التوأمان وأبوهم الجني
هذه القصة وقعت قبل حوالي 50 سنة ولا زال أثرها إلى الآن على أحفاد من حدثت له هذه القصة.. فقد وقعت هذه القصة في جبال الحشر بقرية تسمى "صدر جورا" والقصة هي:
كان هناك رجل شاب ومتزوج يسكن في هذه القرية في بيت بعيد عن باقي البيوت.. فكان يذهب في الصباح لمتابعة الماشية والزراعة وغيرها من أعماله اليومية.. وكانت زوجته تذهب في الصباح لتجمع الحطب والماء وغيرها من الاحتياجات اليومية..
وفي أحد الأيام مرضت زوجته وانتقلت إلى رحمة الله تعالى.. وبقى زوجها وحيداً في بيته مع طفلين "ولد وبنت" ولم يترك عادته.. فكان يخرج من البيت كل صباح لعمله.. ولكن بعد حوالي شهرين من وفاة زوجته.. يرى البيت نظيفاً ومرتباً وصغاره تم الاهتمام بهم مثلما كانت زوجته - رحمها الله - حية.. فأخذ يفكر في هذا كثيراً.. من كان يقوم بترتيب البيت وتنظيفه وإطعام الصغار علماً بأن الأطفال صغار جداً فالطفلة كانت عمرها سنتين والطفل كان عمره ثلاث سنوات ونصف تقريباً.. فكان يسأل الطفل عن الشخص الذي يحضر إلى البيت ويقوم بترتيبه وتنظيفه وتقديم الطعام لهم وغسلهم.. فيرد عليه الطفل بأن هناك امرأة تقوم بذلك ولكن لا يعرفها.. ولم يتمكن من سؤالها لأنه صغير ولا يهمه من هي.. ولكن الأب قرر أن يرجع في اليوم التالي إلى البتي مبكراً..
وفعلاً رجع في اليوم التالي إلى البتي قبل موعده.. فكانت الصدمة بأنه وجد المرأة التي تحضر إلى البيت كل يوم.. وحينما وجدها اقشعر جسمه.. فعرف بأنه هذه المرأة غريبة وليست من الإنس.. فسألها، من أنت؟ فردت عليه قائلة أنا فاعلة خير في بيتك ومع أطفالك.. فسألها مرة أخرى بنفس السؤال رغبة منه أن تقوم بأنها امرأة من الجن.. فردت عليه وقالت: أنا امرأة لست من جنسكم، فأنا من الجن أعيش في بيتك من بداية حياتك مع امرأتك - رحمها الله - وأنا مسلمة أصلي وأصوم وأعرف الله ربي كما تعرفه أنت.. فأنا مسلمة ولا أريد إيذائك ولا إيذاء أطفالك وإنما أشفقت عليك من الحال الذي أنت فيه وأطفالك المساكين.. وأنا أحبك. فعرض عليها الزواج فقبلت ولكن بشروط.. وهي: بأن يرضوا أهلها عن زواجه منها. فقبل بذلك. فذهبت لتخبر أهلها "وكان أهلها يسكنون في جبل يبعد حوالي 10 كيلومترات عن منزل الزوج" فقبلوا بذلك بعد محاولات عدة ولكن بشروط صارمة..
أولاً: بأن يقوم الزوج بأخلاء المنطقة الساكن فيها من جميع الحيوانات المفترسة وغير المفترسة من قطط وكلاب وضباع وغيرها..
ثانياً: ألا يقوم بانتظارهم أو متابعة طريقهم.
فقبل هو بذلك وأخبرته الجنية بأن أهلها سوف يقدمون إليه في اليوم التالي. فقام هو بقتل جميع القطط والكلاب والضباع في المنطقة الساكن فيها حتى خليت المنطقة منها ماعدا كلب صغير لم يعلم بأنه كان تحت صخرة أو في مكان ما. وفي اليوم التالي سمع صوتاً مخيفاً قادماً من أعلى الجبل.. فلما نظر إلى مصدر الصوت.. رأى غباراً هائلاً قادماً نحوه.. ولكن فجأة انقطع هذا الغبار وسمع أصوات أناس وكأنهم في معركة وصياح. وانقطع هذا الصوت وتجلى ذلك الغبار.. وانتظر لوقت طويل ولكن لم يأتوا.. ولكن شجاعته أجبرته بأن يخل بالشروط ويذهب ليتتبعهم.
وفعلاً ذهب ليتتبع أثرهم ولكن ردته الجنية وصاحت في وجهه وسألته لماذا أخل بالشروط التي بيته وبين أهلها؟ فحلف بالله بأنه قتل جميع الحيوانات؟ فكذبته وقالت بأن هناك كلب صغير عوا عندما رآهم قادمون.. فصاحوا ورجعوا إلى ديارهم ولم يقبلوا زواجك مني مرة أخرى ولو جئت بما جئت.. ولكن أخذ يحاورها ويكلمها ويعتذر منها.. فقالت تعال معي لنذهب إليهم.. وفعلاً ذهبا في طريقهم مروا بصخرة كبيرة وكان هناك عجل مربوط. فتعجب! وسألها لمن هذا العجل فقالت بأن هذا العجل من عند أهلها أحضروه بمناسبة الزواج ولكن عندما سمعوا صوت الكلب الصغير ربطوا العجل في هذه الصخرة والكبيرة ورجعوا إلى ديارهم. فأكملوا بعد ذلك طريقهم إلى أن وصلوا إلى أهل الجنية. وبعد محاورات عدة مع أبوها وإخوانها وافقوا على الزواج.
وفعلاً تزوج هذا الرجل بالجنية وعاشوا عيشة هنية.. ولكن للأسف الشديد مرض الأطفال وماتت الطفلة الصغيرة ثم تبعها أخيها الأكبر.
ودار الزمان وحل في بيته الأمان لمدة 15 سنة تقريباً.. بعدها مرضت زوجته "الجنية" وتوفيت.. وبقي هو وأولاده الأربعة.. طبعاً أولاده من زوجته الجنية. بعد ذلك بحوالي 8 سنوات مرض ثلاثة أطفال وماتوا في شهر واحد فبقي هو وولده الوحيد وكان عمره ذلك اليوم 11 سنة.. وكان أبوه كبير السن فخشي عليه من الموت فقرر أن يتبارك بالصخرة التي كانت بها العجل المربوط.
"ولجهلهم كانوا يتباركون بالصخور والأثار وغيرها وليس رغبة منهم في عبادة غير الله" ففعل ذلك فكان يسكب على هذه الصخرة كميات كبيرة من السمن والعسل ليذهب الشر عنه وعن ولده الوحيد.. وكذلك الكثير من الناس الذين زعموا بأن هذه الصخرة تجلب لهم المنفعة وتذهب عنهم الشر جهلاً منهم.. ولكن بعدها بفترة بسيطة انتقل أبوه إلى رحمة الله تعالى.. وبقي هذا الولد ساكناً لوحده في ذلك البيت المخيف.. وكان مثل والده يذهب في الصباح الباكر إلى الخارج ليجلب الحطب والماء ويرعى بالماشية ويتابع الزراعة وغيرها من حاجيات الحياة.. حتى كبر وتزوج.. وأنجب ولدان توأمان.. وتوفيت أمهما في ولادتهما.. فرباهما أحسن تربية من خلق عظيم وكرم وجود.. حتى كبروا..
فأخذ يقص عليهم حياته وحياة أبيه الذي تزوج بالجنية وأن أمه جنية ولديهم أخوال "جمع خال" من الجن.. وبعد فترة حوالي 15 سنة.. صدم التوأمان باختفاء أبوهما وبحثوا عنه في كل مكان وكل جبل ولم يجدوه وذلك بمساعدة بعض أهالي القرية التي يسكنون فيها.. فحزنوا عليه حزناً شديداً لظنهم بأن أبيهما قد أكلته بعض الحيوانات المفترسة "حيث أن هناك بعض النمور والسباع وغيرها" وعاشوا حياتهم حياة قاصية بدون أب ولا أم..
وكان ضياع أبوهما قبل حوالي 20 سنة من يومنا هذا.. وقبل حوالي 4 سننات التقى التوأمان بأحد كبار القرية وذكر أبيهم لما كان عليه من رجولة وشهامة وكرم.. فبكوا عليه وحزنوا حزناً شديداً وطلبوا منه التوقف عن الكلام في موضوع أبيهما.. فقال لهم هناك طريقة ربما تمكنكم من العثور على أبيكما وهي أن تذهبوا إلى عراف "مشعوذ والعياذ بالله" وتسأله عن حاجة ضائعة لكم تبحثوا عنها من زمن قديم، ففكر التوأمان في هذه الطريقة وترددا حول هذا وفكروا هل هذا صحيح أم لا.. فقرروا التجربة..
وذهبوا إلى مشعوذ في اليمن.. "وهو من يهود اليمن" فسألوه عن ضائعة لم يجدوها من سنين طويلة.. فقال لهم: هل هو أبيكم؟ فاستغربوا كيف عرف ذلك. فقال لهم: إن أبيكم أو مناداتكم أو لمسكم.. فدهشوا من هذا الكلام.. وقال إن أبيكم له أخوال من الجن فبعدما ماتت أمه "الجنية" قرر أخواله أن يأخذوه بعدما تكبروا أنتم وتصبحون قادرين على تحمل مسؤولية أنفسكم.. فاخططفوه.. وهو في جبل أمام منزلكم.. ولكن لا أحد يستطيع استرجاعه إلا في محاولة واحدة فقط فإن نجح في هذه المحاولة في استرجاعه فسيرجع أبوكم إليكم ولن يستطيع الجن اختطافه مرة أخرى.. وإن لم تنجح المحاولة فلا تستطيعوا استرجاعه مرة أخرى حتى آخر زمنه.. فسألوه عن هذه الطريقة فقال:
في كتابكم المسمى القرآن توجد سورة باسم كذا فليقرأها ويرددها أهل اللحى "وقصده بالملتزمين" في السد "وكان هناك سد صغير ليجمع لهم وللماشية الماء" وليكن شجاعاً لأنها المحاولة الوحيدة.. وفي خلال قراءته لهذه الصورة سوف يرى نفرين من الجن كبيرين جداً وقويين.. وكل واحد ماسك بذراع أبوكما "أحدهما من اليمين والآخر من الشمال" فليواصل قراءته ولينتزعه منهما بقوة وليرفع صوته بالقراءة.. لانهما سوف يهربا إذا سمعا صوته بقوة.. وبهذا سوف يرجع لكما أبوكما ولن يستطيعوا اختطافه مرة أخرى..
فما كان من الولدان إلا أن رجعا وقاموا بالبحث عمن يستطيع إجراء هذه العملية.. ولكن للأسف لم يجداً أحداً يوافقهما على هذه العملية.. وحتى أنهم طلبوا من "إمام المسجد" بإجراء هذه العملية فقال أنا لا أؤمن بهذا الكلام لأنه قول يهودي مشعوذ. وكذلك ولده فرد بنفس الرد..
وهما حتى يوم رواية هذه القصة وهم في حيرة من أمرهما.. وفي انتظار عودة أبيهما.
وكما قلنا سابقاً هذه القصة حقيقية وكانت بدايتها قبل حوالي 50 سنة، ولا زالت الصخرة التي كان الناس يتباركون بها موجودة إلى الآن وقد تحول لونها إلى الأسود من السمن والعسل الذي سكب عليها.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا