لعبة المنوبولي

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-07-23

لعبة المونوبولي: 1933: بنسلفانيا: الولايات المتحدة الأميركية 

توجد اليوم لعبتا لوح حديثتان ذات شهرة ثابتة، تعرف إحداهما بلعبة الحركة والأخرى بلعبة الكلمة وهما المونوبولي والسكرابل بالتتابع. ظهرت اللعبتان في بدية الثلاثينات لملء فراغ أيام البطالة، ولم تكن لهما اية غايات تجارية.

قام المهندس تشارلز دارو، العاطل عن العمل في مدينة جيرمان بولاية بنسلفاني، كرد فعل للفقر الذي شاع اثناء الأزمة الاقتصادية الكبرى في ثلاثينات القرن العشرين بتصميم لعبة المونوبولي لتي حققت فيما بعد مردودً خيالياً من المبيعات والأرباح.

أمضى دارو ساعات طويلة في منزله، بسبب الضائقة المالية والإحساس بالإحباط، يصمم لعبة لوح للتسلية ولملء فراغ الوقت. حاول الشاب أن يستنبط فكرة اللعبة من الأوضاع الاقتصادية المحيطة به، حيث تورد الصح اليومية أنباء إشهار الإفلاس ودعاوى استحقاقات الديون يومي، والتي عرضت جراءها المؤسسات والمنازل والفنادق للبيع بالمزادات العلنية. أما دارو قد جعل مجالات الربح في لعبته تأتي من مجرد ضربة زهر موفقة واحدة.

لقيت اللعبة، المنزلية الصنع، إقبالا جيداً على صعيد أصدقاء دارو وعائلته، حتى أن بعضهم دفعة عام 1934 للاتصال بمؤسسة ماستشوستس للألعاب، التي يرأسها الاخوة باركر، قامت إدارة الشركة باختبار لعبة المونوبولي وأجمع أعضاء المجلس على رفضها بسبب انعدام المستقبل التجاري لها وبسبب بطء حركة اللعبة وصعوبة قوانينها وتعقيدها.

لم يثن القرار المشار إليه من عزم دارو، فقابل مدير متجر وأنا ميكر في فيلادلفيا لذي لم يقتصر على التمتع باللعبة، بل طلب إعداد صيغ منها لوضعها في متجر لغاية بيعها، استطاع دارو بواسطة قروض تلقاها من العائلة والأصدقاء تأمين 5000 وحدة من لعبة المونوبولي وباعها لمتجر وأنا ميكر. دفع رواج اللعبة باركر إلى إعادة دراستها، وخرجوا هذه المروة بفكرة أن اللعبة خيالية، سريعة الحركة، وسهلة التعلم! سجل دارو اللعبة تجاريا في عام 1935، وأصبحت مؤسسة الاخوة باركر تنتج حوالي 20000 دستة من وحدات اللعبة أسبوعيا. وعلى الرغم من ضخامة المبيعات وسرعتها، عمد بعض كبار مديري المؤسسة إلى اتخاذ بعض الاحتياطات، لاعتقادهم بأن تلك اللعبة مجرد بدعة جديدة لن تدوم أكثر من ثلاث سنوات. إلا أن المبيعات ازدادت ي شهر كانون الأول من عام 1936 إلى درجة خيالية، ما حدا بالسيد جورج باركر، رئيس المؤسسة، إلى أمر مخططي الإنتاج بإيقاف إنتاجها بحجة، التحسب لأي هبوط مفاجئ في المبيعات.

وبالطبع لم يحدث الهبوط المتوقع، وأصبح المهندس العاطل عن العمل تشارلز دارو مليونيراً، جزء بيع حقوق نشر اللعبة على ثمانية وعشرين بلدا، فقد نشرت بتسع عشرة لعبة مختلفة. وهناك من يقول بشيوع اللعبة بمبدأها الرأسمالي، في الاتحاد السوياتي، إذ أن ست مجموعات من لعبة المونوبولي التي عرضت في المعرض الدولي الأميركي في موسكو عام 1959 نفذت بسرعة عجيبة. تعد اليوم لعبتا المونوبولي والسركابل الأروج بين أمثالهما في العالم.

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا