"" سحر الفودو ""
"" بيت الظلال""
من أعمالي بقلم... #محمد_مصطفى
"" في أعماق غابات الكاريبي المظلمة
، حيث تتداخل الأشجار الكثيفة مع الضباب الكثيف، كانت هناك قرية تُدعى "لامورتيه"، مشهورة بأنها معقل للسحر الأسود وسحر الفودو. كان القرويون في "لامورتيه" يعيشون في خوف دائم من القوى الخفية التي تحيط بهم، وكانوا يحاولون بكل طاقتهم الابتعاد عن أي شيء قد يغضب الأرواح أو السحرة الذين يسكنون تلك الأرض.
كان هناك رجل يُدعى "جاكوب"، وهو مستكشف جريء قرر أن يزور "لامورتيه" بحثًا عن أسرار الفودو. سمع جاكوب العديد من القصص المخيفة عن القرية، وعن السحرة الذين يملكون قوة التحكم في الأرواح وتحويل الناس إلى دمى بلا حياة. لكنه لم يصدق تلك القصص، واعتقد أنها مجرد خرافات يستخدمها السكان لإبقاء الغرباء بعيدًا.
عند وصوله إلى القرية، لاحظ جاكوب نظرات القرويين المليئة بالرهبة والتوجس. كانوا يهمسون فيما بينهم ولا يقتربون منه. سأل جاكوب عن مكان يدعى "بيت الظلال"، وهو مكان يُقال أنه معقل السحر والفودو في القرية. كان يعلم أن العثور على هذا المكان سيمنحه شهرة عظيمة كمستكشف، وربما يكشف أسرارًا لم يتمكن أحد من معرفتها من قبل.
أحد القرويين، رجل عجوز يحمل وجهه علامات الزمن والخوف، حذره من الذهاب إلى "بيت الظلال". قال له: "الناس الذين يدخلون هناك لا يخرجون أبدًا. الأرواح هناك ليست ودودة، ولن تتردد في تدمير من يجرؤ على الاقتراب منها." لكن جاكوب كان مصممًا على المضي قدمًا، متجاهلًا تحذيرات العجوز.
في الليلة التالية، توجه جاكوب إلى "بيت الظلال" بناءً على الاتجاهات التي حصل عليها بصعوبة. كان البيت يقع في أعماق الغابة، بعيدًا عن القرية. كان مبنى قديمًا ومهجورًا، محاطًا بالأشجار التي تبدو وكأنها تلتف حوله وتحاول ابتلاعه. كان الباب الأمامي مصنوعًا من خشب داكن ومتآكل، وكان يُصدر صريرًا مرعبًا عندما فتحه جاكوب.
دخل جاكوب المنزل ببطء، وأضاء مصباحه ليتفحص المكان. كانت الجدران مغطاة بالرموز الغريبة والمخيفة، والأرضية كانت مليئة بالغبار والعظام القديمة. فجأة، سمع جاكوب صوت خطوات خلفه، فالتفت بسرعة، لكنه لم يجد شيئًا سوى الظلام. قرر مواصلة الاستكشاف، وبدأ يتعمق أكثر داخل المنزل.
وصل جاكوب إلى غرفة كبيرة في منتصف المنزل. في وسط الغرفة، كانت هناك دائرة مرسومة بالدماء، وحولها كانت هناك دمى صغيرة مصنوعة من القماش والعظام والشعر البشري. على الجدران، كانت هناك صور لوجوه مشوهة وأعين مفتوحة على وسعها، وكأنها تحدق فيه مباشرة.
بينما كان جاكوب يتفحص الدمى، شعر فجأة بوجود شيء يتحرك في الظلام خلفه. عندما استدار، رأى شخصًا يقف في الزاوية، مرتديًا عباءة سوداء، ووجهه مغطى بقناع غريب. كان الشخص ينظر إلى جاكوب بصمت، ولكن عينيه كانت مليئة بالكراهية والشر.
قال الرجل الغامض بصوت منخفض: "لقد أتيت بعيدًا جدًا، يا جاكوب. كان يجب أن تستمع إلى تحذيراتهم." ثم رفع يده، وفي لحظة واحدة، بدأت الدمى الموجودة في الغرفة تتحرك. كانت تتحرك ببطء نحو جاكوب، وكأنها تحاول الوصول إليه.
شعر جاكوب بالخوف لأول مرة في حياته. حاول الهروب، لكنه شعر بشيء يمسك بقدميه. عندما نظر إلى الأسفل، رأى يدين صغيرتين مغطيتين بالدماء تخرجان من الأرض وتلتفان حول قدميه. كانت الدمى تمسك به من كل جانب، وتشد عليه بقوة.
بدأ جاكوب يصرخ ويحاول التخلص منها، لكنه شعر بقواه تتلاشى. كانت الدمى تسحب روحه ببطء، وكان يشعر بوجود طاقة مظلمة تتسلل إلى جسده. عندما نظر إلى الرجل الغامض، رأى ابتسامة شريرة ترتسم على وجهه.
قال الرجل: "أنت الآن ملك للفودو. روحك ستبقى هنا إلى الأبد، خادمًا لهذه الدمى." ثم رفع الرجل يده مرة أخرى، وفي تلك اللحظة، شعرت الدمى بقوة جديدة، وسحبت جاكوب إلى داخل الدائرة المرسومة بالدماء.
شعر جاكوب بألم شديد، وكأن روحه تمزقت إلى أشلاء. في اللحظة الأخيرة، رأى نفسه يتحول إلى دمية صغيرة، مماثلة لتلك التي رآها في الغرفة. كان يستطيع الشعور بكل شيء، لكنه لم يكن قادرًا على الحركة أو الكلام. كان محاصرًا داخل جسد الدمية، وأدرك أنه لن يخرج من هذا الكابوس أبدًا.
مرت الأيام والأسابيع، وأصبحت جاكوب مجرد دمية أخرى في "بيت الظلال". زار القليل من القرويين المنزل، وكانوا يرون الدمى ويشعرون بالرعب. كانوا يعلمون أن هذه الدمى كانت يومًا ما أشخاصًا، لكنهم لا يجرؤون على الاقتراب منها.
أما الرجل الغامض، فقد اختفى دون أثر، لكنه ترك وراءه لعنة مستمرة في "بيت الظلال". كان المنزل مليئًا بأرواح المسافرين الطائشين، الذين جاؤوا بحثًا عن الأسرار والقوة، لكنهم وجدوا أنفسهم محاصرين في الجحيم الأبدي.
وأصبح "بيت الظلال" مكانًا لا يجرؤ أحد على الاقتراب منه، حيث تستمر الدمى في التحرك ليلاً، وتهمس بأصوات خافتة تحمل ذكريات أولئك الذين ضاعت أرواحهم هناك.
وبالنسبة لجاكوب، فقد أصبح جزءًا من تلك الأسطورة المرعبة، ولم يكن هناك أي وسيلة للهروب من مصيره المظلم، حيث بقيت روحه مسجونة في "بيت الظلال" إلى الأبد، تنتظر بصمت قدوم ضحية جديدة.
تمت بحمد ا
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا