ادعيدع:
في الليل الحالك قد يتلاعب العقل بنا فتخيل ما لا وجود له.
كان الناس في الماضي، إذا سار أحدهم في الأماكن المظلمة يتراءى له رؤية أشياء مضيئة كالجمر ملقاه في الطريق، فإذا اقترب منها انتقلت إلى مكان آخر، فأطلقوا عليه اسم (ضو إدعيدع) أي نار إدعيدع. ويبدو أن مسمى إدعيدع تصغيراً لكلمة "دعدع وهي عدا عداً فيه بطء والتواء. وتدعدع مشى مشية الشيخ الكبير الذي لا يستقيم في مشيته".
صصومما يُقال أيضاً أن نور هذا الكائن الصغير وضوؤه كنور القمر ليلاً في السماء بحيث إنه يضيء الطريق للسارين في الليل البهيم ويوهمهم بأنهم في الطريق الصحيح إلى أن يضلهم ويتيههم عن جادتهم. وأنا شخصياً قد تخيلته كالطفل الشقي الذي يتلاعب مع الناس.
وهناك مَنْ يرى أن (ادعيدع) ليس مخلوقاً أو كائناً، ولكنه مَنْ لعب وحيل الجن مع الإنس.
وبغض النظر عن ماهيته فكل مَنْ يشاهده يخاف منه ويخشاه، وقد كانوا يخفون به الأولاد حتى لا يخرجوا ليلاً.
وأستطيع أن أشبه ضوء الدعيدع بالسراب الموجود في الصحراء. فالسراب نوع من الوهم البصري، وهو متعدد الأنواع. ومن أنواعه أن بعض الأشياء قد تبدو أقرب مما هي في الحقيقة، والسبب في حدوثه انكسار وانحناء الضوء الذي يمر من خلال الهواء الذي تتفاوت درجة حرارة طبقاته. وفي الحقيقة أن بعض الأشياء البعيدة قد تبدو أقرب مما هي عليه في الحقيقة.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا