كتاب الجن

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-07-23

كتاب الجن 

حدثني صديقي سالم عن قصة وقعت أحداثها لصديقة أحمد عندما سافرنا إلى مصر وكان هذا في عام 2005 وذلك للسياحة والاستجمام والتسلية وتغير الجو فقال عندما وصلنا إلى مصر قمنا بالذهاب إلى سوق يسمى خان الخليلي وهو سوق شعبي جميل فيه صناعات الآلات الموسيقية والكتب والملابس المستعملة بأسعار رخيصة ونحن نتجول بهذا السوق لفت نظر صديقي أحمد إلى مكتبة في نهاية الشارع تبيع كتب قديمة فذهبنا لنرى هذه المكتبة وعندما ذهبنا إلى هذه المكتبة رأينا مجموعة من الكتب القديمة والمتهالكة وكان الغبار يكسو الكتب الموضوعة فوق الرفوف فلفت نظر صديقي أحمد إلى كتاب قديم جداً تم طبعه في لبنان ويعود طباعته إلى سنة 1932 وكان عنوان الكتاب كيف تحضر الجن فاستهوى عنوان الكتاب صديقي وفكر في اقتناه وعندما أخذه صديقي أحمد واشتراه على سبيل التسلية لمعرفة كيف يتم تحضير الجن وقد نهيته عن شراء مثل هذه الكتب ولكن صديقي أحمد كان يصر على أن يمتلكه وعندما عدنا إلى الكويت خبئه صديقي أحمد عن أسرته المكونة من الأب والأم وأخيه جاسم وأخته الصغيرة هدى التي كانت في العاشرة من عمرها وفى يوم من الأيام وعندما كانت الأسرة نائمة فإذا بصديقي أحمد أخذ يفكر بالكتاب ثم أخرجه وبدأ يقرأ ما جاء في الكتاب دون أن يحس به أحد من أسرته حيث كان الجميع نيام وبعد أن بدأ يقرأ الكتاب بصوت خافت كان يحس وهو يقرأ بأن أحد ما يراقبه وينصت له وكان يسمع أصوات رياح تدور حوله فكان في البداية خائفاً ومن ثم أخذ يتشجع شيئاً فشيئاً إلا أن أخذه الفضول في تطبيق ما جاء في الكتاب وهى تحضير الجن فكان الكتاب يتحدث عن وجوب كتابة آيات مقلوبة وكلمات غير مفهومة وكان لكي تطبقه يجب كتابة ما جاء في الكتاب بدم والنجاسة على أوراق بيضاء وبعض الأمور التي لا يصح أن نذكرها أبداً وعندما بدأ بتطبيق ما جاء في الكتاب بدء يسمع أصوات وحركات غريبة وأصوات أولاد يلعبون في البيت وفى الأخص في الممر المؤدي إلى الحمام فقفل الكتاب ولم يكمل لأنه أحس بوجود الجن من حوله فخاف وندم على ما فعل وتمنى لو أنه لم يطبق ما جاء في الكتاب فحس أنه وقع في المحظور وجني على نفسه وعلى عائلته التي لا تعلم أي شيء عما يحدث داخل البيت وفى يوم من الأيام صرخت الأخت الصغرى هدى وعلى صراخها تجمعت الأسرة عندها في غرفتها فلما سألتها الأم ما بها قالت لهم أنها شاهدت أشياء سوداء لم يتبين لها ما هي تمشى على سقف الغرفة فاعتقد أبيها في بادئ الأمر بأنها كانت تحلم وفي اليوم الثاني رأت هدى نيراناً تخرج من جدران الغرفة فصرخت وذهبت إلى أبيها وأمها مسرعة وهي تصرخ وتبكي فقالت لهم أن في غرفتي حريق قد شب في النوافذ والجدران ولما ذهبوا إلى غرفتها لم يروا أي أثر للحريق وفى الليلة الأخرى وعندما كانت نائمة شعرت بأن سريرها يهتز ثم يرتفع قليلاً ويهبط فإذا بهدى تصرخ صرخة قوية فيتجمعون حولها كل أسرتها وتخبرهم عن أمر السرير فاحتار الوالدين في أمرها وهنا أحس أحمد بأنه أذنب بحق أخته وأسرته ولكنه لا يستطيع أن يقول لهم لأنه خائف من ردة فعل أبيه أن أخبره بأمر الكتاب الذي أحضره إلى البيت وفى يوم من الأيام سمعت الأم المياه تسيل من الحنفية فاعتقدت بأن أولادها لم يغلقوا الحنفية فأقفلتها جيداً وخرجت ثم قفلت باب الحمام فإذا المياه مرة أخرى تسيل من الحنفية ثم فتحت الباب وعادت وأغلقتها مرة أخرى وأقفلت الباب فإذا بها تسمع صوت داخل الحمام لم تتبينه ففتحت الباب وإذا بامرأة شكلها غريب وشعرها مبلل ولها عينان مخيفتان ولها أسنان مكسورة وسوداء ويكسو جسمها الطين وكانت جالسة داخل (البانيو) وهى تقول لها سيروش سيروش فصرخت أم أحمد وأغمى عليها فهب الجميع لاستطلاع الأمر فإذا بها مغمى عليها فأدخلوها إلى غرفتها وعندما أفاقت من إغمائها أخبرتهم بما شاهدته وهنا شك الأب في وجود جن في البيت.. لأن هو الآخر كان يسمع أصوات أطفال يلعبون في الممر وأدوات المطبخ تتحرك لوحدها ولكنه في بادئ الأمر اعتقد أن هذه الأصوات قادمة من جيرانه ولكن الآن تأكد من ذلك وهنا اعترف أحمد لأخيه جاسم عن أسباب وجود هذه الحركات ووجود الجن في البيت... وسر الكتاب الملعون الذي اشتراه عندما سافر إلى مصر وما كان من جاسم إلا أن لامه على فعلته هذه ثم أخبر جاسم أبيه وأمه على موضوع الكتاب الذي اشتراه أحمد فما كان من الأب إلا أن وبخ أحمد وقال له ستنال عقابك ولكن ليس الآن... وكان الأب جل اهتمامه هو كيف التخلص من هؤلاء الجن الذين سكنوا البيت فأخبره ولده جاسم بأنه يعرف شيخ وإمام المسجد الذي يصلي فيه وبأنه يستطيع أن يساعدنا بالتخلص من الجن وتطهير المنزل منهم فاستحسن الأب الفكرة وعندما جاء الشيخ إلى البيت أخبره الأب بكل شيء عن موضوع الكتاب الذي أحضره أحمد من مصر فطلب الشيخ أولاً إحراق هذا الكتاب والتخلص من رماده في إلقاء الرماد في البحر ومن ثم يستعد بالخطوة الثانية لتطهير البيت بقراءة القرآن ورش الماء المقروء عليه في جميع أنحاء البيت وعلى الزوايا والجدران والممرات والغرف كل يوم لمدة أسبوع مع المواظبة على تشغيل القرآن الكريم في البيت كل يوم قبل وقت المغرب وبالفعل وبعد تطبيق كل ما قاله الشيخ وإذا بالأصوات الغريبة التي كنا نسمعها تختفي وتختفي معها كل الحركات المخيفة كما اختفت معها الأحلام والكوابيس التي كانت تنتاب البنت هدى فعاد الهدوء إلى بيتهم مرة ثانية بعد أن تم طرد الجن بفضل الله وكتابه الحكيم ومساعدة الشيخ...وأقسم أحمد بأنه لن يشترى أو يقرأ هذه الكتب الملعونة مرة أخرى أو حتى يلمسها...

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا