معتقدات العرب في الجاهلية
1. كان العرب يعتقدون أن الشعر له جذور أسطورية خرافية، وأن بدايته كانت على أيدي السحرة والكهان وأخذ في التطور بعد ذلك إلى فن أدبي له ميزته الجمالية واللغوية. كما اعتقدوا أن لكل شاعر قريناً ملهماً يلهمه ويوحي إليه بالقصائد والأشعار، ولذلك قالوا: إن للشعر شيطانين أحدهما مجيد ويسمى (الهوبر) وينسبون إليه اشعر الجيد والثاني مفسد ويسمى (الهوجل) فينسبون إليه الشعر الرديء. ومما يروى من الطرائف أن أحد الأشخاص أتى الشاعر الفرزدق وأنشده شعراً قائلاً:
وَمِنْهُم عمرٌو المَحْمُودُ نائِلُهُ كأنَّما رَأْسُهُ طِينُ الخَواتيمِ
فضحك الفرزدق وقال:
كان معك الهوبر أوله فأجدت خالطك الهوجل في آخره فأفسدت
2. إذا عسر على المرأة في الجاهلية الزواج ولم يأت إليها أحد لخطبتها عمدت إلى نثر جانب من شعرها وكحلت إحدى عينيها وحجلت على إحدى رجليها ليلاً، وتنادى: (يا لكاح أبغي النكاح قبل الصباح) فيسهل أمرها وتتزوج عن قريب.
3. عمد العرب على كي الجمل السليم لتصح باقي الإبل، فإذا مرضت الإبل وظهر في فمها أو على أطرافها قروح أو بثور يقومون بإحضار بعيراً سليماً ويكوون شفاهه وذراعيه وساعديه حتى تصح وتطيب الإبل. ويرون في ذلك عملاً وقائياً وعلاجاً عملياً.
4. كانوا يأتون بثور ليشرب الماء، فإن امتنع عن الشرب كان ذلك دلالة على وجود الجن في قرونه، وعندها يقومون بضربه لاستخراج هذا الجن حتى تتمكن باقي الأبقار من الشرب.
5. ظنوا أن الملدوغ أو الملسوع لو كان معه من النحاس مات، وكانوا يعالجون هذه الحالات بتعليق عقود وقلائد من الذهب والفضة برقبة المصاب.
6. عالجوا عضة الكلب (داء الكلب) وهو ما يسمى بالمكلوب بدم كبير القبيلة أو شيخ العشيرة حيث يقومون بوضع هذا الدم على موضع الجرح، وقد جاء في هذا الموضع البيت المعروف للشاعر الأموي الكميت بن زيد حيث قال:
أحلامكم لسقام الجهل شافيةٌ كما دماؤكم تشفي من الكلب
7. كانوا إذا ظهرت على أحد منهم صفات مس الجنون لجأوا إلى عظام الموتى والأقمشة الملوثة بالأوساخ والقاذورات وعلقوها برقبة الذي أصابه المس.
8. التطير والفأل عند العرف فاق الوصف، حيث كانت العرب تتطير بأشياء كثيرة منها العطاس، وسبب تطيرهم منه أن دابة يُقال لها العاطوس كانوا يكرهونها. كما كان العرب إذا أرادوا سفراً خرجوا من الغلس والطير في أوكارها على الشجر فيطيرونها، فإذا أخذت يميناً أخذوا يميناً وإن أخذت شمالاً أخذوا شمالاً. وأعظم ما تطير منه العرب هو الغراب، فأطلقوا عليه لقب (حاتم), لأنه يحتم عندهم بالفراق.
9. اعتقدوا بشجرة (الرتم) حيث أنها تمثل الحياة والوجود بالنسبة لهم فكانوا يجعلونها حارساً على زوجاتهم أثناء غيابهم وسفرهم، فإذا أراد السفر يأتي إلى غصن شجرة فيعقد ويربط به خيطاً وعندما يعود من سفره يأتي إلى هذا الخيط المعقود في الشجرة وينظر إليه، فإن وجده على حاله كما هو علم أن زوجته لم تخنه وتغدر به، وإن وجد الخيط محلولاً قال قد خانتني، ومن هذا الجهل سخر أحد الشعراء بقوله:
تحسبن رتائما عقدتها تنبيك عنها باليقين الصادق
10. الرئيمة هي عادة أخرى من عادات الجاهلية فكان إذا مات أحدهم، ممن يؤمنون بالبعث، عقلوا ناقته أي ربطوها عند قبره وسدوا عينيها حتى تموت وتهلك لأنهم يزعمون أن الميت إذا بعث من جديد وجد ناقته بجواره ليسير بها.
وفي هذا قال جريبة بن الاشيم الأسدي، يوصي ابنه سعداً:
يا سعد أما أهلكنَّ فإنني أوصيك إن أخا الوصاة الأقربُ
لا تتركنَّ أباك يعثر راجلا في الحشر يصرع لليدين وينكبُ
واحمل أباك على بعير صالح والغ المطية، إنه هو أصوبُ
ولعل لي مما تركت مطية في الحشر أركبها إذا قيل اركبوا
11. كان الغلام إذا سقطت أحد أسنانه، التقطها وجعلها في يده بين السبابة والإبهام، واتجه نحو الشمس مستقبلاً إياها قائلاً:
"يا شمس أبدليني بأحسن منها".
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا