28 يوم من الرعب للكاتب محمد الفهد

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-07-03

28 يوماً من الرعب 

انقل لكم هذه القصة بكل شفافية وصدق وهى قصة حقيقية حدث لي أنا شخصياً عام 1980 حيث كان عمري آنذاك 17 سنة أحداثها تدور عندما أراد أبي رحمه الله أن يرمم بيتنا ويبنى دور ثالثاً حتى يسع عائلتنا الكبيرة لأن أبي لا يريد لأبنائه أن يعيشوا بعيداً عنه لذلك أراد أن يوسع في بيتنا وكانت عائلتنا الكبيرة المكونة من أمي رحمها الله وأخي المتزوج ولديه ولدين وبنتين وأخي الآخر المتزوج حديثاً وأخي الآخر الذي على وشك الزواج وأنا وأخي رحمه الله الذي يصغرني بسنة وبنتين فقال أبي سوف أُجر لكم بيت نجلس به مؤقتاً ويكون كبير حتى يستوعب عائلتنا وعائلة أخي أبو عبد الله وأخي صالح المتزوج حديثاً فقررنا أن نترك بيتنا الذي كنا نعيش فيه مؤقتاً ونبحث عن بيت جميل لنسكن فيه فبحث أبي رحمه الله عن مسكن لكي ننتقل إليه ونعيش فيه مؤقتاً إلي أن وجد أبي ذلك المنزل الجميل والكبير في آن واحد وكان يتكون من 8 غرف كبيرة وحجرة واحده مع البلكونة بالطابق العلوي وملتصق بها حمام التي كانت مفتوحة على سطح البيت وكان في وسط البيت بئر عميق مغطاة بخشبة تغلق فتحة البئر وكان أيضاً به مخزن وهي عبارة عن غرفة طويلة طولها تقريباً عشرة أمتار وعرضها ثلاثة أمتار وكانت بدون نوافذ أو إضاءة أو كهرباء وكان كل من يدخل لها يشعر بالضيق والخوف من شكلها لأنها لم تكن مصبوغة وإنما على الأسمنت والطابوق وكانت أرضيتها مائلة تميل إلى الأسفل كلما دخلت إليها أكثر فقررنا أن نجعل هذه الغرفة مخزن نخزن به ما ليس لنا به حاجة من العفش والأغراض الغير مهمة وكان يوجد في وسط البيت سدرة فكانت هذه السدرة مقطوعة حديثاً من الرأس ولا نعلم سبب القطع وكنا في غاية السعادة ونحن نتأمل هذا المنزل الذي يشبه في مساحة غرفة كصفوف المدرسة فأخذنا نتقاسم الغرف فأخي يقول هذه غرفتي وأخي الآخر لا هذه غرفتي أما أمي وأبي يرحمهما الله يريدون الغرفة التي كانت عند باب البيت الكبير الحديدي أما أنا وأخي رحمة الله فاخترنا الغرفة الوحيدة التي بالطابق العلوي وأخي أبو عبد الله وأبناؤه اختاروا الغرفتين التي بجوار المخزن ثم اخترنا غرفة كبيرة لنجعلها صالة للعائلة أما سبب اختيارنا الغرفة العلوية أنا وأخي حتى لا نزعج أهلنا إن شغلنا التلفزيون أو الأستريو بصوت عالي.. واذكر أننا جئنا بعمال حتى ننظف هذا البيت من الغبار وبعد أن أنهى العمال عملهم من غسل المنزل بالكامل حاسبنا العمال وشكرناهم وكنا في غاية السعادة في ذلك اليوم وبعد الانتهاء من غسيل المنزل أصبح شكله جميل جداً فخرجنا من البيت وأقفلنا الباب خلفنا على أن نرجع له الأسبوع القادم بعد أن نحضر أمتعتنا إلى هذا البيت وبالفعل وبعد مرور أسبوع جئنا إلي بيتنا لنضع أمتعتنا حيث تصادفنا في موقف لا يمكن أن نصدقه وكان هذا الموقف هو أول موقف لنا في هذا البيت المسكون لقد رأينا الشجرة المقطوعة وقد كبرت وأصبح لها أغصان طويلة طولها متران تقريباً وقد هالنا ما شاهدنا إذ كيف تكبر هذه الشجرة هكذا في غضون أسبوع ثم تناسينا الموضع لأن اهتمامنا كان في البيت فأخذنا ننقل أمتعتنا إلى هذا البيت المخيف الذي سكناه ونحن لا نعلم عنه أي شيء وعندما سكنا في هذا البيت مع أنه بيت جميل وكبير ورائع إلا أننا كنا غير مرتاحين به.. لا نعلم لماذا وفي أول يوم من أيامنا داخل هذا البيت وعندما حل الظلام فإذا بالكهرباء تنقطع فأتينا بفني الكهرباء لنصلح العطل الذي أصاب الكيبل الرئيسي الذي احترق من جراء التماس أصابه حيث اذكر عندما انقطعت الكهرباء كيف كنا نعيش بأجواء الرعب المخيفة فقد كنا نسمع أصوات قطط ونحن على أضواء الشموع وكنا نسمع أيضاً حركات داخل المخزن لا نعرف مصدرها إلى أن أصلحنا العطل وحمدنا الله على عودة الكهرباء إلى البيت ثم قمنا بترتيب حاجاتنا وملابسنا كل في غرفته، وفي صباح اليوم التالي كنا نسمع أصوات قطط داخل ذلك المخزن وأرادنا أن ندخل إلى المخزن بالكشافات لكي نرى ونطرد القطط التي بالمخزن وقد كنا نسمع الأصوات واضحة ولكن كلما دخلنا لا نجد أي شيء فاحترنا في أمرنا من أين تأتي هذه الأصوات مع أن المخزن لا يوجد به قطط فدخلنا مرة أخرى لعلنا نرى مخابئ مخيفة قد تكون في أحد هذه الزوايا أو في شقق الجدران للقطط ولكن أيضاً لم نرى أي شيء فاحترنا في مصدر هذا الصوت الذي نسمعه بكل وضوح إلى أن أقنعنا أنفسنا أن هذا الصوت قادم من السطح وفي مرة من المرات في فترة المغرب كانت بنت أخي الصغيرة وعمرها آنذاك سنتين وهي تلعب عند المخزن الذي لم يكن له باب وأنا كنت أراقبها من بعيد وهي تلهو في لعبها وفجأة خرج من المخزن قط أسود كبير ومخيف فاندهشت وتسمرت في مكاني وقلت دخل هذا القط من البيت مع أن باب البيت مقفول والقطط لا تستطيع الدخول إلى البيت إلا من باب البيت وبينما أنا أفكر بأمر هذا القط فإذا ببنت أخي تشاهد هذا القط فتقوم وتترك هذه الألعاب التي كانت تلعب بها وتريد أن تذهب إلى القط  لكي تمسك به وكان كلما تقدمت منه خطوة تقدم منها القط خطوتان وعندما اقتربت بت أخي منه أصابها الفزع وهربت منه إلا أن القط قفز عليها وكأنه نمر يقفز على فريسته فتسقط بنت أخي على وجهها فتبكي فأسرعت إلى ابنة أخي لكي ارفعها من الأرض واحميها من هذا القط الأسود المخيف وعندما بحثت عن القط لم أجده فأخذت أفكر في موضوع هذا القط أتى فجأة واختفت فجأة وهنا جاءت أم البنت على صراخ ابنتها مسرعة وهي لا تعلم ماذا حدث لها فسألتني عن سبب بكاء وصراخ ابنتها فأجبت بكل ما شاهدته فاستغربت وقالت من أين جاء هذا القط فلم نجد لهذا السؤال أي جواب ثم تجمعنا ونحن نطمئن على البنت ونحمد الله أنها لم تكن بها سوى رضوض بسيطة من أثر سقوطها على الأرض فاعتقدنا بادئ الأمر أن القط رجع إلى المخزن فاتفقنا على طرد هذا القط حتى لا يؤذى الأطفال فأتينا بكشافات مرة ثانية ودخلنا نبحث عن هذا القط لكي نطرده من المخزن لأنه خطر على أولاد أخي الصغار لكن الصدمة كانت أننا لم نجد داخل المخزن أي أثر للقط ثم بحثنا في كل البيت فلم نجد أي قط لا داخل البيت ولا داخل المخزن فاعتقدوا أهلي بأنني أتوهم بأن هناك قط أسود كبير لأنهم لم يجدوا أي أثر للقط وأنا كنت أسال نفسي أين ذهب ذلك القط الكبير المخيف ومع مرور الأيام كانت بنت أخي تبكي بدون سبب واستيقاظها في الليل مفزوعة هذا بالإضافة لحالات التشنج التي تنتابها بين الحين والآخر إلى أن أخدها أخي إلى الشيخ حتى يقرأ عليها وبالفعل قرأ عليها الشيخ عدة جلسات ثم أعطاها ماء مقري عليه مع زيت زيتون لتشرب من الماء وتدهن جسمها بالزيت وبالفعل رجعت بنت أخي كما كانت بفضل الله والشيخ فلم تعد تبكي ولا تفز من النوم وتحسنت من حالات التشنج والحمد لله.. وفى اليوم السابع لنا في هذا البيت حدث لا شيء غريب حيث كنت أنا وأخي ننام في غرفة واحدة عند السطح وكانت هي الغرفة الوحيدة التي في الطابق العلوي والتي يجاورها حمام ومن ثم باب حديد كبير للسطح حيث كان السطح دائماً مظلم لا يوجد به إضاءة وكنا أنا وأخي رحمه الله نسهر بالليل على التليفزيون نشاهد الأفلام أو نسمع الأغاني في الاستريو حيث كنا نسهر إلى الساعة التاسعة صباحاً لأننا كنا في أيام العطلة المدرسية ثم نستيقظ في الساعة الخامسة مساءً ثم نأكل ما تبقى من الغذاء ثم نخرج إلى أصدقاءنا لكي نتمشى ونلهو ونمرح ثم نأتي آخر الليل إلى البيت وفى مرة من المرات وأنا أدخل إلى البيت في تمام الساعة الحادية عشرة ليلاً سمعت أغاني تصدر من الاستيريو الموجود في غرفتي فقلت لأمي رحمها الله هل أخي موجود... فقالت لا... فقلت لها كيف ذلك إذن من شغل الأغاني فقالت أمي.. لقد اعتقدت انك موجود في الأعلى تسمع الأغاني ولكن بعد أن طرقت الباب عرفت أنكم لستم هنا يظهر أنكم نسيتو الاستيريو مفتوح ولم تغلقوه، اذهب يا محمد اذهب وأقفل الاستيريو فذهبت إلى غرفتي وأنا أفكر في أمر الاستيريو وأنا أفتح باب غرفتي بالمفتاح وإذا بي أسمع صوت خافت كفحيح الحية ثم التفت خلفي فلم أجد أي شيء ثم دخلت إلى غرفتي وأشعلت المصابيح فأقفلت الاستيريو ثم فتحت التليفزيون وجلست لأشاهد أحد الأفلام ثم أردت أن اذهب إلى الحمام.. فوجدت الباب مقفل فقلت من في الحمام.. فإذا بصوت أخي يرد على ويقول هذا أنا... فقلت حسناً أنا سأذهب إلى الحمام في الطابق الأرضي وبينما أنا أنزل السلم فإذا بي أنصدم من أخي وهو صاعد إلى غرفته ويلقى على السلام وأنا مصدوم لا أرد عليه السلام فيكرر أخي على السلام دون أن أرد عليه أيضاً فقال لي أخي ما بك يا محمد واقف هكذا ولا ترد... فقلت له وأنا ارتجف من الخوف.. ألم تكن قبل لحظة في الحمام.. فقال لي ما بك يا محمد فإذا ألم تراني أمامك أدخل البيت، الآن ما بك يا محمد فإذا بي ارتجف من الخوف وأتصبب عرقاً فقال لي أخي ماذا حدث لك لما أنت خائف هكذا فقلت له ما حصل لي فضحك أخي وقال لا تخف يا أخي إن هذا الصوت قادم من الخارج لأن في غرفتنا بلكونة تطل على الشارع أهدئ يا أخي وتعال معي لأريك ما كنت تخاف منه فصعدنا إلى الحمام وفتح أخي الحمام وكان الحمام مظلم فقال أخي انظر لا يوجد به أحد كما أن النور غير مفتوح في داخله فأضاء النور أما الآن فأنسى هذا الأمر وتعال يا محمد لكي نسهر على إحدى الأفلام العربية الجميلة التي أحضرتها في هذا الشريط الفيديو... فدخلنا إلى غرفتنا وبدأنا نشاهد الفيلم ولكن بالى لم يكن مع الفيلم وإنما مشغول على ما حدث لي قبل قليل من أحداث من تشغيل الاستيريو وصوت الفحيح ومن خاطبني في الحمام فأخذت الأفكار تدور في رأسي عن ماذا يحدث في هذا البيت وكنت يومها لم أنم جيداً لأن بالي كان مشغول فيما يحدث لنا في هذا البيت... وفي الأسبوع الثالث حدث لزوجة أخي المتزوج حديثاً موقف مفزع في ذلك الوقت فعندما استيقظت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل لكى تشرب ماء من البرادة الموضوعة في الليوان ممر الغرف فرأت أبي رحمه الله وهو يحمل أنبوب الغاز على ظهره خارجاً من المطبخ ويضعه عند السدرة ثم العكس فاستغربت زوجة أخي من هذا الفعل على الرغم من أن أبي رجل تجاوزا السبعين ولا يستطيع حمل الأنبوبة بهذا الشكل فقالت له... عمى لماذا تحمل الأنبوبة هكذا فلم يجيبها ثم قالت له... عمى هل تريد أن أساعدك فلم يرد أو يجيب وعندها أصابها الفزع والخوف فدخلت الغرفة مسرعة وأيقظت أخي من النوم ولكن أخي كان متعباً فلم يستيقظ فيقول لها... نامي نامي بعدين بعدين فقال له... قوم من النوم وانظر إلى أبيك لماذا يحمل أنبوب الغاز على ظهره فقال لها أخي.. هل أنت كنت تحلمين كيف يحمل أبي أنبوب الغاز على ظهره وهو بهذا السن فأصرت زوجة أخي على أخي أن ينظر من النافذة فاستيقظ أخي وهو غاضب عليها وهو يقول أين هو أبي فأزاح الستارة عن النافذة فنظر فلم يجد أي شيء في الحوش أو المطبخ فقال انظري جيداً لا يوجد أي شيء لا أبي ولا أنبوب الغاز ألم أقل لك فأنك كنت تحلمين أما الآن فدعيني أنام لأنني متعب أرجوك... ورجع أخي إلى سريره لكي بنام فنظرت زوجة أخي من النافذة فلم تجد أي شيء فاحتارت فيما رأت قبل قليل وليلتها لم يغمض لها جفن ولم تنام وظلت سهرانة إلى الصباح.. وفى الصباح ذهبت إلى أبي لكي تسأله عن ما شاهدته بالأمس فقالت له بعد أن سلمت عليه... ماذا كنت تفعل يا عمى بالأنبوب الغاز الساعة الواحدة بعد منتصف الليل فاستغرب أبي رحمه الله من سؤالها وضحك ثم قال أنا لم استيقظ عند الساعة الواحدة ثم يا ابنتي كيف أحمل أنبوب الغاز وهي ثقيلة بالنسبة لي، إن ما رأيتيه لم يكن سوى حلم يا ابنتي... فوقع كلام أبي كالصاعقة على رأس زوجة أخي فلم تعرف بماذا ترد أو تقول ومن يومها لم تعد زوجة أخي ترغب بالاستمرار بالسكن بهذا المنزل المخيف كما أنها لم تعد تخرج من غرفتها ليلاً إلا مع زوجها فكان جميع الأسرة لم يصدقونها على شاهدة باستثنائي أنا... فقد انتابني الشك بوجود الجن في هذا البيت الجميل والكبير وأحسست أننا نشارك الجن في مسكنهم ونحن لا نعلم... وفي الأسبوع الثالث وبينما أنا جالس أشاهد التلفاز وكان الوقت متأخر من الليل وكانت الساعة تشير إلى الثانية عشر مساءً وكان أخي لم يصل بعد من الخارج وإذا بي أسمع صوت خطوات على السلم فاعتقدت أن أخي قد أتى وبعد قليل وإذا اسمع طرق على باب غرفتى فقلت تفضل الباي مفتوح... وبعد فترة قصيرة يطرق الباب مرة أخرى فقلت تفضل الباب مفتوح... ومرة ثالثة يطرق الباب أقوى من ذى قبل... فقمت من مكاني وأنا أقول لماذا لا تدخل ما بك فقمت من مكاني لأفتح الباب لأرى من الطارق ففتحت الباب ولم أجد أي أحد فاعتقدت أن أخي يمازحني فقلت إن مزاحك ثقيل فأقفلت الباب وجلست أشاهد التلفاز مرة أخرى وبعد دقائق وإذا بالباب يطرق فلم أعيره أي اهتمام وفجأة دخل أخى وسلم على فلم أرد عليه فقال ما بك لم لا ترد... فقلت له لأنك ثقيل الدم... فقال أنا ولما... فقلت لأن مزاحك ثقيل... فقال مزاحي أنا... فقلت نعم... فقال أي مزحة تتحدث عنها... فقلت طرقك على الباب تريد أن تخيفني بذلك... فأقسم أخي أنه لم يطرق الباب بتاتاً... فقلت إذن من كان يطرق الباب قبل قليل... فقال لعلهم أبناء أخي الصغار فقلت أن الطرق لم يكن طرق طفل... فقال ماذا تقصد يا أخي... فقلت الحقيقة يا أخي ان في بيتنا جن... فقال أخي وهو يضحك جن مرة واحدة هدئ من روعك يا أخي ولا تكبر الموضوع كلها تهيؤات... لأن الإنسان عندما ينشط تفكيره في موضوع معين ينشط لديه الخيال فيتخيل الأحداث ويكبرها... فأخذت أفكر في كلام أخي ولما الناس لا تصدق أي أحد يتكلم عن الجن وفى اليوم التالي وبينما أنا وأخي نشاهد التلفاز وإذا بنا نسمع صرخة عالية لابن أخي الصغير وكان عمره 3 سنوات فنزلنا مسرعين لنستطلع الأمر.. إذا كان يقول هناك حرامي شكله مخيف قصير ومتين وكان ابن أخي يشير إلى المخزن.. ثم هدئنا من روعه وغسلنا وجه ثم أخذته أمه لكي ينام في حضنها.. فأخذت أفكر ما معنى كل ما يدور حولنا وكيف سنعيش هكذا في ظل هذه الأحداث الغريبة... وفى الأسبوع الرابع كنا جالسين أنا وأخي نشاهد التلفاز فأحس أخي بالجوع فقال سوف أنزل إلى المطبخ لعمل بيض لأنني أحسست بالجوع... ثم نزل أخي... وبعد فترة قليلة وإذا بأخي يأتي مسرعاً ويدخل ثم يقفل الباب بقوة وهو يرتجف وخائف وياهث وكان المنظر كأنه يجرى من وحوش تريد أن تفترسه فأرعبني منظر أخي وهو هكذا فقلت له ما بك يا أخي... فلم يجب... فأعدت عليه السؤال مرة أخرى فقال لي وهو يهمس بأذني... اسمع يا محمد... كل ما قلته عن هذا البيت كان صحيح لأنني رأيتهم بأم عيني فقلت ماذا رأيت يا أخي فقال اسمع يا محمد بينما كنت أجهز وجبة البيض لي وإذا بي أرى أصوات لأطفال يلعبون وكأنهم يلعبون في حوش البيت فاعتقدت في بادئ الأمر أنهم أبناء أخي فلما خرجت من المطبخ فلم أرى أي شيء كما أن الصوت اختفى فاعتقدت أن الأصوات قادمة من جيراننا فرجعت إلى المطبخ لأكمل وجبتي وإذا بصوت الأطفال وهو يلعبون يظهر مرة أخرى كما كان معهم أصوات غير مفهومة وضحكات فخرجت مرة أخرى من المطبخ فلم أرى أي شيء فأردت أن أعرف من أين هذا الصوت فشككت أنه قادم من الخارج وأدركت بعد ذلك أن الصوت قادم من السدرة لأنني كلما ابتعدت عن السدرة الصوت يظهر وكلما اقتربت من السدرة كان الصوت ينقطع وبينما أنا تحت السدرة فإذا بأغصانها تهتز كلها وكأن هناك قرد يلعب على الأغصان وبعد ذلك وإذ اسمع أحداً يناديني باسمي فالتفت إلى صوب المخزن وإذ أرى رجل قصير القامة طوله لا يتجاوز المتر الواحد وملامح وجه كأنه ملامح مومياء وأمامه أكثر من خمسين قط أسود تقريباً ثم أشار إلى أن آتى إليه وهنا أحسست بأن الدماء تجمدت في عروقي وقلبي قد خرج من بين ضلوعي ولا أعلم كيف حملتني أقدامى لأصل إلى هنا... وهنا تأكد أخي أن ما يحدث في هذا البيت لم يكن من واقع التخيلات بل من واقع الجن... فعزمنا أمرنا بأن نحدث أمي وأبي وإخواني بضرورة الخروج من هذا البيت المخيف وليلتها لم ننام أنا وأخي بل أخذنا نقرأ القرآن إلى الصباح وبعد شروق الشمس ذهبت إلى البقالة التي كانت تقع مقابل البيت تقريباً لاشترى الخبز والحليب والقشطة لزوم الفطور وعندما دخلت إلى البقالة وإذا بصاحب البقالة ينظر إلى بنظرات غريبة فقلت لما تنظر إلي وكأنني قادم من الفضاء فقال لي صاحب البقالة أنتم السكان الجدد لهذا البيت فأجبت بنعم فقال... هل أنتم مرتاحون في هذا البيت فأجبت ليس تماماً.. فقال ألم تلاحظون أمور غريبة تحدث لكم في الليل في هذا البيت فأجبت بنعم بعض الشيء.. ولكن لماذا هذه الأسئلة فقال أن بيتكم هذا مسكون من الجن منذ أكثر من 15 سنة فقلت وأنا مصدوم مسكون... فقال نعم وقد أردت أن أخبركم به ولكنني كنت متردد فقلت له... وكيف عرفت ذلك... فقال... منذ فترة طويلة عندما كان كل من يسكن هذا البيت يخرج بسرعة وعندما كنت أسألهم يقولون لى إننا ترى مجموعة من الجن تخرج من المخزن الموجود في هذا البيت وآخر عائلة سكنت هذا البيت كان منذ حوالي خمس سنوات لذلك قفله صاحبه ولم يعد يستأجره أو يبيعه ولكن عندما توفى صاحب البيت قام ابنه وفتحه ونظفه وقطع السدرة التي كانت فيه لكي يؤجره ويستفيد منه فجئتوا أنتم وسكنتم فيه... فشكرت صاحب البقالة على هذه المعلومات المهمة فذهبت إلى البيت وأنا كلى يقين بأننا واقعين في بيت الجن فأخبرت أخي بكل ما قاله صاحب البقالة فقال أخي.. يجب أن نشرح لأبي وأمي كل هذه الأمور الخفية عنهم فعندما أخبرنا أمي وأبي عن ما حدث معنا وعن قول صاحب البقالة فقالت أمي (وهي تصدمنا بكلامها) أنا أعلم بذلك لأننى كنت أيضاً أسمع أصوات غريبة ومرة أسمع بكاء طفل عند باب الغرفة ومرة نسمع باب الحمام يغلق ويفتح باستمرار وقرقعة أواني المطبخ ووالدك أيضاً يعلم بذلك فقد رأى أشكال أشبه بالدخان الأسود ينادى خلفه ويقول اخرجوا من بيتنا اخرجوا من بيتنا إنكم تأذوننا ومن يومها وأبيك يخرج للبحث عن بيت جديد دون أن يخبرك والحمد لله استطعنا أن نحصل على البيت البديل لهذا البيت المخيف وسنرحل اليوم لأننا لم نعد نحتمل... فقلت الحمد لله ولكن لما أخفيتوا عنا كل هذه الأمور يا أمي فقالت لقد خشينا على زوجة أخيك الحامل في شهرها الثالث وعليكم أنتم أيضاً من أن تصابوا بسوء عند سماعكم بهذه الأمور وربما لا تستطيعون النوم أبداً لأنكم صغار... والحمد لله إننا انتقلنا إلى البيت الجديد المؤقت بأسرع وقت وبعد 3 أشهر رجعنا إلى بيتنا الأصلي بعد أن انتهى من البناء والترميم ونشكر الله عز وجل الذي حمانا من شر الجن والشياطين... وبقى هذا البيت مرة أخرى مظلم ومقفول الباب ولم يسكنه أحد إلى يومنا هذا.

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا