انتقام الجن للكاتب محمد الفهد

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-07-15

انتقام الجن 

من قديم ما أفصح عنه أبي رحمه الله أن هناك في منطقة شرق في سنة 1972 كان يعيش رجل اسمه أبو جمال مع أسرته التي كانت تتكون نم زوجته وبنتين ولدهم جمال في بيت عربي مبنى على الطراز القديم حيث البيبان البسيطة والجندل والشبابيك البسيطة ذات الخشب الخفيف والإضاءة المكونة من لايت واحد معلق بالسقف وكان في وسط البيت توجد هناك شجرة (سدرة) وتحيط حولها الغرف وملاحقها كالحمام والمطبخ وكان فوق الغرف السطح الذي كان يحيط بالبيت وكان أبو جمال وأسرته يعيشون في هذا البيت البسيط بدون أي مشاكل إلى أن جاء يوم من الأيام عندما ذهبت زوجته إلى المطبخ لإحضار الشاي لزوجها وكانت الساعة تشير إلى العاشرة مساءاً وكان البيت مظلم إلا من بعض المصابيح القديمة المعلقة بالغرف والمطبخ أما الحوش فكان مظلم وبعد أن جاءت بالشاي إلى زوجها فإذا بها تمر من أمام السدرة فإذا بها تسمع أصوات غريبة كأنهم أصوات أطفال يلعبون والأغصان تتمايل مع أن لا وجود للهواء بداخل الحوش وعندئذ سمعت أحد يناديها يا أم جمال يا أم جمال فأصاب أم جمال الرعب والخوف من جراء ما تسمع وتشاهد فإذا بصينية الشاي تسقط على الأرض من يديها فتأتي مسرعة إلى زوجها فتقص عليه ما سمعت وشاهدت على (السدرة) فما كان من زوجها إلى أن ذهب إلى تلك (السدرة) فلم يسمع أي أصوات أو حركة فرجع إلى زوجته وطمئنها بأنه لا يوجد شيء مما تدعي ولكن الزوجة لم تطمئن إلى كلام الزوج وكانت لا تخرج إلى الحوش كلما حانت الساعة السابعة فاحتار الزوج بزوجته وكيف يستطيع أن يجعلها تتشجع وترجع كما كانت فلجأ إلى طريقة يتخلص بها من السدرة التي تخاف منها زوجته فلجأ إلى فكرة وهي حرق السدرة والتخلص منها نهائياً وفي يوم من الأيام أحضر قنينتين بهما مادة سريعة الاشتعال (بنزين) فرش بها على السدرة وأشعل بها النار وعندما رأت أم جمال هذا الفعل لم ترضى عليه وقالت له لماذا فعلت ذلك وقال لها أن الجو بارد وأردت أن أتدفئ بها ومن ثم نخلصك مما كنت تخافين منه وكانت الزوجة غير راضية عما فعله زوجها أبو جمال لأنها تخيلت بأن هناك من يصرخ من جراء اشتعال النار (السدرة) وعندما احترقت السدرة بالكامل وأصبحت رماداً فقال أبو جمال وهو يضحك الآن لن يعد هناك أصوات ولا أي شيء تخافين منه، وفى يوم من الأيام ذهبت أم جمال إلى الحمام وعندما أضاءت المصباح فإذا به يطفي فذهبت وأحضرت شمعه لأن المصباح لا يضئ فدخلت أم جمال إلى الحمام وهي تحمل شمعة وعند دخولها الحمام فإذا بها ترى امرأة محروقة الوجه ومنفوشة الشعر والثياب رثة وكان شكلها مخيف جداً كانت تقول لها لماذا أحرقتمونا لماذا أحرقتمونا لقد مات ولدى فصرخت أم جمال صرخة قوية فسقطت الشمعة من يديها وسقطت أم جمال مغمى عليها فسمع أبو جمال صراخ زوجته أم جمال قبل أن يغمى عليها فذهب ولما فتح الحمام فرائها مغمى عليها والنار مشتعلة في ملابسها من جراء سقوطها على الشمعة فأسرع أبو جمال وصب الماء عليها إلى أن أطفئ النار فحمل أم جمال إلى غرفتها وبعد ذلك إلى المستشفى فسألها أبو جمال عن سبب صراخها وقصت عليه ولامته على حرق (السدرة) وبعد خروجها من المستشفى بأيام عندما كانوا نيام فإذا باينتهم ذات العشر سنوات تستيقظ من النوم مفزعة ولما جاءتها أمها وأبيها ليعرفوا لماذا تصرخ وإذا بها تقول لهم لقد كانت تجلس هنا امرأة محروقة الوجه والثياب وشكلها مخيف وهي تشير إلى وتقول سأنتقم منكم سأنتقم منكم لذلك قررت أم جمال أن تترك هذا البيت وتستأجر بيت آخر لأنها عرفت أن الجن يريدون الانتقام منهم على حرقهم وحرق مسكنهم وهى السدرة وبالفعل أستأجر أبو جمال بيت جديد وكان هذا البيت في حولي فقال أبو جمال وهو يبتسم هذا بيت جديد لعله ينسيني ما حصل لنا في السابق وفي اليوم التالي من الأيام وفى هذا البيت الجديد وبينما هم نيام إذا تستيقظ العائلة على صوت صراخ البنتين وصرخات ابنهم جمال البالغ من العمر 16 سنة حيث كانت النار تشتعل في غرفته والباب مقفول لا يستطيعون أن يفتحوا الباب ويخرجوا ابنهم وطلبوا مساعدات الناس والجيران بمساعدتهم على كسر الباب ويخرجوا ابنهم جمال من الغرفة ومن ثم إطفاء النار المشتعلة بغرفة ابنهم فحاولوا الناس فتح الباب وإخراج الابن ولكن دون جدوى فقد كانت النيران كبيرة ولم يتمكن أي أحد إلى الدخول لها واستخراج ابنهم منها إلى أن مات ابنهم أمام أعينهم محروقاً من جراء الحريق فجن جنون أم جمال على ولدها فأدخلت إلى مستشفى الأمراض العقلية لتعالج هناك من جراء الصدمة التي أصابتها من جراء موت ولدها... أما الأب فقد عاش مهموماً حزيناً لفقده فلذة كبده وفقده زوجته فلم يعد يعتني بنفسه أو ببناته وينسى ما حصل إلى أن جاء خال الطفلتين فأخذ الطفلتين لكي يعتني بهم ويكونان في رعايته أما أبو جمال فقد عاش وحده في هذا البيت الذي كان الناس يطلقون عليه بيت الجن وكان الأطفال يطلقون على أبو جمال الجني فكان عندما يخرج من البيت في النهار يكون هيئته مخيفة والأطفال تركض وراء وتهتف الجني الجني فقد عاش حياته هكذا والناس تعطف عليه وترسل له كل ما فاض من طعامهم إليه إلى أن شب حريق في البيت واحترق البيت كلياً فمات أبو جمال محترقاً على فراشه فظل البيت لسنوات وهو محروق ومهجور ولا يسكنه الناس أو تقترب منه...

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا