البيت الملعون للكاتب فارس عاشور

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-07-03

10. البيت الملعون 

في شتاء 2011م، وتحديدًا في نوفمبر، انتقلت عائلة آمونز إلى منزلهم الجديد في ولاية إنديانا الأمريكية، كان يملأهم الحماس والتفاؤل لحياة جديدة. 

روزا الجدة، لاتويا الأم العزباء وأطفالها الثلاثة 

انتقلوا لمنزل صغير مستأجر في شارع كارولينا، وهو شارع هادئ تصطف على جانبيه منازل صغيرة قديمة مكونة من طابق واحد كانت بيوت صغيرة تناسب ميزانيتهم البسيطة ولكنها جميلة ونظيفة وهذا كل ما كانوا يحتاجونه. 

بدأ كل شيء طبيعيًا في اليوم الأول، ثم انقلب كلُّ شيء رأسًا على عقب. 

فقد حدثت لهم الكثير من الأحداث حتى صاروا مثار الحديث في الشارع والأخبار والصحافة. 

في اليوم الثاني لانتقالهم، وفجأة اجتاح ذباب أسود كبير شرفة منزلهم بأعداد كبيرة، ولم يكن هذا طبيعيًا على الإطلاق بالنسبة لجو الشتاء القارس هناك. 

وتتذكر روزا الجدة قائلة: 

- هذا ليس طبيعيا، لقد قتلناهم وقتلناهم، لكنهم استمروا في الظهور. 

صورة

الأم لاتويا

بعد منتصف الليل، كانوا يسمعون - أحيانا - صوت خطوات ثابتة تصعد سلالم الطابق السفلي، وصرير الباب وهو ينفتح بين الطابق السفلي والمطبخ، ولم يكن أحد هناك. 

واستمر التخويف؛ فقد قالت لاتويا إنها استيقظت ذات ليلة ورأت شخصية غامضة لرجل يسير في غرفة معيشتها، قفزت من السرير للتحقيق، ووجدت آثار أحذية كبيرة مبللة، أكبر بكثير من أي مقاس طبيعي. 

وبحلول 10 مارس 2012م، تحولّ قلق الأسرة إلى خوف، 4 أشهر تقريبا كانت كفيلة بإرعابهم، ولكن ما من مكان آخر يلجؤون إليه فبالكاد حصلوا على هذا البيت بسعر جيد. 

في يوم من الأيام وفي الساعة الثانية صباحًا، كانت الجدة والأم وأطفالها نائمين، كان كل شيء هادئًا حتى جاء صراخ أحد الأطفال الذي شق سكون الليل. 

قفز الجميع من أسرتهم مرتعبين، لقد كانت الطفلة ذات ال 9 أعوام تصرخ:

- ماما... ماما. 

ركضوا باتجاه الغرفة حيث كان الأطفال ينامون، ويا للهول مما رأوا! 

كانت الطفلة مرعوبة من أخيها الأكبر البالغ من العمر 12 عاما والذي كان يطفو في الهواء فوق السرير فاقدا للوعي، لقد نظرت الاثنتان لبعضهما وهما غير مصدقتين لما يرونه. 

حاولوا إنزال الطفل بالقوة وهم يتلون الصلوات. 

وقالت روزا إن حفيدها نزل في النهاية على السرير بهدوء واستيقظ وسط بكائهم وهو لا يتذكر ما حدث. 

في تلك الليلة كان هناك بعض الأقرباء يبيتون عنهم ليحضروا جنازة أحد الأقرباء في المدينة، لقد رأوا كل شيء بأنفسهم؛ مما دفعهم للمغادرة فورًا، ولم يعودوا للمنزل هذا بعدها ولا حتى للزيارة مجددًا. 

صورة

الجدة روزا كامبل

قالت لاتويا لوالدتها 

- نحن بحاجة إلى المساعدة، نحتاج إلى التحدث إلى شخص يعرف كيفية التعامل مع الأمر، هذا ليس مجرد خيال. 

كانتا تعتقدان أنه شيء خارق للطبيعة، وللأسف اتصلوا بالكنائس المحلية ومعظمهم رفضوا الاستماع. 

فاضطروا لإيصال أصواتهم للإعلام عل أحدهم يساعد، قالت لاتويا ووالدتها lçûifâ The سّتارة  إنهما تواصلا مع اثنين من العرافين، وبعد الكشف قالا إن هذا منزل محاصر بأكثر من 200 شيطان، والسبب هو أن المنزل لم يعهد كل هذا التدين من قبل، فكانوا عائلة مسيحية متدينة يصلّون كلّ يوم وهذا لم يعجب سكان المنزل من الجن، وأن أفضل شيء يمكنهم فعله هو الانتقال. 

لكن الانتقال لم يكن خيارًا متاحًا للعائلة التي تعاني من ضائقة مالية. 

بناءً على نصيحة العرافين أيضًا، قاموا بحرق البخور والكبريت في جميع أنحاء المنزل، بدءًا من الطابق العلوي حتى الأسفل، كان الدخان كثيفا لدرجة أنهم لم يتمكنوا من التنفس. 

والنتيجة هي ان المضايقات اختفت، لمدة 3 أيام فقط، وعادت بشكل أسوأ. 

الأطفال الذين كانت أعمارهم آنذاك 7 و9 و12 سنوات بدأوا يتعرضون لنشاطات غريبة فقد انتفخت عيونهم وارتسمت الابتسامات الشريرة على وجوههم، وكانت أصواتهم تصبح خشنة جدا حين يتحدثون كالرجال بمن فيهم الابنة ذات ال 9 سنوات. 

جلس الصبي الأصغر، الذي كان عمره آنذاك 7 سنوات، في دولاب الملابس، أصبح يحب ذاك المكان ودائمًا يجلس فيه، والكارثة حين مرت الأم بجانب الدولاب وهي تظنه يلعب، لكنها صدمت بأن معه أحد يحادثه بالداخل. 

حين فتحت الأم الباب وسألته إن كان يتحدث لنفسه؛ لكي تطمئن نفسها كان يقول: 

- لا إني أتحدث لهذا الطفل هنا، وهو يصف شعور القتل. 

جن جنون الأم فابنها لم يكن أصلا يعرف معنى هذه الكلمة. 

وللأسف فلم تتوقف الاعتداءات لهذا الحد، فقد سقط ابنها ذو 12 عاما في الحمام ولكنهم حين دخلوا عثروا على مرآة الجدار محطمة، كانت أطول منه بكثير، وحين رفعوه كان رأسه يملأه الدم حيث قال إنه طار في الهواء وقذف برأسه للزجاج. 

كما أخبرت الفتاة البالغة من العمر 9 سنوات - لاحقا - أحد المعلمين في المدرسة أنها شعرت أحيانًا كما لو كانت تخنق وهي دائما تسمع صوتا يقول إنها لن ترى عائلتها ولن تعيش ل 20 دقيقة أخرى. 

كانت معظم الليالي سيئة للغاية لدرجة أن الأسرة نامت في أحد الفنادق.

بعد عدة طلبات للإسعاف والحوادث اشتهبت وكالة حماية الطفل بأن هناك تعنيفًا يحصل للأطفال، ولم يصدقوا بالطبع حكاية المنزل المسكون بالرغم من شهادة الأبناء لصالح الأم والجدة. 

وما إن ذاع الخبر في الصحافة حتى تفاجأت العائلة بأن الناس يقولون إن الأطفال الصغار يمثلون هذا الأفعال والأقاويل فقط؛ ليحصلوا للأم والجدة على تعويض وبيت جديد وأنهم هم من يطلبون منهم عمل ذلك. 

طلب من وكالة حماية الطفل فاليري واشنطن التعامل مع التحقيق الأولي، وأعطت للشرطة التقرير الخاص بها بأن قام العاملون في المستشفى بفحص الجدة والأم وأطفالها ووجدوا أنهم بصحة جيدة وخاليين من العلامات أو الكدمات كما قام طبيب نفسي بالمستشفى بتقييم الأم وقرر أنها ذات عقل سليم. 

على إثر ذلك أجرت صحيفة واشنطن بوست مقابلة مع العائلة في المستشفى.

وبينما كان الصحافي يتحدث مع لاتويا، بدأ الصبي البالغ من العمر 7 سنوات في صوت حشرجة الحلق وظهرت أسنانه كالأنياب وعادت عيناه إلى الوراء في رأسه وصارت كلها بيضاء. 

ثم انقض على أخيه الأكبر وبدأ بخنقه، ورفض تركه ولم يستطع كل من بالغرفة إبعاد الطفل ذو ال 7 سنين من فوق أخيه، لا الصحافيين ولا المصورين ولا الأم ولا الجدة، وكأنه رجل بقوة عشرة رجال. 

قال الصبي بصوت رجولي يستحيل أن يخرج من طفل بعمر 7 سنين: 

- حان وقت الموت... سأقتلك. 

بعد مدة استطاعوا التفريق بينهما حين أمسكت روزا بيدي حفيدها وبدأت بالصلاة. 

ما حدث كان من شأنه أن يثير قلق الشهود الذين رأوا المشهد وبالنسبة للبعض فإنه لن يقدم دليلا فحسب على صدق هذه العائلة وما تعانيه؛ بل دليلا على نشاط خارق للطبيعة. 

ووفقًا للتقرير الأصلي لصحيفة واشنطن بوست وهي رواية أكدتها الممرضة ووكر كان لدى الطفل البالغ من العمر 7 سنوات (ابتسامة غريبة) وسار للخلف وتسلق الحائط السقف، وأكمل حتى وصل فوق جدته وهبط على قدميه. 

قالت الممرضة ووكر lçûifâ The Star: 

- لقد صعد على الحائط وانقلب عليها ووقف هناك، لا توجد طريقة طبيعية تمكنه من فعل ذلك. 

أثناء المزيد من المقابلات مع روزا، تعطل أحد مسجلات الصوت الخاصة بالضابط، وفقًا لسجلات شرطة، وصار يومض ضوء الطاقة للإشارة إلى أن البطاريات على وشك الانتهاء، على الرغم من أن الضابط قد وضع بطاريات جديدة في المسجل قبل بدء المقابلة. 

وقام ضابط آخر بتسجيل الصوت، وعندما أعاد تشغيله لاحقا، سمع صوتاً مجهولاً يهمس: 

- مرحبا. 

كما التقط ضابط آخر صورًا للمنزل، في إحدى الصور كانت هناك صورة بيضاء غائمة في الزاوية اليمنى العليا، عندما قاموا بتكبير الصورة، بدت تلك السحابة وكأنها وجه. 

صورة

المنزل ويظهر فيه صورة الوجه بوضوح لليمين

صار المنزل يعج بخبراء الطاقة والخوارق والصحافيين، كان أشهرهم رجلا يقال له ماجينو، لقد أبلغ الشرطة أنه يريد فحص الأرضية تحت الدرج بحثا عن نجمة خماسية أو أشياء شخصية ربما تكون ملعونة أو أعمال سحرية. 

والسبب هو أنه يشعر بطاقة غريبة هناك بالإضافة إلى وجود سواد في هذه المنطقة وكأنها سخم على الجدران. 

وأضاف ماجينو أنه لو مات شخص ما في هذا المنزل ودفن تحت الدرج، فقد يفسر ذلك كل ما يحصل. 

قام أحد ضباط الشرطة بحفر حفرة أبعادها 4 في 3 أسفل الدرج، واكتشفوا ظفرًا ورديًا، وزوجًا من الملابس الداخلية البيضاء، ودبوس قميص، وجوارب. 

فأمر الضابط بالحفر أعمق ولكنهم لم يجدوا شيئًا، كان مخيبا للآمال. 

فبدأ المدعو ماجينو بمساعدة بعض من أعضاء الكنسية المتعاطفين مع العائلة المكلومة بجلسة استخراج الجن من البيت، كان الأطفال يصرخون بشدة وكأنهم يتألمون. 

سأل ماجينو الأطفال: 

- هل تعرفون أي أسم لأحد هؤلاء الشياطين؟ فنداؤه باسمه يُسهل كثيرًا عملية الطرد. 

عندها قفز الصغير ذو ال 7 سنوات وقال: 

- نعم، بعلزبول سيد الذباب. 

عندها بدأت عملية التطهير، قالت رزوا إنها صلت مع ماجينو حتى أصبح الأمر مؤلما للغاية، 

قالت: 

- شعرت كما لو كان هناك شيء بداخلي يحاول عصري والتسبب بالألم في الوقت نفسه. 

كان مختلفا عن الألم الطبيعي، ولكنه كان شديدًا مثل الولادة. 

أجابها ماجينو: 

- أن هذه هي طريقة الشيطان لتقليل تأثير الطقوس. 

في النهاية تم التطهير، وصار المنزل صالحا للسكن بشهادة العائلة، ولكن العائلة عانت بما يكفي وكان هذا المنزل ذكري سيئة لهم، استطاعوا جمع الأموال من المقابلات وغيرها وتركوا هذا البيت للأبد. 

انتقلوا خارج الولاية، وهم الآن يعيشون بأمان وبعيدا عن الإعلام في حياة طبيعية روتينية مجددًا. 

المستأجر الجديد للمنزل لم يشكو من أي شي بعد ذلك سوى تجمهر الناس حول بيته وتصويره؛ مما دفع مالك المنزل الأصلي للاتصال بالشرطة عدة مرات. 

تمت

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا