هذا ما كان ؟

 

ومع اقتراب عقرب الساعة من الثامنة كانت سيارةُ فارس قد وصلت إلى أمام منزل الشيخ برهان 

حيث كان طارقٌ بانتظاره ودخل الاثنان معاً إلى البيت الذي كان مظلماً من الداخل فاستغرب فارسٌ من هذا الظلام الدامس إلا من نورٍ خافتٍ يأتي من إحدى الغرف 

فسأل طارقٌ  : ماهذا المكان لماذا كل هذه ..... 

وقبل ان يتم عبارته سمع الاثنان صوتٌ أجشاً يأمرهما بالدخول وكان هذا هو صوت الشيخ بُرهان ! 

 

وعندما دخل كل من فارس وطارق إلى الغرفة ذات النور الخافت وجدا الشيخ برهان والذي كان رجلاً خمسينياً ذا لحية بيضاء طويلة تصل إلى صدره يجلس على الارض وأمامه طاولةٌ كبيرة مستديرة الشكل .

إقترب الإثنان بخطوات بطيئة إلا أن طارق كان اكثر راحةً وثقة جعل فارسٌ يعتقد بأن صديقه طارق قد آلف هذا المكان وكل ما يجري أشار الشيخ برهان لهما بالجلوس ، 

أشار الشيخ برهان لفارس عن يساره اما طارق فجلس بجانب فارس أي قبالة الشيخ برهان ، وقبل أن ينبس فارس ببنت شفة ... قال الشيخ برهان بصوت جعله يبدو عميقاً : أنت فارس وأنت تعيش في بيت جدك عيسى رحمه الله مع أخوك الصغير فهد الذي سافر للدراسة في إحدى دول الخليج وأتيتني لكي تتعرف على وصية جدك وهذا الامر يشغل بالك عن كل شيءٍ في حياتك ، أليس هذا صحيح يا بني؟ 

ذهل فارس مما سمع والتفت ناحية طارق وقال له : هل عرف كل هذا بمفرده أم أنك أخبرته ياطارق ؟

نظر طارق متعجباً الى فارس والى الشيخ برهان وقال بصوت مرتجف : أنا لم اخبره عن أي شي حتى إسمك ؟

فقال الشيخ برهان ليبعد التوتر والرهبة عن الاثنين : لا عليكما فهذا هو عملي اما الان فنحن بصدد التواصل مع روح فقيدنا عيسى وها انا قد جهزت كل شي لهذا التواصل ، الماء المبارك والخبز وأيدينا نحن الثلاثة تتشابك ببعضها وفي هذه الأجواء والنور الخافت وضوء أرواحنا المشتاقة للقاء فقيدنا سنبتهل ونتلو الصلوات لكي تتواصل معنا روح عيسى وتخبرنا بما نريد أن نعرف ؟ 

: عيسى ... عيسى .. أجبنا بحق حبنا لك وحق حفيدك فارس عليك وبحق البركة التي حلت على هذا المكان أجبنا بحق الأرواح الضائعة عن سؤالنا ما هي وصيتك لحفيدك فارس أجبنا يا عيسى واستمرو على هذا الحال لقرابة العشر دقائق. 

 

لم يحدث شيء ولم يسمع الثلاثة أو يرو أي تغيير فنظر فارسٌ بوجه طارق ثم الى الشيح برهان وكأنه يقول "لقد خذلتماني " ولكن قبل أن يعلق طارق على نظرات فارس 

سقط شيء ما وانكسر في زاوية الغرفة .

فقال الشيخ برهان بصوتٍ عالٍ : هيا لنعيد الكرة هيا إنها علامات قدوم روح جدك عيسى .

فمسك الثلاثة بأيدي بعضهم البعض 

و عاد الشيخ برهان ينادي روح الجد عيسى قائلاً : إذا كنت موجوداً بيننا فأرنا العلامة أو أسمعنا إياها ثلاث طرقات أسفل الطاولة أو اي شيء يعلمنا بأنك موجود .. عيسى نريد علامةً تعلمنا بأنك موجود .. 

وفي هذه اللحظة رأى الثلاثة الكهرباء في الغرفة تضرب والإنارة تنغلق وتنفتح.

 ثم بدأت بعض التحف تسقط من أعلى أحد الدواليب والطاولات وتقع على الأرض متكسرة وأثاثٌ بسيط هنا وهناك أخذ يهتز بقوة ، حتى الطاولة التي كانو يجلسون حولها إرتفعت من فوق الأرض وعادت لتقف مكانها مرةً أخرى .

والأسوأ هو أن النافذة الوحيدة في الغرفة قد فتحت بقوة على مصراعيها ودخل هواءٌ باردٌ عاصفٌ جعل الثلاثة يقفون فزعين مما يحدث وقبل أن يتكلم ايٌ منهم انطفأ النور تماماً وسمعو صوت زمجرةٍ عالية وشعرو بوجود جسدٍ ضخمٍ يحوم بالمكان إرتعدو أيما إرتعاد وخافو أيما خوف ، إلا أن فارس أدرك بقلبه الطيب وإيمانه الصادق بالله تعالى حقيقة ما يحدث ، لقد حضر الشيخ برهان شيطانً رجيماً بالمكان.

 فهو لم يكن مقتنع منذ البداية بأن تحضير الأرواح من الممكن أن يكون حقيقة ولكنه أراد أن يجرب وأدرك أنه قد أخطأ خطأً فادحاً عندما قام بذلك . 

بدأ هذا الشيطان اللعين بالزمجرة بصوته المرعب أكثر وأكثر  ثم إنطلق هاجماً على الشيخ برهان حيث بدأ بتقطيعه إرباً إربا أما فارسٌ وطارق فقد تلمسا طريقهما بالظلام إلى الباب المؤدي إلى خارج الغرفة .

ومن ثم إلى خارج البيت يجريان وهما يسمعان خلفهما صرخات الألم تنطلق من ما بقي من الشيخ برهان ، وصرخات الاستنجادِ بهما لعلهما يستطيعان إنقاذه من براثن الشيطان الذي حضره بنفسه ولكن دون جدوى فقد راح الشيخ برهان ضحية كفره وأعماله السحرية  .

 

إستمر فارسٌ وطارق بالركض حتى وصلا إلى السيارة ويتناءا إلى مسامعهما صرخات الشيخ برهان الذي سكتت في النهاية معلنةً عن التهام الوحش الكامل له. 

ومرت الأسابيع التالية صعبةً على فارس كئيبةً وحزينة ، ولم ينقطع عن الحضور إلى الجامعة بطبيعة الحال ، ولكنه لم يكن مركزاً لا بل لم يكن مبالياً ، إلى أن أشار عليه طارق بزيارة طبيبةٍ نفسية يشار لها بالبنان تدعى الدكتورة هدى لعلها تجد له مخرجاً من حالته والكآبة التي أصابته وباتت واضحةً على ملامح وجهه ونبرة صوته وحتى هندامه .

فكان ذلك واقتنع فارسٌ برأي صديقه الذي كان قلقاً جداً 

وأخذ الرقم واتصل بعيادة الدكتورة وحجز موعداً في عصر اليوم التالي .

 

يدفع فارس الباب الثقيل بيده ليدخل إلى العيادة الخالية تقريباً إلا من بعض الاشخاص الجالسين هنا وهناك .

توجه مباشرة إلى موظفة الإستقبال التي رحبت به قائلة : أهلاً بك في مركز النجاح تفضل كيف أخدمك ؟

فقال فارس بلهجة متوترة: أريد أن أحجز موعداً مع الدكتورة هدى لأنني أحتاج إلى ... 

وقبل أن يكمل عبارته صرخ قائلاً : بسم الله الرحمن الرحيم وقفز خطوتين الى الوراء .. 

وهو يشير إلى جانب طاولة الإستقبال بسبابته ويقول بصوت مرتجف : ها هو ذا ها هو ذا .. ألا ترينه إنه هو ؟ إنه يقف إلى جانب الطاولة جدي عيسى ماذا تفعل هنا ألا ترينه ؟ 

خافت السكرتيرة من هذا التصرف وقالت مهدئةً فارس : مابك يا استاذ هدئ من روعك من هو الذي تتحدث عنه لا أحد يقف الى جانب طاولة الاستقبال ولكن لا عليك لا عليك إجلس وسيأتي دورك عند الدكتورة هدى . 

تداركت السكرتيرة الموقف لانها معتادة مثل هذه التصرفات من بعض المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسيةٍ شديدة . 

زفر فارسٌ وعاد إلى الوراء متخذاً مقعده وهو مصدوم مما رأى ويقول بينه وبين نفسه : أقسم أنني رأيته واقفاً ينظر الي نظرات غاضبة وكأنه يلومني على مجيئي الى هنا ولكن لابد أنني كنت واهم .

وبعد اقل من نصف ساعة جاءت السكرتيرة إلى فارس لتخبره بأن موعده قد حان .

فقام الأخير ودخل إلى مكتب الدكتورة هدى التي رحبت به وعلى وجهها ابتسامة هادئة وقالت له : تفضل إجلس .

إستمعت الدكتورة هدى لفارس الذي كان يروي قصته ومعاناته من بعد فقد والديه إلى اللحظة التي مات فيها جده عيسى ومانتج عنه من رغبة جامحه لمعرفة وصيته التي اعتبر معرفتها دين في رغبته لابد أن يسدده لجده مادام حياً .

وبعد تدوين بعض الملاحظات وشيء من الصمت قالت الدكتورة هدى بصوتها الهادئ و رزانتها المحببه لنفوس مرضاها : إسمعني جيداً يافارس انت شاب طيب الا ان ما مر بك من ضغوطات حياتية أدى إلى نمو الشخصية القلقه لديك وبشكلٍ خاص عندما عشت في كنف جدك أنت وأحوك الصغير فهد هذا عطاك احساساً مبكراً ب  المسؤوليه وفي نفس الوقت أفقدك الامان.

 فقال فارساً : أي أمان تعنين يا دكتورة 

فردت عليه قائله : وهي تحافظ على ابتسامتها : امان الوالدين وبالتالي ادى كل ذلك لتعاظم الشعور بالمسؤولية الذي لم تكن تعرف بالضبط هو موجه لمن ولكن لحظة موت جدك و وقوفك إلى جانبه دون أن تستطيع أن تعمل له شيءً أشعرك بقدرٍ كبيرٍ من التأنيب لديك عقدة بالذنب وأنك السبب في موت جدك 

إنتفض فارس من مكانه وقال : ماذا تقولين يادكتوره لا الوضع ليس هكذا إنه .. 

فهدأته بحركة من يدها وطلبت منه الجلوس فجلس . 

وإصرارك على معرفة وصية جدك هو نوعٌ من التخفيف لهذا الشعور كما ذكرت لك لأنك تشعر منذ مدةٍ طويلة بمسؤولية كبيرة باتجاه ما بقي لك من أسرتك وعلى هذا يا فارس نصيحتي لك هي أن تنسى كل ما عَرفتهُ او عزمت عليه من البحث عن وصية جدك وتعود إلى حياتك الطبيعية لكي تهدأ نفسك ويهدأ قلقك ويتضائل هذا الشعور بالذنب الذي يعذبك من الداخل وتعود لأن تكون مسؤولاً ولكن بشكلٍ صحيح

فقال فارسٌ وعيناه تترقرق بالدموع : كيف أكون مسؤولاً بشكلٍ صحيح آذاً ؟

فأجابته الدكتورة بصوتٍ حانٍ : بأن تكون مسؤولاً عن نفسك ونفسك فقط إرجع إلى دراستك إرجع إلى جامعتك إرجع وجالس أصدقائك مارس هواياتك مارس شيء من الرياضه وستكون بحال افضل باذن الله 

سكت فارسٌ لبرهه وترك الحرية لدموعه أن تنزل ثم أجهش بالبكاء شيئاً ما وبعدها قام من كرسيه وهو يمسح دموعه بيده ويقول :اشكرك يا دكتورة هدى لقد إرتحت كثيراً وعرفت أين تكون مشكلتي واعدك انني سأعود الى حياتي الطبيعية و إلى دراستي أشكرك وليحفظك الله تعالى  

 

وبالفعل اخذ فارسٌ ب نصيحة الدكتورة هدى وعاد الى الحياة الطبيعية حيث انتضم على حضور المحاضرات في الجامعة وعاد  لنشاطه الدراسي المعهود وصار يحصد الدرجات العالية مما أسعد من حوله من أساتذة وطلاب وأصدقاء إلا أنهه وفي أحد محاضرات الفيزياء ، إلى أن سمع معلومةً أعادته إلى نقطة الصفر قالها أستاذ الفيزياء في أثناء المحاضرة وهي أن هناك علاقةً وطيدة بين الموجات الصوتية في الأثير وذبذبات الأفكار في المخ البشري ، وأن ذلك قد يصنع حَقلاً فراغياً معيناً.

إنبهر فارسٌ من هذه المعلومه وبعد إنتهاء المحاضره ذهب إلى مكتب الأستاذ وطرق عليه الباب حيث أذن له بالدخول ف جلس قبالته بعد أن أغلق الباب من خلفه وقال : أستاذ مراد أنا طالبٌ في شعبتك كما تعلم و ..... قص عليه فارسٌ حكايته مع وصية جده من بدايتها وإلى اللحظة التي يجلس أمامه فيها .

فعلق الأستاذ مراد ب إهتمام : امممم قصتك غريبة يابني وتستحق التأمل والتفكير العميق والمحاولات التي قمت بها جيدةٌ الى حد ما وتنم عن ثقافةٍ لابأس بها وإصرار أصلب من الحديد أنا أتفق معك في الرأي وأنه لابد أن تعرف وصية جدك عيسى وملاحظتك بخصوص العلاقة بين الموجات الصوتية وذبذبات المخ هي ملاحظةٌ ممتازة جداً وربما توصلنا إلى الوصية فعلاً.

 إبتهج فارس وقفز من مكانه واثقاً حيث أن الإستاذ مراد كان أول شخصٍ يهتم لأمره ويقدر إصراره على معرفة وصية جده من ما دعاه أن يقول بصوت عالٍ : 

كيف لنا أن نعرف العلاقة بينهما .. اعني الموجات والذبذبات .

ضحك الأستاذ مراد من حماس فارس وأشار إليه بيده أن يجلس.

فجلس فارس على حافة مقعده وهو لا يزال محافظةً على إبتسامة كبيرة وقال له : إسمعني يا فارس أعتقد أنه لابد من أن يلتقي أمران في نفس الوقت لكي يحصل الحقل الفراغي الذي ربما سيجعلنا نتصل ببعدٍ أو وعي* مختلف وعندها أنا واثق من أن الإجابة ستأتينا أعني من جدك عيسى .

وشرح الأستاذ الطريقة بالتفصيل لتلميذه فارس الذي قرر أن يطبقها بعد يومين من هذا اللقاء لأنه إشترط أن يكون الأستاذ مراد لهذه التجربه ولأن ذلك الأخير كان مشغولاً ب محاضرات الجامعة وبعض الإلتزامات الأخرى فقد اضطرّ فارس لتأجيل تنفيذ مايدور برأسه ليومين قادمين .

وجاءت اللحظة الحاسمة حيث جلس فارسٌ داخل غرفةٍ هيأها الأستاذ مراد مسبقاً وجهزها لتكون عازلةً للضوضاء وذات إضاءة خافته بلونٍ  أزرق فسفوري وطلب من فارس أن يلبس سماعاتٍ خاصة للرأس ومن خارج الغرفة جلس هو يراقب الوضع ويديره من خِلال جهاز كمبيوترٍ موجودٍ أمامه على طاولةٍ كبيرة استقرّت عليها من ناحية اليمنى واليسرى العديد من الكتب الخاصة للعملية التي سيقومان بها.

 وهي أن يستمع فارسٌ من خلال سماعات الرأس إلى موسيقى صاخبة walmàrwfâ b_sm heavy metal ويندمج معها إلى حدٍ ينسيه كل ماحوله وكأنه في جلسة تأمل ومهما صدّر منه من انفعالاتٍ أو حركاتٍ لا إرادية من جسده فلا بأس أن يعطيه الحريه للتعبير عن نفسه .

وبعد ذلك سيرى الأستاذ مراد ما سيحدث وإذا ما كانت نظريته ستنجح أم لا ؟

وهل سيتمكن فارس من معرفة وصية جده في النهاية ؟

بدأ الأستاذ مراد بتشغيل الموسيقى الصاخبة من خلال جهاز الكمبيوتر .

وفي الوقت ذاته بدأ فارسٌ بإجراء عملية التنفس لإرخاءِ ذهنه وجسده وأن لا يركز على شيء الا ما يسمع من عزف للجيثار وغناءٍ وطُبول وشيئاً ف شيئاً تصاعدت وتيرة الحماس لدى فارس وازداد تفاعله مع ما يسمع كونه يحب هذا النوع من الموسيقى من الأساس .

والأستاذ مراد يراقبُ ما يجري بكل تركيز ويدون ملاحظاته و كما أنه لم ينسى أن يصور ويسجل ما يحدث وبعد قرابة ال 25 دقيقه وبينما كان فارسٌ واقفاً وسط الغرفةِ يرقص ويقفز وكأنه في ملعب كرة ويتفاعل مع الأغاني بهتافات مختلفه وبصوتٍ جعلهُ أجشاً وقوياً محاكاةً المطرب الذي يسمع وعندها جاءت اللحظة التي شعر فارسُ فيها بأنه ليس بهذا العالم وأن إنتباهه سرح إلى البعيد في لحظةٍ كان فيها ثمة فراغٍ بين الالات والاصوات المختلفه في الاغنية عندها وعندها فقط أتاه صوتٌ يعرفه جيداً إنه صوت جده ! جده عيسى يقول له : فارس .. حفيدي فارس .. أنت القادم وصيتي لك أنك أنت القادم ... ؟

 فوجئ فارس واجتاحته فرحةً غامرة بدأ يبكي وهو يقول : 

جدي لقد نجحت ، جدي لقد نجحت ، إستاذ مراد لقد نجحت ، جدي أعد ما قلت وعندما سمع الاستاذ مراد الذي كان يراقب ما يجري من خارج الغرفة المعزولة اجتهد بأن يثري العملية أكثر ف زاد من علو الصوت صوت الموسيقى في إذني فارس من ما جعله يسمع صوت جده بشكل اوضح 

فارس أنت القادم حفيدي أنت القادم .. فارس لا لا فارس لا لا فارس لا .. أنت لا .. 

 وماحدث بعدها كان صادماً للإثنين حيث صرخ فارسٌ بأعلى صوته وهو يلقي السماعة بعيداً ويمسك إذنه اليمنى بكفه ويضغط عليها بقوة وهو يقول أذني أه أذني وسقط على الأرض مغشياً عليه. 

هرع الأستاذ مواد الى داخل الغرفة وحاول إيقاض فارسٍ ولكن دون جدوى كما أنه رأى دماءاً تخرج من أذنه اليمنى فقام على الفور بالإتصال بالإسعاف وتم نقل فارسٍ إلى المستشفى وهناك أخبر الطبيب فارس بأنه قد فقد السمع بإذنه اليمنى نتيجةً لإنفجار طبلته بسبب الصوت العالي والانفعال الكبير والضغط النفسي الهائل الذي تعرض له .. 

حَزُن الأستاذ مراد لما أصاب فارس وأخذ يعتذر منه أنه هو الذي تسبب لفقده للسمع في أذنه اليمنى 

وفارس الذي كان يبكي حزناً على حاله .. 

قال للأستاذ مراد وهو يضغط على يده : لا تهتم .. لا تهتم يا أستاذ مراد ف أنا الذي طلبت منك أن تساعدني في معرفة وصية جدي وإذا كنت تعتقد أن بكائي هذا هو بسبب فقدي للسمع في أذني اليمنى فأنت مخطيء أنا أبكي حزينٌ بسبب ما قاله جدي أنني أنا القادم هل فهمت مايعنيه يا أستاذ ؟

فرد الاستاذ مستغرباً : لا فهذه الجملةُ ليست واضحة أو محددة ؟ 

فحاول فارس النهوض من سريره وهو يشتاط غضباً: بل هي جملةٌ واضحه و واضحةٌ جداً أنني سأموت بعد فترةٍ قصيرة وأنني سأموت بعد فترةٍ قصيرة ... نعم هذا ماكان يعنيه .

حاول الأستاذ مراد أن يسيطر على فارسٍ ويهدئ من روعه ولكن لا فائده 

نادى الممرضه والتي نادت الطبيبه بدورها .

مرت الأيام والأسابيع والشهور و فارسٌ يزداد حزناً وكآبه لأنه صار متيقناً بأن نهايته أصبحت قريبه رغم محاولات كل من حوله أن يهدئوه وأن يغيرو هذه القناعة التي أصبحت راسخةً لديه وأن ماسمعه من جده أنه هو القادم قد يكون محض تهيؤات و وسوسة شيطانٍ وأوهامٌ بسبب تداخل الأصوات والانفعال الزائد الذي كان يمر به إلا أن كل هذه المحاولات قد باءت بالفشل .

فُصِل فارس من الجامعة بعد انقطاعه عن الذهاب إليها ، كما أن حالته الصحية قد تدهورت بسبب النقص الواضح في وزنه الناتج عن سوء التغذيه .

كما أن الدكتورة هدى والتي كان طارقٌ يتواصل معها لتطمئنه على حال فارس قد شخصته بأنه مصاب بالإكتئاب الحاد . 

وكل ذلك أدى إلى أن يصاب فارسٌ بحالات من الإغماء المتكرر بين اليوم والأخر.

 من ما دعى من حوله لتقديم المساعدة الفوريه له وبعد أن يصحو من تلك الاغماءات  يرفض وبشدة الذهاب إلى المستشفى ويصرُ على الإنعزال في المنزل .

إلى أن جاء ذلك اليوم الذي فتح فيه فهدٌ شقيق فارس الأصغر باب منزلهم حيث كان عائداً إلى الوطن في اجازةٍ دراسية وعندما دخل صالة الإستقبال وجد فارساً ساقطاً على الأرض بلا حراك فاتصل على الإسعاف بعد محاولاتٍ يائسة لإِفاق أخاه وعندما وصلت سيارة الاسعاف نقلت الإثنين الى المستشفى وفي الطريق اتصل فهد بطارق ليأتي بدوره.

 ولدى وصولهم تم نقل فارسٍ إلى قسم العناية المشدده التي مكث فيها أياماً معدودة مات بعدها بسبب الإكتئاب الحاد و الارهاق الذهني والجسدي الذي وصل إليه .. لأنه لم يكن يأكل شيئاً تقريباً وكما أنه لا ينام الا سويعاتٍ قليلة خلال اليوم .

إتصل طارقٌ وأخبر الدكتورة هدى وهو يجهش بالبكاء أن فارساً قد مات . 

صدمت الدكتورة هدى وقالت وقد بدأت دموعها بالتسلل من عينيها : ماذا تقول يا طارق فارسٌ قد مات لا حول ولا قوة الا بالله إنا لله وانا اليه راجعون لطالما طلبت منه أن يأتي إلى في العيادة لكي اعالجه من الاكتئاب الذي ألم به حتى لو عن طريق الهاتف الا امه كان يرفض رفضاً قاطعاً كنت أتوقع لك مستقبلاً باهراً يافارس 

ثم سكتت لبرهه وقالت : لو إستمتع كل إنسانٍ بما يده وتجاهل ما ليس بيده لكانت حياتنا كلها تغيرت .

 

التعليقات

همسات : احداث القصة مشوقة جدا أبدعت الطرح أستاذ عبد الوهاب
.Ahmed mohammed : قصه جميله جداً
ابراهيم مرسي : اجمد قصه قرأتها عاش
عبد العزيز احمد : القصه جنان ✨🫶🏻
اسماء بكر : القصة اسطوريا بالمره
رجب فتحي : جامد اوي والله القضه جامده ومشوقه بشكل ❤
ايمان صبحي : عاش عليك القصه تحفه
هاني حلمي : القصه دي دخلت قلبي خلاص جميله اوي
هيام سلامه : عاش جداً استمر
اماني سعد : ما شاء الله عليك! القصة خرافية بجد
اسلام محمد عيد : برافو والله! أسلوبك جميلجدًا ماشاء الله عليك 😍
محمد حلمي خليفه.. : إيه الإبداع ده ربنا يوفقك
عبده رحيم : جميله اوي ❤
عبد الحليم عيسى : عاش جداً
احمد محسن : قصه عابره لقاراة بجد 🔥🌑
حماس علي : اسطوره بجد فعلا ومستنيا منك قصه جديده 🤗💗
حماس علي : ❤😍
اسماء على : ياسلام علي القصه جميله قوي
عبدلله ابو شعيشع : برافو والله! أسلوبك جميل جدًا.
Mando Hashem : براڤو حقيقي استمتعت
جابر صبري : عالمي
امل مسعد : اسطورررره
سميره سعيد. : برافو والله أسلوبك جميل جدًا واستمتعت اوي برافو
ااحمد سعدون : استمر
محمد اشرف : القصص دي اللي بنحب نقراها والله
بسمه راضي : بجد جامد ف تأليف القصص مبدع
امنيه جمعه : تسلم إيدك على القصة الجميلة دي.
سلمه : مبدع كعادتك
حمدي صابر : برافو والله أسلوبك جميل جدًا تحياتي ليك 💚❤
اسماعيل ياسين : شكراً علي القصه الرائعه دي 🥹🌹
امل سالم : جامد
امينه شاكر : الله أكبر! شغل احترافي جدًا.
آيه خميس صبحي : برافو يا فنان، كمل وورينا الجديد.
93093 : كتابة راقية جدًا، استمر!
احمد حلمي 918 : عاش عليك ي فنان القصه ممتعه
فاطمه محمد : عاش ياغالي
محمود رشدي : قصه ممتازه ✅
خميس سامح : جميله اوي خصتن الجزاء الاخراني جامده
علي علم الدين ابراهيم : شابو علي دي قصه ❤🫂
راشد : القصه من عالم اخر بجد جميله اوي اوي يعني
محمد صلاح سالم : . فعلاً تستاهل كل خير.
محمد صلاح سالم : ❤❤🫂🫂🫂
خيري : جامد
شاكر الولي : بجد والله برافو
جابر محمود : 🫶🏻🫶🏻🫶🏻
ايه شمس : رائع جداً 🤩
فارس ممدوح : قصص جامده
احمد صالح : عاش اوي
اميره ياسر : تحفه ♥♥🩶
ندى مزين : ممتازة جداً القصه
سلامه شعطون : اجسن مؤلف قصص عبر السوشيال ميديا
رامز احمد : منتظر كل جديد
رامز احمد : 🤩🫶🏻
عبد القادر : صعب الاقي حد بيألف ب الطريقه الجميله دي قصص والله بحايك علي ادأك
عبد القادر : 🩵🩵💘
ابتسام ياسر عمار : لا إله إلا الله محمد رسول الله ♥
سنون : فنان كبير ومش من فراغ لا
سنون : 💘🫶🏻
الاء موسى عمران : بجد القصه ممتعه جامد
زهراء علاء : اعملنا قصه كمان في اسرع وقت ممكن 🥹
زهراء علاء : ❤🫶🏻
زهراء علاء : بحب قصصك 🫶🏻
دينا علوش : عاش علي القصه الرائعه دي 👑🔥
دينا علوش : ❤❤❤

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا