سيلي بوتي

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-08-07

سيلي بوتي: 1940: كونيكتيكت 

حاول منتجو آلاف الحرب في الولايات المتحدة الأمريكية في أوائل الأربعينات، إيجاد بديل صناعي زهيد الثمن للمطاط يستخدم لإنتاج إطارات سيارات الجيب والطائرات وصناعة الأقنعة الواقية من الغازات السامة، ومجموعة متنوعة من الأدوات العسكرية. عرضت الحكومة القضية على جنرال إلكتريك، وبالذات على مهندس الشركة جيمس رايت الذي تم تعيينه من قبل إدارة الشركة للبحث في إمكانية إيجاد مطاط زهيد الثمن يفي بجميع الأغراض.

ستخدم رايت حمض اليوريك وزيت السيليكون ونجح في إنتاج مشابهة للمطاط بمواصفات تتخطى الاعتيادية، فقد كانت المادة من اللزوجة والمرونة بحيث يمكن أن تمتط وترتد بنسبة 25% أفضل من الكرات المطاطية. وكانت المادة الجديدة مقاومة للتعفن والتآكل وأظهرت مقاومة جيدة لمستويات متبدلة من الحرارة من غير أن تفسد، ذلك بالإضافة إلى قدرتها على امتصاص حبر الطباعة إذا ما وضعت على حروف صحيفة أو صورة في كتاب. 

ولسوء الحظ، لم يوفر اكتشاف رايت أية فائدة صناعية، واقتصر الاهتمام بالمدة الجيدة على مختبرات جنرال الكتريك في مدينة نيوهافن بولاية كونيكيتكت.

اعتادت الشركة عرض هذه المادة على زوارها، وأرسلت في عام 1945، عينات منها إلى مختلف مهندسي العالم المشهورين متحدين قدرتهم على إيجاد استعمال عملي لتلك المادة ذات الخواص الغريبة، التي أطلق عليها اسم سيلي بوتي أي القدر المضحك.

لم ينجح العلماء في إيجاد عملي لهذه المادة، إلا أن بول هدجسون، مدير أحد محال الألعاب الرياضية في مدينة نيوهافن، بعد موافقة شركة جنرال إلكتريك، قام بشراء كتلة كبيرة من المادة بسعر 147 دولار، وكلف طلاب جامعة يال بتقسيمها إلى كرات بوزن أونصة واحدة لكل منها ووضعها في كرات بلاستيكية ملونة مقابل أجر متفق عليه. فما حل عام 1949 حتى اكتسحت مبيعات سيلي بوتي مبيعات السلع الأخرى الموجودة في محل هودجسون للألعاب، واستمرت اللعبة بالانتشار إلى أن حققت في الخمسينات والستينات مبيعات تزيد عن ستة ملايين دولار في العام.

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا