مطعم الوجبات البطيئة للكاتب عبدالوهاب محمد العميري

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-07-28

مطعم الوجبات البطيئة 

بقلم: عبدالوهاب محمد العميري

كانا يجلسان في شرفة منزلهما يتبادلان أعذب الكلمات وأروع ألحان الحب، حيث أنهما كانا حديثا العهد بعش الزوجية.

جاسم: مريم أنا أحبك.

مريم وهي تضحك بدلال: وأنا أيضاً يا زوجي العزيز.

جاسم: أنا أسعد رجل بالدنيا منذ تزوجتك.

مريم: لا بل أنا أسعد امرأة في هذا الكون كله منذ أن نطقت شفاهي حروف اسمك.

جاسم: يا لحسن حظي.

مريم: وبهذه المناسبة أنا أدعوك لتناول الطعام في مطعم جديد ومميز.

جاسم: أي مطعم هذا فأنا خبير في جميع مطاعم البلد.

مريم: بالتأكيد لم تسمع عنه حتى الآن هل تعرف لما؟

جاسم باستغراب: لما.

مريم: لأنك إن كنت تعرف عنه لكنت قد استحبتني إليه فقد فتح هذا المطعم منذ شهر فقط ونحن متزوجان منذ ثلاثة شهور.

جاسم: آه إذاً الأمر هكذا.

مريم: نعم، والآن دعنا من هذا الحديث وحدد وجبتك التي تريد أن تأكلها على العشاء.

جاسم: ولما العجلة، دعينا نذهب للمطعم أولاً وهناك نختار من قائمة الطعام.

مريم: لا لا يا حبيبي وضع هذا المطعم مختلف.

جاسم: كيف.

مريم: عليك أن تحدد ما تريد أن تطلب وتطلبه قبل أن تخرج من المنزل بساعة ونصف على الأقل.

جاسم: أنتي تمزحين أليس كذلك.

مريم: لا والله أنا جادة جداً إنها الحقيقة هذه هي قواعد الطلب من هذا المطلب.

جاسم: واو لم أسمع بقواعد كهذه من قبل ولكن الأمر مشوق فعلاً سأحدد الطلبية.

مريم: هيا قل.

جاسم: أريد طبقاً من الدجاج المقلي مع السوتية وسلطة القيصر وعصير الليمون بالنعناع.

مريم: نفس الطلب كالعادة أما أنا فأريد الباستا بالخضار وحساء الفطر وعصير البرتقال.

جاسم ضاحكاً: نفس الطلب أيضاً.

مريم بخجل: دعك من هذه المهاترات ودعني أدخل الطلب في التطبيق الخاص بالمطعم على الهاتف الذكي.

جاسم: وما اسم هذا المطعم.

مريم: آه لم أخبرك بالاسم اسمه (مطعم الوجبات البطيئة).

في مكان آخر من البلد كانت سحر تجلس مع اختها سمر على نفس الكنبة وكانت الأختان التوأمان يرتديان نفس الثياب ما عدا الاختلاف في الألوان حيث الأولى كانت ترتدي اللون الوردي بينما ارتدت الثانية ملابس باللون البنفسجي واتفقتا على تجربة هذا المطعم الذي ذاعت شهرته وانتشرت أخباره في وسائل التواصل الاجتماعي، وقامتا باختيار وجبات متماثلة ما عدا الفرق في نوع المشروب حيث اختارت الأولى الميرندا البرتقالية بينما اختارت الثانية الميرندا الأحمر، أما وجباتهما فقد اعتادا على تناول الأطباق الهندية الحارة.

في عمله يجلس عبدالله متململاً ينتظر لحظة انتهاء نوبته ليذهب إلى مطعم الوجبات البطيئة ويستمتع بهذا المذاق الذي سمع عنه وها هو يدخل طلبه في التطبيق الخاص بالمطعم من خلال الآيباد حيث طلب وجبة مشويات مشكلة وسلطة الفتوش ومياه غازية.

أما خالد ورائد وراشد فقد كانوا يتجولون في الطرقات بسيارة خالد مستمتعين بألحان إحدى الأغاني التي يعجبك لحنها ولا تفهم كلامها، ورائد الجالس خلف خالد في السيارة يسجل الطلبات في تطبيق المطعم على هاتفه الذكي حيث اختار خالد وجبة من الطعام الصيني وشاركه رائد الذوق ذاته بينما اختار راشد وجبة من الاستيك البقري مع البطاطس المشوية وسلطة القيصر وكوباً كبيراً من البيبسي.

وفي تمام الساعة الحادية عشرة مساءً تقف سيارة جاسم في المواقف الخاصة بالمطعم وينزل الاثنان من السيارة ويمسك كل منهما بيد الآخر حتى يصلا إلى مدخل المطعم الذي يشترط فحص بصمة اليد قبل الدخول والتي كان قد تأكد منها على التطبيق في أثناء تقديم الطلب بالهاتف فإذا تطابقت البصمة في أثناء تقديم الطلب مع البصمة عند باب المطعم فسيفتح لك الباب إلكترونياً وإلا لن تستطيع الدخول أبداً وهذا ما كان وضع جاسم يده في المكان المخصص لذلك في الجهاز الذي أخبره بصوت آلي ناطق (مطابق) وفتح الباب إلكترونياً فدخل جاسم وجاء دور مريم والتي تضع يدها وهي ترفع حاجبيها متعجبة، ثم فتح لها الباب إلكترونياً بعد أن أخبرها الجهاز بأن بصمتها مطابقة.

مطعم الوجبات البطيئة لم يكن يحوي الكثير من الزوار فعدد الطاولات لا تتجاوز العشرة وكل طاولة لا تحوي أكثر من أربعة كراسي، قضى الزوار الذين أتوا تباعاً سهرة جميلة في هذا المطعم الجديد والهادئ بجوه  الساحر وموقعه الممتاز في البلد وأكلوا واستمتعوا بالوجبات التي سبق وطلبوها.

في اليوم التالي في تمام الساعة الرابعة عصراً ينشب شجار عنيف بين مريم وجاسم والسبب تافه لدرجة أنه لا يستحق الذكر تعلوا الأصوات أكثر فأكثر يبدآن بنسيان المعروف ثم بالكلام الجارح ثم بالسباب وينتهي الأمر بأن رمى جاسم يمين الطلاق على مريم التي صدمت ثم انهارت بالبكاء ثم جمعت أغراضها وكل ثيابها ووضعتهم في حقيبتها الكبيرة وغادرت إلى بيت أهلها.

أما في بيت سحر وسمر فالوضع كان مختلفاً حيث أن سحر بدأت بالبكاء دون سبب واضح بينما رفضت سمر في ذلك اليوم تناول أي طعام والاثنتان يشتكيان من الكآبة الشديدة والوالدان حائران في هذا الحال الذي أصاب ابنتهما التي طالما علت البسمة وجوههما.

في الساعة الخامسة والنصف في مقر عمل عبدالله كان عبدالله يسير جيئتاً وإياباً وينفخ بغضب وهو يهمس باسم مديره ثم خرج من مكتبه متجهاً إلى مكتب المدير وفتح عليه الباب دون استئذان وبدأ بالطرق بقوة على طاولة المكتب وهو يسب ويتوعد سقط الشاي وسقطت قطعة البسكويت التي كانت في الصحن الذي صرخ بسبب حرارة الشاي وقام من مكانه ونهر عبدالله الذي لازال يصرخ بغضب ويتوعد ولكن دون جدوى ولم يسكت عبدالله ويسكن بعد أن سمع كلمة أنت مفصول عندها وقف واجماً لعدة ثوان ثم استدار ناحية الباب وخرج.

في الساعة السادسة والربع في بيت خالد كان يجلس راشد ورائد بجانبه على سريره الذي استلقى عليه في منزل أبيه وهما يتساءلان عن سبب رفضه للذهاب معهما في الرحلة التي ستقلع طائرتها بعد ثلاث ساعات من الآن، فأصر خالد عليهما أن يذهبا من دونه هذه المرة، تعجب راشد ورائد وسألاه عن السبب فقال إنه يشعر بالخوف، فقال له مما أنت خائف يا خالد؟ فقال وهو يرتجف من الطائرة، تعجب الاثنان وعادا وسألاه من الطائرة؟ ومن متى وأنت تخاف من الطائرة؟ فقال خالد: من الأمس منذ أن خرجنا من مطعم الوجبات البطيئة وأنا أشعر بخوف غير مبرر من رحلتنا القادمة ومن الطائرة تحديداً، أشعر أنها ستسقط بنا، رائد وراشد أذكر الله ودع عنك هذه الوساوس وهيا لننطلق لا نستطيع السفر بدونك، خالد يصرخ بقوة ويرجوهما أن يذهبا من دونه وهذا ما كان.

بعد أسبوع من هذه الحوادث في بيت منار التي اجتمعت مع 9 من صديقاتها قالت منهار لهن بصوت عال: يا بنات أنا أدعوكم هذه الليلة لتناول العشاء في مطعم جديد وممتاز، فقالت إحداهن واسمها روان لا تقولي أنكي ستأخذينا إلى المطعم الصيني، فقالت منار لا، لا صيني ولا ياباني إنه مطعم الوجبات البطيئة، فقالت أخرى تجلس بجانب روان سمعت عنه يقولون عنه أن أكله لذيذ جداً، قالت روان ولكنهم يقولون أنه مطعم مشئوم، تعقب إحدى الصديقات واسمها حنان مشئوم ما هذا الكلام، عيب عليك يا روان أن تتشاءمي وأنتي مسلمة، فقالت روان لا علاقة للدين بمثل هذا الأمر، منار تقطع حديثهما بسرعة، ليس هذا موضوعنا نريد أن نأكل العشاء لا أن نعطي درساً دينياً، المطعم سمعته طيبة ومن ذهب إليه استمتع بأكله اللذيذ، من تريد منكم الذهاب الآن فلتقل، الأغلبية ما عدا روان نعم نعم نريد سنذهب، حنان تسأل روان ولكن من الذي أخبركي عن هذا المطعم؟ منار بابتسامة التي أخبرتني عن هذا المطعم هي واحدة من أعز صديقاتي لم يتسنى لها أن تكون معنا اليوم، روان بعبوث ومن هي؟ منار بابتسامة عريضة (مريم). 

 

التعليقات

Sara elnagar : ماشاءالله قصة جميلة جدا جدا من احسن القصص اللي قرأتها عااش💓💓💓
Sara elnagar : مطعم الوجبات البطيئة قصة جميل جدا جداا تبقى متشوق تعرف النهاية وتقرأ كل سطر لكن في نفس الوقت تبقى مرعوب من كل كلمة +عايزين قصص من ديه كتير💓💓🥰
داليدا : تووحفة تحبس الأنفاس وتعلي الحماس ♥️♥️♥️
داليدا : من أشطر مؤلفي الرعب والغموض أستاذ عبدالوهاب العميري براافو♥️♥️♥️♥️😻
داليدا : بجد عااااش ♥️♥️♥️♥️
99mohammad_abdo : بجد القصه جميله اوي وبعشق القصص الرعب استمر في المجال دا جميله القصه 💗💗
4664Taher_Muhammad : مشاءالله القصه عجبتني اوي ولأمتع انها قصه رعب ♥🩶
عمر الشناوي : بصفتي عاااشق لقصص الرعب وبقرأها كتير جدا فقصتك روعة متوفر فيها جميع العناصر اللازمة لقصص الرعب المحترفة الله ينور عليك وانا منتظر باقي القصص ⌛🤩🤩☺️☺️💯
عمر الشناوي : حقيقي رعب اصلي 💯💯
Islam_Rajab : قصة فيها خيال واسع واسلوبها مشوق جدا وخطها حلو الافكار مترتبه بطريقه سلسه وكل جزء فيها بيشد التاني واضح ان اللي كتبها عنده موهبه حقيقيه ومحتاج يكمل ويكتب اكتر
سميره علاء : مرعب جدا 😱♥
شيماء : عايزن قصص من النوعيه دي تاني 🩶
Samar Emad : تحفه القصه
Sobhi : القصه دي مش بس حلوه دي تجربه كامله الكاتب حط فيها روحه وكل جمله بتقول كده فيها صدق يخليك تصدق كل حاجه وكأنها حقيقه
كمال : القصه فيها بناء تصاعدي يخليك مستني النهايه الافكار مش مكرره وفيها تجديد وتحس انك اول مره تشوف ده واضح ان اللي كتبها بيحب الكتابه وعايش جواها 💞💞
شاهين احمد : كمل ف القصص جميله قوي القصه 💖✨
Maha Ahmed : في حاجه ساحره في الجو العام بتاع القصه كل مشهد متصور كويس وكانه لوحه مرسومه الكاتب شايف بعنيه وبيعرف يوصل اللي شايفه من غير تعب وعاش اوي علي القصه و استمر ف القصص
ندى راضي : القصه جنان 🤍🌺
محمد مسعود : القصه دي مرعبه اوي وجذابه و استمر في محتوى القصص كل مره بتبهرنا ب افكارك
فاطمه الزهراء : مش لاقي كلام اوصف فيه علي القصه الجمده دي القصه مش محتاجه مدح هيا حلوه اوي لوحدها كمل ف القصه وعاش علي تأليف القصه دي 💫💙
فاطمه الزهراء : مشاءالله تبارك الله ♥
اميره : عاش استمر
عمر الشناوي : أحلى قصص ومنصات 💌💌
سعاد : القصه دي فيها عقل كبير وحس عالي
عماد : القصه ماشده من اولها لاخرها 🎢📘
عماد : الكاتب رايق وبيفكر بصوت هادي 💭🎧
ايه صلاح : انا كنت جوا القصة حرفيًا، مش بقراها بس 👀
سامر ابراهيم : الله ينور يا فنان 👏
سامر ابراهيم : الله ينور يا فنان 👏
Hayam Ali : القصه دي كنز لازم الناس تشوفه 💎
حمدي فتحي : انا معاك ف كل كلمه من القلب ♥
اماني مرجان : في عدل، القصه دي تتحول لفيلم قسما بالله 🎬
شاهيناز ماجد : Omg🤯 Good job🤗
شاهيناز ماجد : حلوة الشخصيات وأحداث القصة ورغم أنها مش كبيرة اوي بس ملمة للأحداث 👏🏻👌🏻
شاهيناز ماجد : 🌹🌹🌹🌹
احمد مجدي : عاش ي استاذ عبد الواهب بجد القصه تحفه اوي و كمل ف تأليف القصص القصه جميله اوي
الاء عصام : عاش اوي القصه بتجنن
همسات : قصة غريبة و ممتعة بنفس الوقت إبداع 👏🏻

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا