في ضيافة الجن
حدثني صالح عن قصة مرعبة وقعت له فقال في يوم من الأيام من شهر 7 من سنة 1994 وكان عمري في ذاك اليوم 17 سنة حيث كانت لأبي مزرعة ولكنها كانت مهجورة لأنها تضررت من قبل الغزو الغاشم كحال البيوت والمدارس حيث تعرضت إلى السرقة لكل شيء كان بداخلها من تليفزيونات ومراوح والثلاجة والطباخ والكراسي والفيديوهات واستيريو وغيرها الكثير وفى يوم من الأيام من ذلك الشهر اتفقنا أنا وأصدقائي مشعل وخالد ومحمد ولأننا في العطلة الدراسية أن نقضى وقت فراغنا في المزرعة ولكن بعد أن ننظفها ونحاول إرجاع التيار الكهربائي وتصليح الأعطال الموجودة فيها... حتى يتسنى لنا المبيت فيها.. فكلمت الأهل على هذه الفكرة التي رحب بها إخوتى وأبي ولكن أمي كانت قلقلة بعض الشئ على فطمئنت أمي فوافقت بعد ذلك ولكن على أن لا ننام بها حالياً إلا بعد توصيل التيار الكهربائي فكان لها ما أرادت... وفى الصباح من يوم الخميس جائني مشغل بسيارته الشفروليت ذات الطراز القديم مع محمد وخالد ثم وضعنا كل ما نحتاجه من مكانس وأكياس القمامة وبراميل المياه وفوط إلى آخره.... ثم ذهبنا إلى المزرعة متوكلين على الله ... وعندما وصلنا إلى المزرعة كان بابها الحديد الكبير مقفل بسلسلة وقفل معلق بالسلسلة فأخرجت المفتاح الذي أعطاني إياه أبي وحاولت أن أفتح القفل ولكن دون جدوى... فقررنا أن نكسر القفل... وبعد أن كسرنا القفل ودخولنا إلى داخل المزرعة.... فصدمنا من منظر القطط التي داخل المزرعة فقط كان عددها أكثر من خمسين قط تقريباً والتي اختفت فجأة داخل الغرف... ورائحة المكان النتنة التي تزكم الأنف ومنظر الأوساخ المتناثرة هنا وهناك كما يوجد آثار لحيوانات نافقة ومتحللة وبعض العظام المرمية في وسط الشاليه... كما يوجد في وسط المزرعة بعض الكراسي والأثاث المحطم.. كما رأينا أبواب غرف المزرعة محطمة.. فأصابنا الإحباط من مقدرتنا على تنظيف هذا المكان... فقال مشعل لا أعتقد أننا نستطيع أن ننظف هذا المكان بمفردنا... فقال خالد يمكننا أن نطلب بعض العمال لكي يساعدوننا على تنظيف هذا المكان فقال صديقي محمد بل نستطيع أن ننظف هذا المكان إذا شدينا العزايم وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة.. فقلت لهم هذا صحيح فنحن لم نأت إلى هنا إلا لكي نعمل على تنظيف هذا المكان... فتوكلنا على الله وبدأنا ننظف هذا المكان بكل نشاط وهمة فواحد يكنس المكان وآخر يرمى الجيفة إلى الخارج وآخر يمسح جدران الغرف إلى أن استطعنا تنظيف كل المكان إلا غرفة واحدة كانت مقفولة لم ننظفها لضيق الوقت فقد أدركنا الوقت وأصبحنا قريبين من وقت المغرب فقال مشعل يجب علينا أن نذهب ونأتي غداً لنكمل عملنا فقال محمد إننا أنجزنا كل شيء إلا تلك الغرفة الموجودة في نهاية المزرعة فقلت لهم أنها مخزن كان أبس يضع فيها ما لا يحتاجه من العفش فقال خالد لننظفها الآن لكي لا يكون لنا أي عمل غداً ويكون قدومنا غداً للراحة والاستجمام فقط فاستحسنا الفكرة وبدأنا نحاول أن نكسر ذلك القفل القديم حتى ندخل إلى المخزن... وبعد أن كسرنا القفل ودخلنا إلى المخزن ونحن نحمل المصابيح اليدوية لأن المكان لا يوجد به كهرباء فكان المكان شديد الظلمة فإذا بنا نشم رائحة عفنة من هذا المكان والغبار يملأ المكان كما يوجد به بعض الكراسي وأواني الطبخ والخيم العتيقة وبينما نحن نتفحص المكان فإذا بنا نلاحظ وجود ماء على أرضية المخزن وجدرانه علماً بأن المزرعة لا يوجد بها ماء منذ فترة طويلة كما أننا في فصل الصيف ولا توجد أمطار وبينما نحن نتناقش في مصدر الماء الموجود داخل المخزن فحل علينا وقت المغرب وبدأت الدنيا تظلم فأردنا أن نقفل الباب ونذهب على أن نأتي في اليوم التالي فإذا بقط مخيف وكبير بحجم الكلب يخرج علينا من بين الأثاث المتهالك ويقول كلام لا نفهمه ثم نسمع أصوات ضحك عالية بطريقة مخيفة جداً.. فإذا بنا نصرخ ونهرب وكنا أثناء ركضنا نسقط عدة مرات على الأرض من شدة الرعب الذي أصابنا ثم نقف لنواصل هروبنا نحو باب المزرعة نريد أن نفتحه ولكن دون جدوى.. وهنا سيطر علينا الخوف والرعب فلم نعرف كيف نتصرف أو نخرج من هذا المكان المسكون فعرفنا أننا واقعون في مأزق ونحن لا نعلم وفجأة رأينا أكياس القمامة وهي تتراقص أمامنا ومجموعة كبيرة من القطط بدأت تتجمع وهي تنظر إلينا ونسمع أصوات بكاء أطفال وصرخات مخيفة وحركات بعض الكراسي وتراقص المكانس كل ذلك شكلوا لنا لوحة مرعبة لا يمكن أن ننساها ما حيينا.. وبينما نحن نحاول فتح الباب إذا خطر على بالنا أن نهرب من تسلق السور فحاولنا فلم نستطيع لأن السور كان عالياً وفجأة يخرج علينا شخصاً قبيح المنظر أزرق اللون لا يوجد له أقدام ولا ملامح للوجه وله شعر كصوف الخروف فارتعدنا منه خوفاً وفزعاً وجفت الدماء في عروقنا وبعد ذلك أصبحت النيران تشتعل في حجرات المزرعة فإذا بهذا الشخص القبيح يقول لنا وكان صوته عالي وخشن وغريب.. إلى أين ستذهبون أنتم في ضيافة جرسم.. تعالوا إلى عالمنا وشاركونا اللعب والمرح.. وإذا بنا نسحب الباب بكل ما أوتينا من قوة ونحن نصرخ من الرعب ونقل يا الله يا الله يا الله إلى أن فتح الباب فإذا برجل على الجانب الآخر من الباب ملامحه جميلة وله لحية ولبس الدشداشة القصيرة ويضع على رأسه الغترة وتوحي ملامحه على أ"ه متدين.. فقال لنا ما بكم تصرخون لقد كنت ذاهب لأصلي المغرب فكان صراخكم فأتيت لأرى ما بكم.. فقلنا له الجن الجن انظر إلى داخل المزرعة وأنت تعرف لماذا نصرخ فلما نظر فقال لا يوجد شيء وبالفعل نظرنا إلى داخل المزرعة فلم نجد أي أثر للنيران المشتعلة ولا للشخص المخيف وكأن ما حصل كان حلماً فقلنا له قبل قليل كان هذا المكان يضج بالجن والشياطين وكل شيء كان يتحرك بشكل غريب فقال لنا نصيحتي لكم بأن تقفلوا هذه المزرعة وأن لا تأتوها إلا بعد أن تطهروها من الجن فإنني اسمع أن بها عشيرة من الجن الشياطين التي تؤذي كل من يدخل إلى هذا المكان.. فما كان منا إلا أن قفلنا الباب وشركنا ذلك الشخص المتدين الذي أنقذنا بعد الله من الشياطين وربكنا سيارتنا وانطلقنا ونحن ننظر إلى خلفنا فإذا بالشخص المتدين يختفي فجأة فما كان منا إلا أن نستغفر الله ونحن ننطلق بأقصى سرعة متجهين إلى بيوتنا وفي نفوسنا سؤال لا نعرف له إجابة هو من كان ذلك الشخص المتدين هل هو جن من المسلمين جاء لينقذنا من الجن الشياطين أم ماذا.. ذلك الموقف الذي لا يمكنني أن أنساه أبداً ما حييت علماً أنني إلى الآن وأنا مستمر على الحبوب المهدئة.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا